تشهد الساحة الكويتية جدلا ساخنا، حول هوية ولي العهد المستقبلي، مع تولي ولي العهد الحالي الشيخ "مشعل الأحمد الجابر الصباح"، جزءا من اختصاصات أمير البلاد.

وأشعل الجدل تغريدة كتبها النائب في مجلس الأمة الكويتي(البرلمان)، "مهلهل المضف"، عبر "تويتر"، قائلا إن "الشعب الكويتي لن يقبل بولي عهد قادم له ارتباط بشبهات وملفات فساد"، دون إشارة إلى هوية المقصود بذلك.

والإثنين الماضي، أصدر أمير الكويت، الشيخ "نواف الأحمد الصباح"، مرسوما بتفويض بعض صلاحياته الدستورية لولي العهد، من أبرزها تعيين رئيس مجلس الوزراء والوزراء وقبول استقالاتهم وإعفائهم من مناصبهم.

وعلق الكاتب الكويتي "رشيد الفعم"، بالقول، إن "الكويت اعتادت على وجود مثل هذه الآراء والإيحاءات على اعتبار أن المادة 34 من الدستور تنص على حرية إبداء الرأي... في النهاية التصويت هو الفاصل في تسمية أي شخصية".

وقال رئيس مركز المدار للدراسات السياسية، "صالح المطيري"، إن "اختيار ولي العهد هو حق أصيل لصاحب السمو، لكن الاختيار يعرض على مجلس الأمة للتصويت وحال عدم الحصول على الموافقة يسمي الأمير 3 مرشحين والمجلس يفاضل أحدا منهم".

وبرر "المطيري" في حديثه لـ"الحرة"، نقل بعض صلاحيات الأمير لولي العهد، بالحالة الصحية وفترة الراحة الطبية الموصى بها لأمير البلاد.

وأضاف أن تفويض ولي العهد ببعض اختصاصات الأمير جاء لظروف صحية معينة، خاصة أن الكويت مقبلة على تشكيلة حكومة وتحتاج إلى مداولات وجهد، مؤكدا أن السياسات في الكويت لن تتغير على اعتبار أن منظومة الحكم في البلاد مستقرة.

ويستبعد "الفعم" أن يشكل نقل جزء من اختصاصات الأمير لولي العهد تأثيرا على الحياة السياسية، مشيرا إلى أن ولي العهد الحالي تم التصويت عليه في مجلس الأمة.

ويعاني أمير الكويت من ظروف صحية جعلته يسافر خارج البلاد في أكثر من مرة لإجراء فحوصات طبية، وسط تكتم على طبيعة حالته الصحية.

ولم يحدث في السابق أن رفض البرلمان الكويتي أي اسم مرشح لولاية العهد خلال الحياة السياسية الحديثة في الإمارة الخليجية الغنية بالنفط.

ويتولى أمير الكويت صلاحيات تنفيذية وتشريعية واسعة، كما تصدر الأحكام القضائية باسمه، ويحدد بشكل أساسي القرارات المتعلقة بالسياسة الخارجية، كما ترجع إليه الكلمة الفصل في الخلافات الكبرى في الدولة.

والشيخ "مشعل الأحمد الجابر الصباح" (80 عاما)، هو شقيق أمير الكويت، وولي العهد، وهو شخصية قوية، ولعب دورا كبيرا في بناء أجهزة الأمن والدفاع في البلاد.