لماذا تقاربَ معسكرا التطبيع مع إسرائيل والأسد؟

الجمعة 12 نوفمبر 2021 06:01 ص

لماذا تقاربَ معسكرا التطبيع مع إسرائيل والأسد؟

يمكن ربط التطبيع مع نظام الأسد بالتقاء بوصلتي الاحتلال الاستيطاني الإسرائيلي والاستبداد العربي مع كل ذيوله وتداعياته.

تذّكر خطوات الإمارات بالطبع بالتسارع الهائل في العلاقات السياسية والأمنية والاقتصادية والسياحية بين أبوظبي وإسرائيل!

هل هو اعتراف بانتصار نظام الأسد أم أنه اقتراب هذا النظام المنهار اقتصاديا وسقطت شرعيته السياسية وتدهورت علاقاته بالمنظومة الدولية من إسرائيل؟

المستجد كان التحول التدريجي بمواقف الدول الخليجية التي خفضت بعثاتها الدبلوماسية أو أغلقتها عام 2012 احتجاجا على تعامل النظام مع المتظاهرين.

موقف الجزائر الداعم للنظام السوري منذ بدايات الأحداث السورية يمكن تلمّس أسبابه في طبيعة النظام الجزائري العسكرية الأمنية المشابهة لطبيعة النظام السوري.

*     *     *

رحّب وزير خارجية الجزائر، رمطان لعمامرة، الأربعاء، بزيارة وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، إلى دمشق، في اليوم الذي سبقه، قائلا إن بلاده «تبارك هذه الخطوة» وتبع ذلك اتصال من وزير خارجية إيران أمير عبد اللهيان بنظيره الإماراتي، رحّب فيه أيضا بزيارة المسؤول الإماراتي الكبير واعتبرها «خطوة إيجابية».

بعد يومين فحسب من الزيارة، باشرت أبوظبي، بسرعة، خطوات أخرى للتطبيع مع النظام السوري، فأعلنت عن اتفاق مع حكومة دمشق على إنشاء محطة توليد كهروضوئية، وقدّم وزير ومستشار سوري سابق، كمال زهر الدين، أوراق اعتماده قنصلا في دبي والإمارات الشمالية، وهو ما يعني أن الاتفاقات وتسليم أوراق الاعتماد كانا قد نوقشا سابقا، وأن إجراءات أخرى ستتبعها.

تذّكر خطوات الإمارات، بالطبع، بالتسارع الهائل في العلاقات السياسية والأمنية والاقتصادية والسياحية بين أبوظبي وإسرائيل، والذي حصل بعد اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي في 13 آب/أغسطس 2020، حين أصبحت الإمارات ثالث دولة عربية، بعد مصر والأردن، توقّع «اتفاقية سلام» مع إسرائيل، والدولة الخليجية الأولى التي تقوم بذلك.

وزير خارجية الأردن، أيمن الصفدي، الذي كانت بلاده لعبت دورا كبيرا في تحريك ملف التطبيع مع النظام السوري، ورأى أن ما يحدث مع النظام السوري هو «لغياب أي استراتيجية فعالة لحل الصراع السوري» لكنّه أوضح، من جهة أخرى، أسباب عمّان الداخلية التي دفعت بهذا الاتجاه حيث قال إن بلاده «تستضيف 1,3 مليون لاجئ سوري لا يتلقون الدعم الذي قدّمه العالم من قبل».

موقف الجزائر، التي تستعد لاستقبال قمة الجامعة العربية السنة المقبلة، الداعم للنظام السوري، كان واضحا منذ بدايات الأحداث السورية، ويمكن تلمّس أسبابه في طبيعة النظام الجزائري العسكرية والأمنية المشابهة، نسبيا، لطبيعة النظام السوري.

والتي تبدت بخوضه حربا هائلة لمنع استلام «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» للسلطة عام 1991 بعد فوزها في الانتخابات البرلمانية، وكذلك في مواقفه من الحراك الشعبي السلمي الذي انطلق عام 2019.

تشير هذه المواقف المتعددة إلى وجود أسباب خاصة بكل دولة عربية للترحيب بالتقارب مع النظام السوري، فالجزائر والعراق ومصر (بعد استلام الرئيس عبد الفتاح السيسي للسلطة عام 2013) كانت من الدول الداعمة، بشكل أو آخر، للنظام السوري، وهو ما ينطبق على فصائل وأحزاب واتجاهات سياسية عربية موالية لإيران، كما هو حال «حزب الله» اللبناني، والميليشيات الشيعية العراقية، وحوثيي اليمن.

لكن المستجد كان التحول التدريجي في مواقف الدول الخليجية، التي خفضت بعثاتها الدبلوماسية أو أغلقتها عام 2012 احتجاجا على تعامل النظام مع المتظاهرين.

هل يعتبر الأمر، إذن «اعترافا بانتصار الرئيس بشار الأسد» على ما رأى أمين عام «حزب الله» اللبناني، حسن نصر الله، في كلمة له أمس، أم أنه، عمليا، اقتراب من نظام الأسد المنهار اقتصاديا، والذي سقطت شرعيته السياسية وتدهورت علاقاته مع المنظومة الدولية، من إسرائيل؟

وكيف يمكن فهم سعي الجزائر لإعادة نظام متهالك سياسيا واقتصاديا وتاريخه مبقع بوحشية ما زالت عجلاتها تدور يوميا ضد شعبه، إلى الجامعة العربية، وتستطيع مباركة مواقف الإمارات، التي تقاربت بشكل مذهل مع إسرائيل، في الوقت الذي ترفع فيه وتيرة التصعيد السياسي وتهدد بلدا شقيقا ومجاورا، هو المغرب، بالعقاب، وتتهمه بالتآمر عليها مع إسرائيل؟

ما يحصل لا يمكن ربطه بإعلاء شؤون السياسة والدبلوماسية في ملفي إسرائيل والنظام السوري، في حين تتجبّر إسرائيل ونظام الأسد ضد الفلسطينيين والسوريين، لكن يمكن، بالأحرى، ربطه بالتقاء بوصلتي الاحتلال الاستيطاني الإسرائيلي والاستبداد العربي، مع كل ذيوله وتداعياته.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

الإمارات، أبوظبي، التطبيع، إسرائيل، الأسد، الجزائر، النظام السوري، إيران، الاستبداد العربي، الاحتلال، الاستيطان،

إيران تشيد بالتطبيع العربي مع سوريا: مصلحة لكل دول المنطقة

بتقليص نفوذ إيران في سوريا.. تطبيع العرب مع نظام الأسد يخدم مصالح إسرائيل