تطورات تهدد الانفراجة الأخيرة بين السعودية وقطر

السبت 11 ديسمبر 2021 11:21 م

لا تزال الانفراجة بين السعودية وقطر هشة حيث إن هناك عوامل مختلفة يمكن أن تفتح الباب لاستئناف التوترات. وفي 9 ديسمبر/كانون الأول، زار ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" قطر للمرة الأولى منذ أن أنهت الرياض حصارها على الدوحة.

ولدى وصوله إلى العاصمة القطرية، تم استقبال "بن سلمان" استقبالا حارا من قبل أمير قطر الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني" الذي عانق ولي العهد السعودي على مدرج المطار.

وفي أوائل يناير/كانون الثاني، قررت السعودية التخلي عن الحصار غير الناجح وبدأت في استعادة العلاقات مع قطر بالتزامن مع تولي "جو بايدن" رئاسة الولايات المتحدة. كما عملت الإمارات والبحرين ومصر منذ ذلك الحين على تسوية خلافاتها مع الدوحة.

وعلى المدى القريب، ستتحسن العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين السعودية وقطر. ولكن مع عدم حل أي من القضايا التي أدت إلى الحصار، فقد تحدث تطورات تعيد إشعال التوترات بين الرياض والدوحة وربما تؤدي إلى قطع كامل للعلاقات مرة أخرى.

وتشمل هذه التطورات ما يلي:

تحول إيران إلى نهج أكثر عدوانية

إذا فشلت جهود التقارب السعودية الإيرانية، ستضغط الرياض على جيرانها، بما في ذلك قطر، لدعمها في استئناف نهجها المتشدد لعزل طهران. بالإضافة إلى ذلك، إذا فشلت المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، وأصبحت إيران أكثر عدوانية على الصعيد الإقليمي، خاصة في الأماكن التي تمتلك فيها السعودية مصالح حيوية، مثل اليمن والبحرين والعراق، فسترد الرياض من خلال تشديد موقفها تجاه إيران وتتوقع من جيرانها القيام بذلك.

وفي كلتا الحالتين، من المرجح أن تحاول الرياض الضغط على الدوحة اقتصاديا ودبلوماسيا للالتزام بخطها الإقليمي. لكن بالنظر إلى التزام قطر طويل الأمد بالحياد في التوترات بين إيران ومجلس التعاون الخليجي، فمن المحتمل أن تقاوم قطر هذه الجهود، ما يؤدي إلى طريق مسدود وتصعيد سعودي محتمل يمكن أن يشمل قطع العلاقات الاقتصادية أو العزلة الدبلوماسية أو العودة إلى الحصار الكامل أو حتى التدخل العسكري السري.

العودة المفاجئة للإسلام السياسي خاصة في دول الخليج العربي

عانى الإسلام السياسي، خاصة جماعة "الإخوان المسلمون"، من نكسات ملحوظة منذ 2012-2013. لكن اا يزال بإمكان الحركة العودة إذا كانت هناك أزمة اقتصادية إقليمية في المستقبل. ويمكن لجماعة "الإخوان المسلمون" أيضا جذب المزيد من الدعم إذا كان هناك مكان شاغر في السلطة في دولة استبدادية مثل الأردن أو مصر، مثل وفاة ملك أو رئيس، أو إذا أثارت الإصلاحات الاجتماعية في دول مثل السعودية رد فعل عنيف.

وإذا اعتقدت الرياض أن شرعيتها أو شرعية أحد حلفائها مثل الأردن مهددة بسبب هذا الأمر، فمن المرجح أن تضغط على قطر مرة أخرى لقطع العلاقات مع جماعة "الإخوان المسلمون"، وربما يصل الأمر إلى درجة تعطيل العلاقات الاقتصادية الثنائية، وإذا بدت الإسلاموية قوية بما فيه الكفاية، فقد يكون القطع الكامل للعلاقات هو الخطوة التالية.

تغطية محرجة أو غير مناسبة للسعودية في الإعلام القطري

ويعد سجل حقوق الإنسان في السعودية، وسجل "بن سلمان" في الحكم، والفساد المستشري في المملكة، بمثابة موضوعات محتملة للتغطية من قبل قناة الجزيرة وغيرها من وسائل الإعلام القطرية.

وقد تحفز تغطية مثل هذه الموضوعات الرياض على العودة إلى الموقف المتشدد ضد قطر إذا نُظر إلى قصة معينة على أنها تجاوزت الخطوط الحمراء السعودية. ومن المرجح أن تنتقم الرياض من مثل هذه التغطية غير المواتية، إما من خلال نشر وسائل الإعلام الخاصة بها تغطية انتقادية للدوحة أو عن طريق تقييد العلاقات الاقتصادية لمعاقبة الشركات في قطر.

رئيس أمريكي جديد

ظلت العلاقات السعودية الأمريكية على حالها نسبيا منذ أن تولى "جو بايدن" منصبه في يناير/كانون الثاني. ومع ذلك، أشار "بايدن" إلى أنه سيراقب سلوك الرياض الإقليمي بشكل أكبر من سلفه، وهو ما حفز قرار المملكة بالتخلي عن حصار قطر قبل فترة وجيزة من تنصيب "بايدن".

لكن إذا جاءت إدارة جديدة أقل تركيزا على السلوك السعودي وحقوق الإنسان، سواء كان ذلك في عام 2024 أو 2028، فقد يشجع ذلك الرياض على العودة إلى نهجها الأكثر عدوانية تجاه قطر، خاصة إذا كان "بن سلمان" هو الملك في هذا الوقت.

المصدر | ستراتفور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقات السعودية القطرية حصار قطر العلاقات السعودية الأمريكية محمد بن سلمان تميم بن حمد السعودية قطر

الشيخ تميم وبن سلمان يترأسان اجتماع مجلس التنسيق السعودي القطري

اتفاقية البيداء والخريف.. تعاون قطري سعودي للتطوير الزراعي والصناعي