لماذا تريد الإمارات إصلاح علاقاتها مع منافسيها؟

السبت 18 ديسمبر 2021 02:40 م

تناولت صحيفة "التايمز" أسباب لجوء الإمارات أو كما تسمى "إسبرطة الصغيرة"، إلى إصلاح علاقاتها مع جيرانها ومنافسيها في المنطقة.

وقالت الصحيفة في عددها، السبت، إن الإمارات الدولة الصغيرة الطموحة، حاولت أن تستعرض القوة العسكرية في المنطقة، بهدف تقوية المقاومة ضد الإسلام السياسي، سواء من خلال نسخة "الإخوان المسلمون" أو الجمهورية الإسلامية الإيرانية وشبكتها في كل أنحاء المنطقة.

وأشارت إلى أنه حتى تتعامل معها واشنطن بجدية تدخلت الإمارات في حربي اليمن وليبيا وأقامت قواعد عسكرية في القرن الأفريقي.

وحتى أشهر قليلة، كانت الإمارات تتعامل مع قطر وتركيا كدول منافسة، لكنها اليوم تحاول بناء جسور معهما وغيرهما من أعداء الأمس.

وقالت إنها باتت من الدول الداعية للاعتدال وحثت إسرائيل والولايات المتحدة على تخفيف تهديداتهما لإيران وضرب المشروع النووي الذي تقوم طهران ببنائه.

ولم تعلن أبوظبي كثيرا عما دار من محادثات بين المسؤولين الإماراتيين ورئيس الوزراء الإسرائيلي "نفتالي بينيت" الذي زار الإمارات هذا الأسبوع، في وقت تجول فيه وزير الدفاع "بيني جانتس" في المنطقة محرضا على دعم الضربات العسكرية ضد إيران في حالة فشل مفاوضات فيينا.

وفي البيان النهائي عن زيارة "بينيت" إلى أبوظبي لم يأت على ذكر إيران، رغم محادثات استمرت 4 ساعات مع ولي عهد أبوظبي ووالحكام الفعلي للإمارات الشيخ "محمد بن زايد آل نهيان".

وبدت الإمارات حذرة في مواقفها ومعارضة للضربة العسكرية، حيث نقلت وكالة الأنباء الإماراتية دعوة "بن زايد" إلى "الاستقرار الإقليمي" في إشارة إلى عدم دعم أي عمل عسكري في الشرق الأوسط.

ورأت الصحيفة أن التغير في الموقف كان ملاحظا في طهران التي طالبت أمريكا وحلفاءها بالمزيد أثناء الجولة الحالية من المفاوضات في فيينا، والهادفة إلى دفع الإيرانيين العودة إلى الاتفاقية النووية الموقعة عام 2015 والتي حدت من نشاطات طهران النووية مقابل رفع العقوبات عنها.

وقبل أسبوعين، زار مستشار الأمن الوطني الشيخ "طحنون بن زايد"، طهران واجتمع مع المسؤولين هناك والتقى الرئيس "إبراهيم رئيسي" ووجه إليه دعوة لزيارة أبوظبي.

وقال وزير الخارجية "حسين أمير عبداللهيان": "نحن على حافة فتح صفحة جديدة في العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة".

تغيير مواقف

وبحسب الصحيفة، لم يعرف الكثير عن مواقف الإمارات المتشددة في الداخل والخارج قبل تسريب ملفات ويكيليكس عام 2010، وأظهرت صوت الإمارات المؤثر بواشنطن في وقت خسرت فيه السعودية التي حكمها سلسلة من الحكام الكبار في العمر تأثيرها، ففي برقية تعود إلى 2009 أخبر "بن زايد"، وزير الخزانة "تيموتي جيتنر" أن إيران نووية لا يمكن احتمالها، كما أخبر "أوباما" الذي فاز بالانتخابات أنه يتوقع عملا قويا وشديدا ضد إيران.

ووصف "بن زايد" حربا تقليدية قريبة الأمد مع إيران بأنها الخيار المفضل على تداعيات طويلة الأمد من إيران مسلحة بالأسلحة النووية.

وتغير الموقف بسبب الغموض الذي خلقته سنوات الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب"، والذي نظرت إليه دول الخليج على أنه الأمل لتصحيح سياسات "أوباما" وموافقته على الاتفاقية النووية وموقفه من الربيع العربي.

وكل ما فعله "ترامب" هو أنه خرج من الاتفاقية النووية ومنح أفضليات للمستبدين في الخليج ومنهم "بن زايد" والرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، وأرسل بوارج حربية إلى الخليج كدعم رمزي، وعندما حانت لحظة الحقيقة، وبدأت إيران باستهداف السفن الغربية في الخليج كرد على إعادة فرض العقوبات عليها، فشل "ترامب" بالتحرك.

وأوقف هجوما ضد إيران قبل تنفيذه بدقائق، وفي تلك اللحظة اعتقدت الإمارات أن عليها تولي مسألة التعامل مع إيران وليس ترحيلها إلى واشنطن، فالإمارات هدف قريب للصواريخ الإيرانية، والتوصل مع طهران لمعاهدة عدم اعتداء قد تمنع الخطر عنها، وكانت الإشارة الأولى هي قرار أبوظبي سحب قواتها من اليمن، حيث انضمت إلى السعودية في التحالف ضد الحوثيين، وهي حرب كان الجانب الإماراتي يخسرها على ما يبدو.

وفي الوقت نفسه، كان مسار الحرب في ليبيا يتغير ضدها، فقد أرسلت أسلحة ومقاتلات بل ومستشارين عسكريين لدعم أمير الحرب هناك، "خليفة حفتر".

وخاضت تلك الحرب ضد الإسلاميين الذين قالت إن لهم تأثيرا على حكومة طرابلس، لكن "حفتر" أثبت أنه حليف خطير حيث شن هجوما على العاصمة طرابلس وأجبر على التراجع من قبل قوات الحكومة وبدعم من تركيا.

وفي الأشهر الأخيرة، وجدت الإمارات نفسها تدعم جهود السلام وأصلحت العلاقات مع تركيا رغم تعاطفها مع الإخوان المسلمين.

وكانت ثمار عمليات التقارب زيارة وزير الخارجية التركي "جاويش أوغلو" إلى الإمارات الثلاثاء.

واتهمت تركيا أبوظبي بدعم انقلاب عام 2016 الفاشل، لكنها ترغب باستثمارات الخليج لدعم اقتصادها الذي يتداعى، وتشعر الإمارات أن هذا يتناسب مع قوتها التقليدية.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

ترامب الإمارات السعودية بن زايد الإمارات إيران تركيا قطر