تقرير: أفغانستان تواجه أزمة جوع بسبب المساعدات والاحتياطات المجمدة

الأحد 14 نوفمبر 2021 09:37 م

سلطت وكالة الأنباء الألمانية الضوء على تفاقم الأوضاع المعيشية في أفغانستان، مشيرة إلى أن تجميد المساعدات الأجنبية واحتياطيات الدولة في الخارج تسبب في أزمة جوع وموجة من الجفاف في البلاد بعد عدة أشهر تحت حكم طالبان.

ونقلت الوكالة شهادات لعدد من الأفغان يشكون تدهور أوضاعهم المعيشية، الذين أكدوا أن سوء الأوضاع حاليا تذكرهم بحقبة طالبان السابقة.

وقال "فريد خان" المتحدث السابق باسم الشرطة في إقليم ننكرهار، أنه بعد 5 أشهر من انقطاع دخله لم تعد هناك حبة أرز ولا قطرة زيت ولا قطعة خبر في منزله الذي يقع في مدينة جلال آباد شرقي البلاد.

وأضاف "خان" أنه باع بالفعل ثلاجته وتلفزيونه لينفق على عائلته، ولم يعد أمامه سوي توجيه المناشدات لإنقاذ صغاره من الجوع.

وأشار التقرير إلى وجود الملايين في نفس وضع "خان" في أفغانستان، والأعداد في تزايد، مشيرا إلى البلاد حتى قبل سيطرة طالبان كانت تعاني من أوضاع اقتصادية محفوفة بالمخاطر.

لكن سيطرة طالبان زادت الطين بلة، حيث تم تجميد المساعدات الأجنبية واحتياطيات الدولة المالية في الخارج، وضربت البلاد واحدة من أسوأ موجات الجفاف منذ عقود. وانتهى الأمر بمئات الآلاف من الناس إلى الفقر، مع عواقب مدمرة.

وبحسب بيانات الأمم المتحدة، لن يكون لدى أكثر من نصف الأفغان ما يكفي من الطعام اعتباراً من الشهر الجاري.

هذه المحنة تجعل الأفغان يسعون بشكل متزايد إلى حلول يائسة لإعالة أسرهم. وقد تداولت وسائل إعلام محلية مؤخرا قصة "روخشانا" (55 عاما) من إقليم غور في وسط البلاد، والتي أعلنت أنها ستبيع حفيدتيها مقابل 350 ألف أفغاني (العملة المحلية)

ووفق التقرير، فإنه يمكن رؤية الأزمة الاقتصادية وتزايد الجوع في شوارع المدن الأفغانية. وتتحدث وسائل الإعلام المحلية عن تزايد الدراجات على الطرق مرة أخرى في كابول.

يقول سكان العاصمة إن هناك اليوم أشخاصا يتسولون أمام كل مخبز في كابول تقريبا. في الوقت نفسه هناك المزيد من الناس يحاولون في الشوارع بيع جميع ممتلكاتهم.

وتشير التقديرات إلى أن الجفاف هذا العام يتسبب في انهيار الإنتاج المحلي من القمح بمقدار الثلث تقريبا. ويقول مراقبون إن الغلال في المناطق المتضررة "تتفتت في الأيدي مثل الغبار".

وحسب البنك الدولي، يعتمد أكثر من 60% من جميع الأسر في أفغانستان على الزراعة في كسب قوت يومهم. هذا العام صارت مخازن الغلال لكثير من سكان الريف فارغة.

وما يزيد الطين بلة أن حكومات الدول المانحة، بما في ذلك ألمانيا، توقفت عن سداد مدفوعات تنمية موعودة لأفغانستان عندما وصلت طالبان إلى السلطة. وقصرت هذه الدول دعمها على المساعدات الإنسانية الطارئة. 

وقد أعرب حكام طالبان الجدد، الذين ليس لديهم عمليا أي مساحة للتصرف في ظل تجميد احتياطيات الدولة في الخارج (9 مليارات دولار) وانهيار عائدات الضرائب، عن استعدادهم بالفعل لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.

وينتقد المراقبون قصر الدول المانحة مساعداتها على المساعدات الطارئة، موضحين أن هذه المساعدات وحدها لن تحل المشكلات الناجمة عن الأزمة الإنسانية والاقتصادية الهائلة في أفغانستان.

أما الأفغان أنفسهم فليس لديهم أمل كبير في أن يتحسن وضعهم قريبا.

 

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

أفغانستان مساعدات احتياطيات مجمدة

وفد الحكومة الأفغانية يلتقي وزير خارجية قطر والمبعوث الأمريكي في الدوحة

البنك الدولي يعتزم إعادة تقديم مساعداته إلى أفغانستان

محللون: 4 أسباب وراء إحجام الدول الإسلامية عن تمويل المساعدات بأفغانستان