استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

السعودية تسعى لقيادة المنطقة بسياسات متعارضة

الثلاثاء 19 أغسطس 2014 06:08 ص

أنس محمود، الخليج الجديد

تعيش المنطقة العربية منذ احتلال العراق في عام  2003 وإلى يومنا هذا حالة استقطاب حادة وأزمات سياسية كبيرة وأمام هذه الحالة برزت قوى وتحالفات ومحاور حاول كل منها أن يؤثر في الأحداث والقضايا لتكريس مصالحه الخاصة.

ولعل من أبرز هذه المحاور ما اصطلح عليه بمحور "الممانعة" ومحور "الاعتدال"، وقد تمثل محور "الاعتدال" من دول مثل السعودية ومصر والأردن والإمارات بشكل رئيس، فيما برزت إيران وسوريا وحزب الله  رموزا لمحور"الممانعة" وقد سجلت عدة مواجهات بين المحورين في أكثر من ساحة مثل لبنان وسوريا والعراق.

ومع نهاية عام 2010 وانطلاق موجات الربيع العربي من تونس إلى مصر وليبيا واليمن وسوريا نظر الفاعلون في المحورين إلى الربيع العربي الذي يعبر عن إرادة المنطقة على أنه خطر ومهدد حقيقي لمصالحهما.

ومع التغييرات  التي أحدثها الربيع العربي  صبت إيران كل اهتماماتها وطاقتها لدعم النظام الأسدي في سوريا بكل قوة، فيما سعت السعودية إلى لعب أدوار متعددة تقودها نحو قيادة المنطقة من شمال أفريقيا وصولا إلى اليمن في ظل حالة الفراغ والاضطراب السياسي والامني.

وكما ذكرنا فمنذ اللحظات الأولى للربيع العربي رأت فيه السعودية تغييرا غير قانوني وغير دستوري ولوحظ هذا بوضوح في إيوائها للرئيس التونسي الهارب بن علي ودعمها للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، ودعمها اللامحدود لكل ما من شأنه أن لا ينجح جماعة الإخوان المسلمين في مصر وصولا إلى الانقلاب العسكري وكل جهود تثبيت أركانه  من قبل الرياض.

وفيما بدا الانقسام واضحا بين القوى الثورية المطالبة بتحقيق إرادة الشعوب وبين قوى الثورات المضادة التي تتكون أصلا من فلول الأنظمة القمعية  السابقة، دعمت الرياض عددا من قوى الثورة السورية فيما دعمت القوى التي سعت لتقويض الثورة في كل من مصر وتونس وليبيا، وبدا الأمر يحمل تعارضا عجيبا لم يفسر من قبل الباحثين إلا بالسعي نحو تحقيق المصالح الخاصة، والتوازي مع التوجهات الدولية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة نظام الأسد.

ولم تفهم الجماهير العربية التناقض الماثل بين دعم التظاهرات المنددة بممارسات الأسد في سوريا والحديث عن فوضويتها وغوغائيتها ضد الانقلاب العسكري في مصر.

وفيما تقول وزارة الخارجية السعودية أن من مبادئ سياستها عدم التدخل في شئون الآخرين فإن واقع الميادين في شرق ليبيا وفي سوريا والعراق ومصر واليمن تفيد بوضوح بعدم صحة هذا الادعاء، ويضاف لذلك أحاديث البسطاء في الشوارع العربية الذين يوجهون أصابع الاتهام مباشرة للسعودية والإمارات بدعم الانقلاب في مصر بل ويذهبون إلى ما هو أبعد من ذلك بالحديث عن دور في تقسيم السودان.

وفي العراق الذي يعيش اليوم انقساما وتشظيا غير مسبوق في صراع بين "داعش" والمليشيات الشيعية والبشمركة الكردية مع تدخل أمريكي جوي وحالة أمنية متدهورة نجد أن السعودية التي دعمت الاحتلال الأمريكي للعراق في 2003 كانت الخاسر الكبير من تداعيات الاحتلال الذي أفضى لولادة نظام المالكي الطائفي في العراق والذي سمح بمزيد من التمدد الإيراني في العراق الذي تعتبره السعودية تهديدا استراتيجيا لها! وقد أضاف اتفاق جنيف الابتدائي بين إيران والغرب لهذه الخسارة السعودية ضربة جديدة بعد تراجع أوباما عن مهاجمة النظام السوري.

ويموج العراق اليوم بأحداث متلاطمة ويسير لمستقبل غير واضح المعالم  سيلقي محققا بظلاله وتبعاته على كل الجيران، ومنها السعودية التي نشرت على حدوها مع العراق مؤخرا 30 ألف جندي بعد انسحاب الجيش العراقي.

وتحاول السعودية التي تخسر التعاطف الشعبي العربي بسبب سياساتها الحالية استدراك بعض من أخطائها لكنها للأسف تعالج الأخطاء بأخطاء أكبر بانتهاجها لسياسات متضاربة ومتعارضة مع إرادات شعوب المنطقة وكثيرا ما تأتي سياساتها هذه بعد فوات الأوان.

ومما لا يخفى على أحد الجهود التي تقوم بها الرياض بالتعاون مع حلفائها في مصر والإمارات والتي تعزز سيطرة المملكة على القرار في المنطقة بغض النظر عن إرادتها ومثال هذا  إصرار الرياض على مبادرة السلام التي قدمتها في 2002 والتي رفضتها وما زالت ترفضها اسرائيل، وتحريض المملكة على جماعة الإخوان المسلمين بل ومعاداة من يؤيدها مثلما ظهر في سحب سفراء الرياض وأبوظبي والمنامة من الدوحة في مارس الماضي.

وختاما فإنه من المضحك المبكي  في ظل تكريس السعودية لدورها في قيادة ما يسمى محور الاعتدال بغض النظر عن عدم انسجام التسمية أن يعتبر الأمين العام لهيئة كبارالعلماء في السعودية الدكتور فهد بن سعد الماجد إن قرار الملك عبدالله بن عبدالعزيز بدعم مركز مكافحة الإرهاب الدولي قبل أيام بمبلغ 100 مليون دولار على حد قوله "يعبر عن موقف المملكة العربية السعودية الراسخ الذي يتجاوزالسياسات والمحاور وحالات الاستقطاب السائدة في عالم اليوم" بالرغم من أن هذا القرار لوحده يحتاج مساحة كبيرة من التحليل والقراءة

  كلمات مفتاحية

هل ستنجح السعودية في زعامة العالم العربي؟