كيف تتنافس الإمارات وقطر على تأمين مطار كابل؟.. محلل أفغاني يجيب

الجمعة 10 ديسمبر 2021 07:24 م

"تنافس بارز بين الإمارات وقطر في أفغانستان عقب سيطرة طالبان على الحكم".. هكذا خلص رئيس المركز الأفغاني للإعلام والدراسات "عبدالجبار بهير"، لافتا إلى أن هذا التنافس "ظهر بشكل ملحوظ في تأمين مطار كابل".

بالنسبة لموقف قطر، فقد كان واضحا قبل شهرين، حسب المحلل الأفغاني، إذ أجرى وزير الخارجية القطري "محمد بن عبدالرحمن آل ثاني" زيارة إلى أفغانستان، أعرب بعدها عن عدم استطاعة الدوحة تأمين أو تقديم ضمانات للمجتمع الدولي بشأن مطار كابل في حالة ألا يكون هناك اتفاقات واضحة.

وهذه التصريحات، فسرها "بهير" بأنها إشارة من قطر على أنهم لا يريدون العمل بشكل مشترك مع الإمارات، لأن الإمارات كانت قد تعاقدت مع الحكومة السابقة على تأمين 4 مطارات بينها مطارا كابل وقندهار، ولا تزال تؤمّنها بالفعل.

ورغم أن الإمارات لديها علاقة ودية مع "طالبان"، حسب "بهير"، لكنها لم تعترف بها حتى الآن، كما أن الاتفاقيات المبرمة مع الحكومة السابقة تخضع لإعادة نظر.

وأضاف أن هناك توافقا بين حركة "طالبان" وقطر على تأمين مطار كابل، وإعادة خدماته بشكل عادي، لكن هناك شركة إماراتية تتولى خدمات المطار حيث يوجد مسلحون إماراتيون لتأمينه، من دون آلية واضحة للمستقبل ولا لدور قطر في تأمين المطار.

وهذه هي المرة الأولى التي يكشف فيها عن دور للإمارات في تأمين المطار.

بيد أن مصادر كشفت الشهر الماضي، عن إجراء الإمارات محادثات مع حركة "طالبان" لإدارة المطار، في خطوة وصفها تقرير لصحيفة "الإندبندنت" بأنها "مواجهة مع قطر، الغريم الخليجي في صراع دبلوماسي على النفوذ مع حكام أفغانستان الجدد".

وقال دبلوماسيون حينها، إن "المسؤولين الإماراتيين أجروا سلسلة من المناقشات مع طالبان في الأسابيع الأخيرة، لبحث إدارة مطار كابل".

وتوضح المحادثات "كيف تسعى الدول لتأكيد نفوذها في أفغانستان التي تحكمها طالبان حتى مع بقاء الجماعة الإسلامية المتشددة منبوذة دوليا وحكومتها غير معترف بها رسميا"، حسب التقرير.

ويحرص الإماراتيون على "مواجهة النفوذ الدبلوماسي الذي تتمتع به قطر هناك"، بحسب المصادر.

ويساعد القطريون في إدارة مطار حامد كرزاي الدولي جنبا إلى جنب مع تركيا بعد أن لعبا دورا رئيسيا في جهود الإجلاء في أعقاب انسحاب الولايات المتحدة في أغسطس/آب الماضي.

وفي 2 سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن وزير الخارجية القطري أن بلاده تعمل مع حركة "طالبان" لإعادة تشغيل مطار كابل في "أقرب وقت ممكن"، بينما يجري وفد قطري فني محادثات في العاصمة الأفغانية حول هذه المسألة.

بدوره، كشف مسؤول كبير في وزارة الخارجية الإماراتية أن بلاده، التي كانت تدير في السابق مطار كابل خلال الجمهورية الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة: "لا تزال ملتزمة بمواصلة المساعدة في تشغيله" لضمان وصول المساعدات الإنسانية والممر الآمن.

كما ساعدت أبوظبي في جهود الإجلاء الأخيرة.

ويرى المحلل الأفغاني، أن قطر متواجدة في بلاده بقوة، إذ كان لها دور قوي في المحادثات التي جمعت الحكومة السابقة وحركة "طالبان" من جهة، والولايات المتحدة من جهة، لكن الإمارات لها دور ريادي أيضا، حيث لها استثمارات سابقة، كما عقدت اتفاقيات في مختلفة الجوانب الأفغانية، وهناك جامعات تدعمها أبوظبي مثل جامعة الشيخ زايد، إضافة إلى الاستثمار في مجالات الاقتصاد والتنمية.

وتوقع المحلل السياسي الأفغاني أن يكون لقطر دور مهم في أفغانستان الفترة المقبلة في ظل العلاقات الأمريكية القطرية، لكنه يرى أن الفترة المقبلة سيتضح خلالها دور الدولتين في ظل عدم اعتراف أي منهما بشرعية حركة "طالبان".

وتتوسط قطر بين "طالبان" والدول الغربية في أعقاب خروج القوات الأجنبية من هذا البلد بعد حرب استمرت عقدين، كما أنها تستضيف مكتبا للحركة وقد سهلت المحادثات بين المجموعة الأفغانية والولايات المتحدة.

ومع ذلك، لم تقم "طالبان" بعد بإضفاء الطابع الرسمي على دور قطر.

ولفت المحلل الأفغاني، إلى أن الدول العربية لها موقف تراعي فيه رؤية المجتمع الدولي خاصة أمريكا، وتنتظر معرفة الآلية التي تضمن أمن الدولة وثقة العلاقات بين الحركة والمجتمع الدولي وكيف ستتعامل مع مختلف القضايا، مع أهمية ضمان ألا تكون ملاذا آمنا للجماعات الإرهابية.

وتعد إحدى القضايا الرئيسية التي لا يزال يتعين حلها بين "طالبان" ومشغلي المطارات المحتملين، هي من سيوفر الأمن في الموقع.

وتشدد "طالبان" على أنها لا تريد وجود قوات أجنبية في البلاد بعد عودتها إلى السلطة بعد عقدين من الحرب.

ورغم ذلك، فإن القوات الخاصة القطرية لا تزال توفر الأمن في الوقت الحالي داخل محيط المطار، بينما تقوم قوات "طالبان" الخاصة بدوريات في مناطق بالخارج.

وفي حين أن هناك القليل من الفوائد التجارية لأي مشغل، فإن المطار سيوفر مصدر استخبارات تمس الحاجة إليه بشأن التحركات داخل وخارج البلاد، وفقا للمصادر، التي قالت إنه منذ الانسحاب، افتقرت العديد من الدول إلى المعلومات في الوقت الفعلي.

وكانت حركة "طالبان" سيطرت على أفغانستان، بعد ما يقرب من 20 عاما على الإطاحة بها من قبل تحالف عسكري بقيادة الولايات المتحدة.

وشجعهم انسحاب القوات الأمريكية على التقدم بوتيرة أسرع، وهم الآن يسيطرون على جميع المدن الرئيسية، بما في ذلك العاصمة كابل.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أفغانستان مطار كابل الإمارات قطر

برعاية واشنطن.. الناتو يجمع بين قطر والإمارات في أفغانستان

بالتعاون مع قطر.. تركيا قد تشغل 5 مطارات أفغانية