رسالة تحد للمليشيات.. أول ظهور للكاظمي بمكان عام بعد محاولة اغتياله

الخميس 11 نوفمبر 2021 08:18 ص

ما هي الدلالات التي حملها أول ظهور لرئيس الوزراء العراقي "مصطفى الكاظمي"، الأربعاء، في حي مدينة الصدر بالعاصمة العراقية بغداد؟ وهل هناك سبب لاختيار هذا الحي بالذات؟

تصدر هذان السؤالان اهتمامات مراقبي الشأن العراقي خلال الساعات الماضية، بعدما وثقت صور ومقاطع فيديو "الكاظمي" وهو يتجول في أحد الشوارع الرئيسية بمدينة الصدر برفقة الأمين العام لمجلس الوزراء "حميد الغزي" وعدد من القادة الأمنيين.

واعتبر محللون أن "الكاظمي" ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد بزيارته حي مدينة الصدر؛ إذ غازل تيار "الصدر" ذو التأثير السياسي الكبير، خاصة بعد تصدره نتائج الانتخابات الأخيرة، وبعث برسالة ضمنية إلى المليشيات بأنه لا يزال قويا وقادرا على التحكم بمقاليد الأمور.

وفي السياق، لفت أستاذ الفكر السياسي في الجامعة المستنصرية ببغداد "عصام الفيلي" إلى أن حي الصدر هو معقل رجل الدين الشيعي النافذ "مقتدى الصدر"، الذي فاز تياره بأكبر عدد من مقاعد البرلمان في الانتخابات الأخيرة، ولذا فإن زيارة "الكاظمي" تمثل رمزية كبيرة له، وفقا لما أورده موقع قناة "الحرة" الأمريكية.

وأضاف أن "الكاظمي أراد أن يؤكد أنه رجل دولة ويدرك تماما مقدار القوة وتأثيراتها" من خلال أول ظهور له بعد محاولة اغتياله الفاشلة.

وأشار "الفيلي" إلى أن "الكاظمي أصبح أول رئيس وزراء يزور حي مدينة الصدر، وهي دلالة كبيرة للشعب، خاصة للطبقات الفقيرة منه".

وأوضح: "مثل هذه المناطق الفقيرة، لا تزال تبحث عمن يأتي إليها ويحترمها، وهذه الزيارة رفعت من الكاظمي الشيء الكثير، كما أنه أراد أن يقول لكل الأطراف السياسية إنه قريب من القواعد الشعبية".

ولفت "الفيلي" إلى أن حي الصدر قريب من المناطق التي انطلقت منها الطائرات المسيرة التي استهدفت "الكاظمي"؛ "ما يعني أنه أراد أن يقول للمليشيات التي استهدفته إنه وسط ناسه وشعبه"، حسب قوله.

ووصف المحلل السياسي العراقي المقيم في فرنسا "هلال العبيدي" زيارة رئيس الوزراء لمدينة الصدر بأنها "مغازلة سياسية للتيار الصدري"، مشيرا إلى أن حظوظ "الكاظمي" في دورة ثانية بمنصبه زادت بعد عملية استهدافه، "وهو يسير في مسار تعزيز هذه الحظوظ للبقاء في السلطة خلال المرحلة المقبلة".

وتابع أن "الكاظمي"، "يؤكد (عبر زيارته) أنه يلعب بأوراقه للاحتفاظ بدورة ثانية مع عدم رغبة إيران وبعض الفصائل المسلحة في وجوده بهذا المنصب في الحكومة المقبلة".

وأشار إلى أن "إيران تبقى ممسكة بأطراف الخيوط في القضية العراقية؛ حيث أنها غالبا ما تتدخل في اختيارات الرئاسات الثلاث"، قاصدا رئاسة الدولة والحكومة والبرلمان.

وبينما يحافظ على علاقات جيدة مع إيران، يعارض "الصدر" علنا التدخل الخارجي في شؤون العراق.

ويرى "العبيدي" أن إيران تملك مرشحين لرئاسة الوزراء، لكن "طهران لم تقطع خيوطها سواء مع الكاظمي أو مع مقتدى الصدر رغم أنها لا تريد الكاظمي، ورغم أن مقتدى الصدر له طروحات حول استقلال القرار السيادي في العراق وحل الحشد الشعبي، وهو ما تعارضه إيران".

ويؤكد "العبيدي" أن "مدينة الصدر أكثر حي بحاجة إلى إعادة إعمار وإنشاء خدمات وبنى تحتية، وأكثر حي تضرر منذ 2003 وحتى الآن.. وزيارة الكاظمي دلالة على أنه قريب من الشعب والطبقات الفقيرة والمسحوقة".

واعتبر أن هذه الزيارة "رسالة بأنه يمثل صوت الفقراء والمهمشين، وأن أي محاولة لإزاحته سيكون لها انعكاسا لكل المدن الفقيرة في هذا الاتجاه".

وقال مكتب رئيس الوزراء الإعلامي، في بيان/ إن "الكاظمي" تجول في شارع الفلاح وسط مدينة الصدر للاطلاع "على سير أعمال التأهيل والإكساء والتبليط التي باشرت بها أمانة بغداد والدوائر الخدمية".

وخلال زيارته، دعا "الكاظمي" إلى إطلاق حملة إعمار في مدينة الصدر؛ حيث خلفت تفجيرات وهجمات انتحارية مئات القتلى والجرحى على مر السنين. وأضاف أن مثل هذه الحملة يمكن أن يتبعها تحرك لإعادة بناء بغداد والمحافظات الأخرى.

ونجا رئيس الوزراء العراقي من "محاولة اغتيال فاشلة" بطائرات مسيرة مفخخة استهدفت، فجر الأحد، مقر إقامته في بغداد، في ظل تصاعد التوترات بعد الانتخابات التشريعية التي أجريت قبل شهر.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

مصطفى الكاظمي مقتدى الصدر حميد الغزي

محاولة اغتيال الكاظمي تسلط الضوء على الانقسامات بين الشيعة في العراق