استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

التحرش .. ظاهرة سياسية!

الأحد 29 نوفمبر 2015 05:11 ص

التحرش موضوع مثير في الإعلام بين الحين والآخر. يتناوله الصحفيون والكتاب والتربويون ورجال الدين ماعدا السياسيين. يتناولونه كظاهرة جنسية، مع أنه قد يكون كذلك في الظاهر، ولكنه ظاهرة سياسية في الباطن، فالسياسة حكر على أهل الحكم، فهماً وتفسيراً واختياراً.

والتحرش مسؤولية الذكر وليست الأنثى، المثار وليس المثير. وبالرغم من إدانته والقيام بسن قوانين جديدة لتحريمه وتشديد العقاب عليه، النتيجة دون المقدمة، والمعلول دون العلة. ورغم الإدانة العامة لظاهرة التحرش، فإن التحرش فرصة للمزايدة الأخلاقية، وإظهار براءة الذات، وجريمة الآخر من الفرد والإعلام والمؤسسة الدينية. فما أسهل تبرئة الذات وتجريم الآخر أو تجريم الذات وتبرئة الآخر، فالتفسير من طرف واحد جزء من الثقافة الشـعبية، القدر، أو المصير أو القسمة.

وهذه كلها ظواهر للكبت الجنسي، وغياب الإشباع الطبيعي أو صعوبته. فالزواج مُكلِّف، والسكن والمهر والأفراح تحتاج إلى عمر طويل، والكبت الجنسي جزء من الكبت العام، الاجتماعي والسياسي يظهر فقط في صورة الكبت الأخلاقي.

وكل ذلك يرجع إلى عدم السماح بالتعبير إلا سراً، إلا في التحرش السياسي، والتنظيمات السرية تحت الأرض والأدب والفن الرمزي الذي يحتاج إلى تأويل من المشاهد أو القارئ لا يقدر عليه إلا من أوتي قدرة على فهم الصور والتلميحات والإشارات.

ويظهر العنف في التحرش الجنسي، وفي التحرش السياسي على حد سواء، وضد الأبرياء. إذ يمارس العنف الجنسي حتى ضد الأطفال بالاغتصاب ثم القتل، والعنف السياسي بالتفجيرات في الأماكن العامة ضد الأبرياء، وتحميل الذنوب من لا ذنب لهم. ضحية العنف الجنسي واحد، وضحية العنف السياسي بالعشرات بل بالمئات في حوادث إسقاط الطائرات والتفجيرات في الأسواق والأبنية والأماكن العامة المزدحمة. فالعنف الجنسي أقل خطراً من العنف السياسي. والعنف السياسي أعنف من العنف الجنسي. وفي النهاية كلاهما عنف. والعنف الجنسي أقل عقوبة من العنف السياسي، مما استدعى سن قوانين جديدة لتشديد العقوبة. والعنف السياسي أقسى عقوبة من العنف الجنسي مما استدعى قيام المظاهرات ضد الاعتقالات وتعذيب المعتقلين.

يقع التحرش الجنسي في الطرقات والميادين العامة ساعة الذروة ووقت الزحام، حيث يصعب التفرقة، وصراخ الأنثى في التحرش الجنسي، مثل صراخ الرجل في التحرش السياسي. الأول من صدمة المفاجأة، والثاني من الضرب والتعذيب.

وينتهي التحرش الجنسي ليس ببيان لا أخلاقيته وجرحه أنوثة المرأة أو بالعقاب الرادع والتحذير منه، بل بالحب العلني. فالحب ليس جريمة، وقصصه في تاريخنا الأدبي كثيرة: وكل ذلك تعبير علني، لا فرق فيه بين العواطف والأفعال. وكثيراً ما صوّر الأدباء الوطن كفتاة جميلة. والغناء لهما واحد.

وكما أن الحل في التحرش الجنسي هو الإشباع، فإن الحل في التحرش السياسي هو إقامة مجتمع حر ديموقراطي قادر على التعبير عن نفسه بوضوح وجلاء، وشجاعة وإقدام. والبرلمان الذي يناضل فيه المواطن هم الأهل الذين يرعون الحبيبين. وحب الفرد مثل حب الجماعة. وقد تم تصوير الوطن في عديد من الرسومات الكاريكاتورية على أنه امرأة.

التحرش إذن ليس ظاهرة جنسية، بل هي ظاهرة سياسية مقنعة يأتي يوم أن يسقط القناع وينتقل من جسد المرأة إلى جسد المجتمع. وينتقل المجتمع كله من الضيق إلى الانفراج، ومن الحرمان إلى الإشباع، ومن الخوف مما يدور في النفس إلى الشجاعة في التعبير عنه.

* د. حسن حنفي أستاذ الفلسفة- جامعة القاهرة.

  كلمات مفتاحية

التحرش ظاهرة جنسية ظاهرة سياسية الكبت الجنسي العنف الجنسي الاغتصاب

دراسة: 25% من أطفال السعودية يتعرضون للتحرش.. وحملة لمواجهة الظاهرة

زيادة حالات الاغتصاب 98% والتحرش 300% في إيران خلال 2014

آفة التحرش الجنسي!

عن التحرش في السعودية

ما الذي يمنع سن قانون يجرّم التحرش؟