كلمات لويد أوستن لم تغادر حنجرته في المنامة
أميركا حائرة بين مواجهة الصين وروسيا أو الحفاظ على نفوذ بات مكلفًا بمنطقة مضطربة وغير مستقرة تسمى الشرق الأوسط وغرب آسيا.
قدم تطمينات لدول الخليج العربي تؤكد التزام بلاده بأمن الخليج بينما الحوثيون في خضم استهدفت ميناء جدة والرياض وأبها ومنشآت شركة أرامكو السعودية!
كشفت المواجهات في البحر الأحمر والخليج ما يخفيه أوستن في صدره وقلبه الممتلئ رهبة ورغبة في تجنب التورط بمزيد من الصراعات الدموية في الإقليم.
كلمات لويد أوستن لم تتجاوز حنجرته؛ فلا دفاعات جوية أميركية انطلقت في جدة ولا قاذفات من حاملات الطائرات وفرقاطات منتشرة بالبحر الأحمر وبحر العرب والخليج تحركت لصد الهجوم والغارات.
* * *
في الوقت الذي كان فيه لويد أوستن وزير الدفاع الامريكي يلقي كلمته امام المشاركين في منتدى حوار المنامة، مقدمًا تطمينات لدول الخليج العربي تؤكد التزام بلاده بأمن الخليج وحماية أجوائه، كانت البحرية الإيرانية تعتلي ناقلة نفط أجنبية بحجة التهريب!!
وكان الحوثيون في خضم عملية استهدفت ميناء جدة والرياض وأبها ومنشآت شركة أرامكو السعودية!
كلمات لويد أوستن لم تتجاوز حنجرته؛ فلا الدفاعات الجوية الأميركية انطلقت في جدة، ولا القاذفات من على حاملات الطائرات والفرقاطات المنتشرة في البحر الأحمر وبحر العرب والخليج تحركت لصد الهجوم، وردت على الغارات بمثلها.
كلمات لويد أوستن لم تنجح بإخفاء ما في صدره؛ إذ كشفت المواجهات في البحر الأحمر والخليج ما يخفيه في صدره، صدره وقلبه الممتلئ بالرهبة والرغبة في تجنب التورط بمزيد من الصراعات الدموية في الإقليم على غرار أفغانستان والعراق، تستنزف البقية الباقية من النفوذ والموارد الأميركية، خصوصًا أن روسيا والصين ستكونان الأسعد بغرق أميركا في مستنقعات العالم العربي وغرب آسيا.
مستنقعاتٌ صنعتها القوى الاستعمارية، وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا، لترثها أميركا الحائرة بين مواجهة الصين وروسيا أو الحفاظ على نفوذ بات مكلفًا في منطقة مضطربة، وغير مستقرة تسمى "الشرق الأوسط" وغرب آسيا، منطقةٌ كثرت فيها الثورات والحروب والصراعات الأهلية، والقوى الاقليمية الطامحة والصاعدة.
ختامًا..
لويد أوستن قال ما يطمئن الحلفاء في المنامه، لكنه لم ينجح بإخفاء ما في صدره بعد أن فضحته الأحداث والوقائع اليومية؛ فما قاله في المنامة، وما جرى في مياه الخليج والبحر الأحمر تجسيد حقيقي لواقع يومي تعيشه السياسة الأمريكية المتقهقرة في الإقليم، وهي حقيقة لن تغيرها الكلمات والخطابات والتطمينات الكاذبة: فهل استفاد المجتمعون في المنامة من هذا الدرس العملي والتطبيقي؟! الله أعلم.
* حازم عياد كاتب صحفي أردني