شن مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق (شرقي ليبيا) هجوما شديد على وزير الخارجية الليبية "نجلاء المنقوش" على خلفية تصريحات بخصوص تسليم مطلوب في تفجير لوكيربي عام 1988.

والخميس، قالت "المنقوش" لهيئة الإذاعة البريطانية "BBC"، إن بلادها يمكن أن تتعاون مع واشنطن لتسليم المتهم المطلوب في تفجير "لوكيربي" الذي وقع عام 1988، "أبو عجيلة محمد مسعود" المسجون في طرابلس؛ ما أثار جدلا واسعا في البلاد.

واتهمت لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب في بيان لها الإثنين "المنقوش" بالقيام بـ"تحرك خطير" في قضية لوكيربي التي قالت إنها أرهقت كاهل الليبيين لعقود طويلة.

وقالت اللجنة "لاحظنا تحركا خطيرا للسيدة نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية، يدفع في اتجاه البحث في قضية طالما أرهقت كاهل الليبيين عقود من الزمن وتم تسويتها وهي قضية لوكيربي".

وتابع بيان مجلس النواب الليبي: "نستنكر محاولات العبث التي تقودها المنقوش ورئيسها بتسليم مواطن ليبي مقابل البقاء (في السلطة)".

وطالب البيان النائب العام الليبي بفتح ملف المنقوش على خلفية القضية ذاتها، معلنا تأييده "للقرارات التي من شأنها إيقاف الوزيرة عند حدها".

وختم البيان بالقول: "كنا نأمل أن يكون صوتها (المنقوش) عالي في المحافل الدولية لإخراج تركيا ومرتزقتها وتفكيك المليشيات مع قرب العملية الانتخابية (لكنها) خرجت علينا تتحدث عن تسليم الليبيين".

والسبت أعلن المجلس الرئاسي الليبي، إيقاف وزيرة الخارجية "المنقوش" عن العمل وإحالتها للتحقيق ومنعها من السفر، فيما اعتبره "مخالفات إدارية" على خلفية تصريحاتها عن لوكيربي.

ومن بين مختلف الانتقادات التي وجهت لـ"المنقوش"، تلك التي صدرت من وزير الخارجية السابق في حكومة الوفاق (2016-2021) "محمد الطاهر سيالة"، الذي قال "ليبيا سوّت قضية لوكيربي بشكل نهائي وباتفاق ثنائي مع الولايات المتحدة وبريطانيا وهولندا.. وإعادة إحياء الملف سيفتح أبواب جهنم عليها، ويجرها لمزيد من الابتزاز".

و"أبو عجيلة مسعود"، رجل مخابرات ليبي، تتهمه الولايات المتحدة بالمشاركة في صنع القنبلة التي فجرت طائرة لشركة "بان أمريكان" في سماء قرية لوكيربي الاسكتلندية في 21 ديسمبر/كانون الأول 1988، ما أسفر عن مقتل 270 شخصا، أغلبهم أمريكيون.

وفي 2003، دفعت ليبيا في عهد "معمر القذافي"، تعويضات ضخمة لعائلات الضحايا بلغت 2.7 مليار دولار، بمعدل 10 مليون دولار عن كل ضحية، بهدف غلق الملف نهائيا.

ودافعت "المنقوش" عن نفسها بنفيها بشكل قطعي ذكرها لـ"أبوعجيلة"، خلال مقابلتها مع قناة "بي بي سي"، ولكن ذلك لم يكن مقنعا لقطاع من الليبيين، على اعتبار أنها أشارت إلى الموضوع ضمنا وليس تصريحا.

وسواء تحدثت "المنقوش" عن الموضوع ضمنا أو تصريحا، فإنه قد يستغل لممارسة ضغوط إضافية على ليبيا، إما لتسليم "أبوعجيلة" المتواجد في سجن ليبي في قضايا لا علاقة لها بملف لوكيربي، أو لدفع تعويضات إضافية، خصوصا أن نحو 200 مليار دولار أموال ليبية مجمدة في الخارج.