تداعيات التفجيرات الأخيرة لتنظيم الدولة في كابل

الجمعة 19 نوفمبر 2021 11:36 م

من المحتمل أن تؤجج هجمات تنظيم "الدولة" ضد الأقليات في أفغانستان الانقسامات الداخلية وتزيد من مخاطر الاضطرابات، ما يهدد قبضة الحكومة التي تقودها "طالبان" على السلطة.

وفي 17 نوفمبر/تشرين الثاني، أعلن تنظيم "الدولة-ولاية خراسان" مسؤوليته عن هجمات في ذلك اليوم على حافلتين في الأحياء ذات الأغلبية الشيعية في كابل.

وفي الهجوم الأول، ورد أن مسلحين وضعوا عبوة ناسفة مغناطيسية على حافلة صغيرة في حي "داشت بارشي" في كابل الذي يتركز فيه قومية الهزارة الشيعية. وتشير تقارير إلى أن التفجير أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة 3 آخرين.

واستهدف التفجير الثاني حافلة صغيرة في حي "شاراهي شايد" المجاور، الذي يسكنه أيضا عدد كبير من الشيعة، ما أسفر عن مقتل 7 أشخاص.

ومن المرجح أن يواصل تنظيم "الدولة" حملته لتقويض حكومة "طالبان" من خلال تأجيج الاضطرابات الطائفية.

وتأتي التفجيرات الأخيرة في كابل وسط موجة متواصلة من الهجمات التي يشنها التنظيم في كابل وتستهدف "طالبان"، بما في ذلك هجوم 2 نوفمبر/تشرين الثاني على مستشفى عسكري في العاصمة.

وزاد مقاتلو التنظيم من وتيرة هجماتهم ضد الأقلية الشيعية في أفغانستان كما يتضح من تفجيرات المساجد في قندهار وقندوز في 8 أكتوبر/تشرين الأول و15 أكتوبر/تشرين الأول على التوالي.

وأظهرت تفجيرات الحافلات في 17 نوفمبر/تشرين الثاني أن التنظيم لديه موارد كافية للقيام بهجمات متفرقة تحدث خسائر جماعية في وقت واحد. وبالرغم أن التفجيرات منخفضة المستوى لكن لها رمزية مهمة للغاية.

وتهدف هذه الهجمات في نهاية المطاف إلى تفكيك ثقة المجتمع الشيعي في قدرة "طالبان" على ضمان سلامة الأقليات الدينية وبالتالي تقويض الصورة الذهنية عن سيطرة "طالبان".

وخلال الأسابيع الأخيرة، اعتقلت "طالبان" مسلحين مشتبه بانتمائهم لتنظيم "الدولة" ولكن يبدو أن حملة القمع هذه كان لها تأثير ضئيل على قدرات التنظيم الذي يواصل تنفيذ هجمات في المناطق الآمنة ظاهريا مثل العاصمة. ولا توجد دلائل على أن هذا سيتغير في المدى القريب.

ومع ضعف فاعلية حملة "طالبان" ضد تنظيم "الدولة"، قد تؤدي هجمات التنظيم إلى اضطرابات أوسع وسط تزايد الإحباطات الطائفية مع عدم قدرة "طالبان" على توفير الأمن. وعلى المدى القريب، ربما تشهد أفغانستان المزيد من التفجيرات والاغتيالات وعمليات الخطف التي يقوم بها التنظيم، بما في ذلك الهجمات المفاجئة التي تستهدف التجمعات الكبيرة في كابل ومدن أخرى.

وبافتراض استمرار الهجمات التي تستهدف الأقليات، فقد يؤدي ذلك في النهاية إلى احتجاجات واسعة النطاق من قبل المجتمع الشيعي. وقد يؤدي وابل الهجمات المستمر إلى ظهور ميليشيات الشيعية في كابل للدفاع عن المجتمع الشيعي، إذا ثبت أن "طالبان" غير قادرة على القيام بذلك.

وهناك أيضا احتمال أن تدفع مثل هذه الهجمات إيران للتدخل من خلال دعم قوى مختلفة للعمل كوكلاء كما حدث في أماكن أخرى في المنطقة.

وفي حين أنه من غير المرجح أن تسعى طهران إلى تحدي "طالبان" بشكل مباشر، إلا أنها قد تدعم الوكلاء للدفاع عن المجتمعات الشيعية كشكل من أشكال الضغط غير المباشر على الحكومة الأفغانية.

ويمكن لمثل هذه التطورات أن تمهد الطريق لصراع طائفي أوسع، ما يفيد في نهاية المطاف جهود تنظيم "الدولة" لجذب أعضاء "طالبان" المتشددين عبر تأطير الصراع من خلال عدسة طائفية.

المصدر | ستراتفور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تفجيرات كابل ولاية خراسان تنظيم الدولة الإسلامية حركة طالبان حكومة طالبان

طالبان تعلن السيطرة على مركز تابع لمسلحي الدولة الإسلامية شمالي كابل

إدانات خليجية لتفجير استهدف مسجداً في العاصمة الأفغانية

أفغانستان.. 8 قتلى في انفجار بكابل تبناه تنظيم الدولة