استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

جاسر الجاسر: اللصوص يحبون السعوديين

الأربعاء 20 أغسطس 2014 06:08 ص

جاسر الجاسر

يستطيع اللص الصيفي في أي مكان الاطمئنان إلى أن جيوب السعودي ومعه رفيقه الخليجي لن تكون أبداً خالية، نتيجة الولع بحمل المبالغ النقدية، ولزوم الاستعراض ومتطلباته الطارئة. هؤلاء يجتذبون اللصوص كما يغري الضوء الفراشة فتأتي إليه مستسلمة طائعة.

السعودي الذي حمل ربع أرنب من الفصيلة الأوروبية تبرع طواعية بإطلاق قرون الاستشعار عند أي لص، وسد عليه باب التوبة، وبرهن له أن للحظ بوابات شتى أعلاها جيوب الخليجيين. بل إنه قد يدفع الناس الطيبين إلى طرق السرقة ودروبها، لأن عملية واحدة تطمر الفقر وتوفر ضماناً تعجز عنه كل أشكال التأمين وخياراته مع ارتفاع نسب النجاة من العقوبة.

يحتار اللصوص في سرقة الأشياء الثمينة، لأنها في أماكن ظاهرة ومحمية بشبكة رقابة ورصد، أما الخليجي فهو ثروة متنقلة لا تتطلب سرقته سوى مراقبة تحركاته والإيقاع به عند أية زاوية مظلمة أو منعزلة.

في العالم الحديث - الذي يتمرد عليه الخليجيون - يوجد اختراع اسمه البطاقة، يشتري الناس عبرها حاجاتهم أياً كانت حتى لو كانت ربطة خبز، ما يقلص احتمالات تعرضهم للسرقة، ولا يحملون أي مبالغ نقدية كبيرة، بينما خاصية الخليجي أنه بطاقة دعوة مفتوحة للحرامية عبر كل سلوكياته، ولعل الأخبار الأخيرة عن سيارات الخليجيين الفارهة في لندن هذا الصيف أبرز دليل على ذلك.

الخليجي - غالباً - لا يسافر للمتعة وإنما للاستعراض وإبراز ملامح ثرائه كأنه شاب متهور يمارس «التفحيط»، متوهماً أن نظرات الاستنكار والاستياء ملامح إعجاب وانبهار. هو كائن يبحث عن أمثاله فيتحرك معهم في دوائر محددة ذات مظاهر باذخة، لأن الاستعراض إن لم يكن أمام الجماعة كان أثره عابراً وباهتاً.

السرقات الصيفية للخليجين مشهد متكرر سنوياً من عمّان إلى لندن من دون أن يتعلموا من أخطائهم، وكأنهم ممثلون في مسرحية يعيدون المشهد ذاته كل ليلة.

يتميز الخليجيون بأنهم الشعب الوحيد الذي يحمل كنوزه معه أثناء السفر، مثل مهاجر الماضي في طريق لا عودة منه، لذلك فإنهم السياح الوحيدون الذين يترصدهم اللصوص، ليعودوا من رحلتهم الصيفية بذكريات مريرة والسياحة بين مراكز الشرطة، بينما الشعوب الأخرى تنتهي رحلتها السياحية بالصور والذكريات الجميلة، لأنها لا ترتدي المجوهرات في المقاهي، ولا تنتفخ جيوبها بالدولار واليورو، ولا تتباهى بسياراتها الفخمة أمام الجميع، فلا يطيق اللص صبراً على هذا الاستفزاز، ولا يحتمل التجاوز عن هذا الإغراء.

بحسب «الحياة» أمس، فإن الشرطة لم تقبض على الجناة، ولعلها تتساءل عن سبب حمل السعودي لكل هذه المبالغ النقدية، بينما تتيح الخدمات المصرفية له كل التعاملات مباشرة وفي شكل آمن. ولعلها لن تضيع وقتها في البحث عن الجناة ما لم تعتبر إحراق السيارة عملاً يطعن في كرامتها، أما المال المسروق فهو هبة خليجية لحرامية فرنسا، فلا يستهدفون المحال والمنازل وربما يدخلون في حال سبات إلى أن يأتي الصيف المقبل بحال خليجية مماثلة.

لا يحق للخليجيين التذمر من السرقات الصيفية، فما يفعلونه وما يظهرونه وما يرتدونه وما يصرفونه إعلان تحدٍ لا يمكن لأي لص «محترم» ألا يقبله، كما أن وقوعهم في الفخ كل مرة يؤكد أنهم لا يتعلمون أو لا يريدون ذلك.

الدول التي يقصدها أثرياء الخليج لا تتحسن مداخيلها السياحية فقط، بل ينعم لصوصها برزق وفير ومضمون.

المصدر: ( الحياة )

  كلمات مفتاحية

كاتب سعودي: «جمهور المطربة أحلام عبر تويتر أكثر صدقًا من متابعي السويدان»