عضو بالسيادة السوداني: حريصون على علاقات متوازنة حتى مع إسرائيل

الأحد 19 ديسمبر 2021 01:56 م

قال عضو مجلس السيادة في السودان "أبوالقاسم برطم"، إن بلاده حريصة أن تكون مصلحة السودان العليا هي التي تقود السياسة الخارجية للبلاد، "سواء كانت بعلاقات مع إسرائيل أو غيرها".

ولفت في تصريحات صحفية، إلى أن "السودان يجب أن يكون لديه علاقات متوازنة مع كل العالم، بما فيه إسرائيل".

وفيما يتعلق برفض بعض القوى السياسية للتطبيع مع إسرائيل، قال "برطم" إن أمر التطبيع يجب أن يطرح للنقاش حتى يتم الحكم بالرفض أو القبول.

وتابع: "كنت أتمنى من القوى السياسية والإعلام طرح المواضيع التي حولها خلاف للنقاش المفتوح في الهواء الطلق؛ لأنه كما يوجد رافضون يوجد أيضا مؤيدون لمسألة التطبيع حتى يتم قياس ذلك".

وبيّن عضو المجلس السيادي: "بالفعل توجد أحزاب سياسية لها رأي سلبي (بخصوص التطبيع) وتوجد على الضفة الأخرى جماهير عريضة لها رأي إيجابي ويجب أن تدافع كافة الأطراف بمنطق وعقلانية حتى يكون النقاش واضحا، وأتمنى من وسائل الإعلام فتح منابر القوى السياسية بدل الاعتراض عليها، وأن تقيم ندوات مفتوحة للرأي والرأي الآخر".

وزاد: "القرار يشمل كل السودانيين وليس القوى السياسية، وأي حزب له أيديولوجية توجهك اتجاها محددا هذا لا يمنحك الحق في فرض رؤيتك على الآخرين (..) والسودان به 45 مليون نسمة وليس الأحزاب السياسية الموجودة، وكل من يتحدث باسم الشعب أو الجماهير فهذا ليس من حقه وهذه القضية لا يمكن حسمها إلا وفق استفتاء".

وتعليقا على موقف الأحزاب التي ترفض التطبيع، قال "برطم": "هذه الأحزاب نفسها التي كتبت الوثيقة الدستورية، كان عليها أن تكتب صراحة عدا إسرائيل، ولكن طالما التزمت بالوثيقة الدستورية التي نصت على علاقات خارجية متوازنة هذا يوضح مدى التناقض الذي تمارسه القوى السياسية".

لكن "برطم"، الذي عيّن حديثا بمجلس السيادة، أكد أن "قرار التطبيع ليس قرارا فرديا، وإنما قرار مجلس السيادة بكامل عضويته، والجهاز التنفيذي، وهما المفوضان بتحديد السير في هذا الملف إلى أية درجة".

وأضاف: "أنا شخصيا مع قيام علاقات متوازنة مع كل دول العالم، نحن ما محتاجين نخلق عداء مع أي دولة، وكل شخص لديه أيديولوجية لا يفرضها على الناس، ولا يمكن فرض رؤية محددة ويجب مراعاة مصلحة السودان، هل من مصلحتنا أن نكون دولة مصدرة للإرهاب، أم لها علاقات مميزة مع العالم الخارجي؟".

وتابع: "القضية هي محوران على السودان أن يختار ونحن حريصون أن نكون ضمن المحور الإيجابي".

وتخالف تصريحات "برطم"، ما ذكره عضو مجلس السيادة السوداني السابق "صديق تاور"، حين قال إن رئيس المجلس قائد الجيش "عبدالفتاح البرهان" لم يتشاور مع أي أحد في مسألة التطبيع مع إسرائيل.

وبرعاية أمريكية، اتفق السودان وإسرائيل، العام الماضي، على تطبيع العلاقات بين البلدين، على غرار الإمارات والبحرين والمغرب.

وأثار قرار تطبيع العلاقات مع إسرائيل ردود فعل متباينة بالسودان، حيث اعتبره البعض حدثا تاريخيا سيجلب للبلاد الاستقرار والرخاء، في حين رأى فيه آخرون "ضعفا وهوانا، وانسلاخا من ثوابت السودان وتاريخه في نصرة الشعب الفلسطيني".

وكانت الولايات المتحدة تخطط لإقامة مراسيم رسمية للتوقيع على اتفاق التطبيع بين الخرطوم وتل أبيب في غضون الشهر الماضي، لكن إجراءات "البرهان" الأخيرة التي انفرد بها بالسلطة عطلت الأمر.

ويشهد السودان، منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، احتجاجات رفضا لإجراءات اتخذها "البرهان" في اليوم ذاته، وتضمنت إعلان حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وعزل رئيس الوزراء "عبدالله حمدوك"، عقب اعتقال قيادات حزبية ومسؤولين، ضمن إجراءات وصفتها قوى سياسية بأنها "انقلاب عسكري".

ورغم توقيع "البرهان" و"حمدوك" اتفاقا سياسيا، في 21 نوفمبر/تشرين الثاني، يتضمن عودة الأخير لمنصبه، وتشكيل حكومة كفاءات، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وتعهد الطرفين بالعمل سويا لاستكمال المسار الديمقراطي، لكن قوى سياسية ومدنية عبرت عن رفضها للاتفاق باعتباره "محاولة لشرعنة الانقلاب"، متعهدة بمواصلة الاحتجاجات حتى تحقيق الحكم المدني الكامل.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السودان المجلس السيادي السوداني إسرائيل التطبيع السوداني الإسرائيلي

وزيرة خارجية السودان السابقة: البرهان حاول التودد لإسرائيل أثناء الانقلاب

السودان.. الأمن يفض اعتصام القصر الجمهوري الرافض لاتفاق حمدوك والبرهان