كاتب إيراني يتوقع فشل محادثات الاتفاق النووي الإثنين

السبت 27 نوفمبر 2021 09:16 م

توقع الصحفي الكندي الإيراني "شهير شهيدسالس" فشل محادثات الاتفاق النووي الإيراني هذه المرة، مشيرا إلى أن هذا الاحتمال مرتفع نسبيا، مما قد يؤدي إلى مستوى محفوف بالمخاطر من التصعيد في الصراع بين أمريكا وإيران وربما الحرب.

وأوضح "شهيدسالس" في مقال له بموقع "ميدل إيست آي" (Middle East Eye) البريطاني أنه حتى إذا تم التوصل إلى اتفاق في الجولة التي ستبدأ الإثنين في فيينا فإن العداء المتبادل بين واشنطن وطهران وتحركات المرشد الإيراني "علي خامنئي" لعرقلة الانفراج مجرد مسألة وقت قبل أن يصبح الاتفاق النووي غير مستقر وينهار مرة أخرى.

وقال إن المسافة بين "المتشددين" في طهران وإدارة جو بايدن واسعة للغاية، وأورد تصريحات سابقة لـ"خامنئي" وسياسيين وكتاب ينتقدون فيها بشدة الرئيس الإيراني السابق "حسن روحاني" ووزير خارجيته "محمد جواد ظريف" والإدارة الأمريكية، متسائلا كيف يمكن للمتشددين بقيادة "خامنئي" العودة إلى الاتفاق النووي الأصلي وتبرير مثل هذه الخطوة إلى قاعدتهم الاجتماعية؟

وأشار "شهيدسالس" إلى أن الحرس الثوري -وهو أحد مركزي القوة الرئيسيين في إيران إلى جانب "خامنئي" ومكتبه- أكد نهاية الشهر الماضي أن نهج إيران الجديد لإحياء الاتفاق النووي سيشمل الإصرار على الإزالة الفعالة لجميع العقوبات القاسية، وضمان من قبل الدول الغربية للوفاء الكامل بالتزاماتها والتأكيد على أنها لن تنتهك الصفقة وتتخلى عنها مرة أخرى، وتنفيذ آلية للتحقق من رفع العقوبات.

وأوضح الكاتب أن موافقة إدارة "بايدن" على الشروط الإيرانية المذكورة قد تؤدي إلى تعرض بايدن والديمقراطيين لخطر من وصفهم بأنهم يسترضون حكومة إيران المتشددة ورئيسها المرتبط بالإعدامات الجماعية للسجناء السياسيين عام 1988، والذي لا يزال يدافع عن أفعاله.

وبالإضافة إلى ذلك، لا يستطيع فريق "بايدن" أن يضمن أن الولايات المتحدة لن تترك الصفقة مرة أخرى وفقا لقانون تفويض الدفاع الوطني للسنة المالية 2012.

وقال "شهيدسالس" إنه يمكن للحكومات الأوروبية أن تقدم تأكيدات على أن الصفقة سوف يتم دعمها حتى لو انسحبت الولايات المتحدة، فبعد انسحاب الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" حاولت فرنسا وألمانيا وبريطانيا جاهدة الالتفاف على العقوبات الأمريكية من خلال وضع آلية لدعم الأنشطة التجارية بين الشركات الأوروبية وإيران، لكنها لم تنجح أبدا، لأن البنوك والشركات الأوروبية لم تكن مستعدة للمخاطرة بفرض حظر من السوق الأمريكية أو فرض عقوبات فلكية نتيجة لانتهاك العقوبات الأمريكية.

ومن المقرر أن تُستأنف المحادثات المتوقفة منذ يونيو/حزيران، الإثنين، في العاصمة النمساوية، بين طهران من جهة وألمانيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا من جهة أخرى، لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني.

ومن المنتظر أن تشارك الولايات المتحدة في المفاوضات بشكل غير مباشر.

وكان من المفترض أن يقيد الاتفاق بشكل جذري برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

لكن الولايات المتحدة انسحبت بشكل أحادي من الاتفاق عام 2018، وأعادت فرض العقوبات متهمة طهران بالسعي لامتلاك أسلحة ذرية تحت ستار برنامج نووي مدني، وتخلت إثر ذلك طهران تدريجياً عن التزاماتها الواردة في النص.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

إيران الاتفاق النووي أمريكا بايدن خامنئي

هل ترسم المفاوضات النووية طريقا نحو الاستقرار الإقليمي؟