واشنطن بوست: محاولة اغتيال الكاظمي زادته قوة وارتدت على ميليشيات إيران بالعراق

الثلاثاء 9 نوفمبر 2021 05:20 م

اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي "مصطفى الكاظمي" ارتدت عكسيا، وبشكل مذهل، على الميليشيات العراقية المرتبطة بإيران، والتي تعد المتهم الأول في تلك المحاولة، رغم إنكارها وإنكار طهران.

وقال الكاتب البارز "ديفيد إجناتيوس"، في مقال نشرته الصحيفة، إن نتائج محاولة اغتيال "الكاظمي" قوته بشكل غير مسبوق، وأضعفت موقف الميليشيات المرتبطة بإيران، والتي كانت تخطط لعدم تمكينه من فترة ثانية في رئاسة الوزراء، والتي يبدو أنها باتت شبه مضمونة لـ"الكاظمي" بعد هذه المحاولة.

وتابع أن تداعيات هجوم بغداد لخصتها رسالة إلكترونية من "رندا سليم"، مديرة قسم حل النزاعات في معهد الشرق الأوسط، حيث قالت: "هناك الكثير من الأدلة العرضية التي تؤشر للجماعات العراقية المسلحة التي تدعمها إيران وأنها هي التي نظمت الهجوم. لكنها ارتدت سلبا عليهم. كان تحركا أحمق ويعبر عن ضيق النظر، وحقق عكس ما هدفوا إليه وهو حرمان رئيس الوزراء من فترة ثانية، بل أكد الهجوم فترته الثانية في المنصب".

ووصف الكاتب "الكاظمي" بأنه شخصية نادرة في الشرق الأوسط، حيث تحدى إيران وجماعاتها الوكيلة بدون أن ترمش له عين.

وأوضح أنه (الكاظمي) في مرمى الهدف منذ توليه المنصب في مايو/أيار 2020، ويحاول توجيه المسار بين الولايات المتحدة وإيران.

ومنذ ذلك الوقت هاجمت الميليشيات التي تدعمها إيران المنطقة الخضراء، وتحدّت المسؤولين الأمنيين ضمن حملة استفزاز.

ويقول الكاتب إن غضب الميليشيات على "الكاظمي" زاد "من حموضة قلوب قادتها" بعد خسارتهم انتخابات الشهر الماضي، والتي كان الفائز فيها رجل الدين المتقلب "مقتدى الصدر"، الذي حاول - مثل "الكاظمي" - الابتعاد عن إيران، ووعد بألّا يترك العراق رهنا لسيطرتها.

وقلل "إجناتيوس" من الاستنكار الإيراني لمحاولة اغتيال "الكاظمي"، مشيرا إلى أن طهران حاولت – كما هو متوقع - حرف اللوم على الولايات المتحدة في محاولة الاغتيال.

وقال "سعيد خطيب زاده"، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن "حوادث كهذه هي متساوقة مع مصالح الأطراف التي انتهكت استقرار وأمن وسلامة الأراضي العراقية خلال الـ18 عاما الماضية".

لكن، وفقا للكاتب، فإن هذا الموقف المعادي لأمريكا لن يغير من الواقع حتى بين العراقيين الميالين لتصديق نظريات المؤامرة.

ويضيف: "وتم الكشف عن كذب الكلام الإيراني، لأن المسيّرات تم العثور عليها. ولو استطاع الكاظمي البقاء حيا، فلديه فرصة أفضل من الأسبوع الماضي لمواصلة العمل في منصبه وحشد الإصلاحات التي يحتاجها العراقيون بشكل ملح".

وفي وقت سابق، الثلاثاء، نقلت "رويترز" عن مسؤولين عراقيين قولهم إيران كانت على علم مسبق بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي "مصطفى الكاظمي".

واتهم مصدران أمنيان عراقيان،  كتائب "حزب الله" و"عصائب أهل الحق" المواليتين لطهران، بتنفيذ الهجوم.

واستخدم في الهجوم على منزل "الكاظمي" طائرات مسيرة من ذوات الأربع مراوح، كلاً منها كانت تحمل مقذوفاً يحتوي على مواد شديدة الانفجار، قادرة على تدمير المباني والمركبات المدرعة.

ووفق مسؤول عراقي؛ فإن هذه الطائرات من نفس نوع الطائرات المسيرة إيرانية الصنع، والمتفجرات التي استخدمت هذا العام في هجمات على القوات الأمريكية في العراق، والتي حملت واشنطن مسؤوليتها لمسلحين مدعومين من إيران بينهم كتائب "حزب الله".

ومساء الأحد الماضي، زار قائد "فيلق القدس" بـ"الحرس الثوري" الإيراني "إسماعيل قآني" بغداد، والتقى "الكاظمي"، كما التقى قادة فصائل مسلحة موالية لطهران، وحثهم على تجنب أي تصعيد آخر للعنف.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

محاولة اغتيال الكاظمي مصطفى الكاظمي ميلشيات إيران

القيادة العسكرية الأمريكية تتهم ميليشيات إيرانية بمحاولة اغتيال الكاظمي

الدفاع الأمريكية لا تتهم أي جهة بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي

وول ستريت جورنال: إيران نفت لأمريكا عبر عراقيين علاقتها بمحاولة اغتيال الكاظمي

صحيفة أمريكية: محاولة اغتيال الكاظمي كشفت صعوبة سيطرة إيران على ميليشيات العراق

ف.تايمز: مستقبل العراق على المحك بعد حادثة الكاظمي

ستراتفور: محاولة اغتيال الكاظمي قد تسهل مهمة تشكيل الحكومة

مسؤولون أمريكيون: أوامر محاولة اغتيال الكاظمي لم تصدر من إيران