القرار الأسبوع المقبل.. أمريكا والناتو يدرسان كل خيارات الرد على روسيا

السبت 27 نوفمبر 2021 06:27 ص

"كل الخيارات مفتوحة.. وقرار الناتو سيكون بعد مشاورات الأسبوع المقبل".. هكذا عبرت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون أوروبا وأوراسيا "كارين دونفريد"، عن موقف بلادها وتوجه حلف شمال الأطلسي، فيما يتعلق بكيفية الرد على الحشد العسكري الروسي "الكبير وغير المعتاد" قرب الحدود مع أوكرانيا.

وفي إفادة عبر الهاتف الجمعة، عبرت "دونفريد" للصحفيين، عن قلقها من إشارات "خطيرة" ترسلها موسكو على الحدود مع كييف.

وأضافت: "كما يمكنكم أن تتوقعوا، كل الخيارات مطروحة وهناك جعبة تشمل العديد من الخيارات المتنوعة".

وأكدت "دونفرايد"، أن الولايات المتحدة "تراقب عن كثب" الوضع، "وستتشاور" مع شركائها حول "طريقة وقف" تحرك محتمل روسي.

وتأتي تصريحات "دونفريد"، في وقت عبر فيه الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي"، عن قلقه من إشارات "خطيرة جدا" ترسلها روسيا إلى أوكرانيا، متهما موسكو بنشر قوات جديدة على الحدود، مع التعبير في الوقت نفسه عن الاستعداد الكامل لتصعيد عسكري محتمل مع موسكو.

وخلال مؤتمر صحفي طويل، ندد "زيلينسكي"، بـ"خطاب خطير جدا" من جانب روسيا، معتبرا أن "هذه إشارة (...) إلى أن التصعيد ممكن".

واعتبر "زيلينسكي"، أن روسيا تبحث عن ذريعة لتدخل عسكري في أوكرانيا، مشيرا على سبيل المثال إلى الانتقادات التي عبرت عنها موسكو حول نشر جنود حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا، واتهامات الكرملين بأن كييف تقوض عملية السلام مع الانفصاليين.

وقال: "هناك اليوم تهويل من أن الحرب ستبدأ غدا"، متابعا: "نحن مستعدون كليا لكل تصعيد".

وأضاف: "علينا الاعتماد على أنفسنا، على جيشنا، إنه قوي"، مدينا "أعمال ترهيب" توحي بأن الحرب وشيكة، فيما أعلنت قواته عن مقتل جندي على خط الجبهة مع الانفصاليين في الشرق، الجمعة.

وأكد "زيلينسكي"، أنه تلقى معلومات عن "مخطط انقلاب" مرتقب في مطلع ديسمبر/كانون الأول المقبل، يشمل "بعض الأشخاص في روسيا"، وأحد رجال الأعمال النافذين، وهو الأوكراني "رينات أخميتوف"، الذي نفى ذلك.

لكن "زيلينسكي"، قال إنه لا يصدق احتمال هذا الانقلاب.

من جهته قال الناطق باسم الكرملين "ديمتري بيسكوف"، ردا على هذا الأمر إن "روسيا لا تقوم بمثل هذه الأمور".

والتوتر في أعلى مستوياته منذ أسابيع بين الطرفين المتنازعين أساسا، منذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم في 2014، وصراع دموي بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا.

وفي الأسابيع الماضية، عبرت الولايات المتحدة، وحلف الأطلسي "ناتو"، والاتحاد الأوروبي، باستمرار عن قلق إزاء تحركات قوات روسية على الحدود الأوكرانية، وعبرت كييف عن خشيتها من اجتياح محتمل.

من جهتهم، كثف حلفاء كييف، من تصريحات الدعم.

وأعلن رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية "كيريلو بودانوف"، الأحد الماضي، أن روسيا حشدت نحو 92 ألف جندي عند الحدود الأوكرانية، متوقعا هجوما في أواخر يناير/كانون الثاني أو مطلع فبراير/شباط المقبلين.

وقد يتخلل الهجوم المتوقع، وفق "بودانوف"، ضربات جوية وقصف مدفعي، تليها هجمات جوية وبرمائية، لا سيما على مدينة "ماريوبول"، بالإضافة إلى توغل أصغر في الشمال عبر بيلاروسيا المجاورة.

وتنفي موسكو أي خطة في هذا الصدد، وتتهم كييف وحلف شمال الأطلسي والغربيين بتأجيج التوتر، عبر القيام بمناورات عسكرية قرب الحدود الروسية.

وفي عام 2014، قامت روسيا بضم شبه جزيرة القرم ردا على وصول حكومة موالية للغرب إلى السلطة، بعد عملية عسكرية تلاها استفتاء حول الضم نددت به كييف والغربيون باعتباره غير شرعي.

وتتهم كييف وحلفاؤها الغربيون روسيا بإرسال قوات وأسلحة عبر الحدود دعما للانفصاليين، وهو أمر تنفيه موسكو.

وأوقعت الحرب بين الانفصالين الموالين لروسيا والقوات الأوكرانية في شرق البلاد 13 ألف قتيل منذ 2014.

وفي أبريل/نيسان الماضي، حصل توتر بين البلدين حين نشرت روسيا عشرات آلاف العسكريين على الحدود الأوكرانية للقيام "بتدريبات عسكرية"، ردا على أنشطة "مهددة" من حلف شمال الأطلسي.

وعبرت أوكرانيا آنذاك عن قلقها من احتمال حصول اجتياح وشيك، فيما تتكثف في موازاة ذلك، الحوادث المسلحة بين قوات كييف والانفصاليين.

وتبدو القوات الأوكرانية حاليا أكثر ثقة وقوة وخبرة في القتال، لا سيما بفضل مساعدة حلفائها الغربيين.

وتسلمت أوكرانيا، خصوصا من الولايات المتحدة، ذخائر وسفنا حربية وصواريخ مضادة للدبابات ومواد طبية. واستخدمت أيضا في الآونة الأخيرة طائرة مسيرة من صنع تركي ضد الانفصاليين في الشرق.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

أوكرانيا جزيرة القرم روسيا انقلاب مخطط انقلاب أمريكا ناتو

فورين أفيرز: غزو روسي محتمل لأوكرانيا في 2022

الكرملين ينفي صحة هجوم روسي محتمل على أوكرانيا

الناتو يبحث التصدي للتصعيد الروسي على حدود أوكرانيا

لافروف يتهم أمريكا بإثارة هيستريا عسكرية على الحدود الروسية