سلطت صحيفة "الجارديان" الضوء، الأربعاء، على ما كشفته تسوية الطلاق بين حاكم دبي "محمد بن راشد" وزوجته السابقة "هيا بنت الحسين" من مستوى ترف غير مسبوق.
وحصلت الأميرة الأردنية "هيا" وطفليها، الثلاثاء، على حكم قضائي من المحكمة العليا بلندن، يقضي بتغريم حاكم دبي 550 مليون جنيه إسترليني (نحو 730 مليون دولار).
ورغم أن التعويض هو الأكبر في تاريخ محكمة الأسرة البريطانية، إلا أنه أقل من 1.4 مليار جنيه (1.86 مليار دولار) كانت تسعى الأميرة "هيا" للحصول عليها.
وذكرت الصحيفة البريطانية، في تقرير لها، أن المحكمة التي قضت بتسوية انفصال "بن راشد" عن "بنت الحسين" أثبتت أن حاكم دبي كان يوفر لزوجته السابقة 83 مليون جنيه إسترليني سنوياً كنفقة منزلية، بالإضافة إلى 9 ملايين جنيه إسترليني لتنفقها على نفسها وعلى ما قد يطرأ من مصاريف.
كما يحصل طفلاهما، "جليلة" التي تبلغ الآن 14 عاماً، و"زايد" الذي يبلغ الآن من العمر 9 أعوام، على مصروف سنوي قدره 10 ملايين جنيه إسترليني لكل منهما، وتحت تصرفهما أسطول من الطائرات التي يملكها حاكم دبي.
ويضم الأسطول طائرة من طراز بوينج 747 بمواصفات خاصة؛ كان يصر "بن راشد"على أن يسافر الأطفال على متنها، وطائرات عمودية، وقارب فاخر ثمنه 400 مليون دولار (ما يعادل 303 ملايين جنيه إسترليني) ومساكن فارهة تقدر قيمتها بملايين الجنيهات.
وشكلت الإجازات والعطل جزءاً لا بأس به من المبالغ المخصصة لرعاية الطفلين، حيث حكم لهما القاضي بمبلغ 5.1 ملايين جنيه لدفع تكاليف 9 أسابيع من الإجازات في الخارج كل عام، وأسبوعين من الإجازات داخل بريطانيا، بالإضافة إلى 3 نهايات أسبوع طويلة في الأردن و3 نهايات أسبوع للاستجمام داخل بريطانيا.
وتشمل المبالغ المخصصة للرعاية مليون جنيه إسترليني سنوياً "للرفاهية"، ومبلغ 277050 جنيها إسترلينيا سنوياً للحيوانات، بما في ذلك مهرتان وحصان يمتطيها الطفلان.
ومع أن المحكمة استمعت إلى أن الطفلين يتكبدان مبلغ 250 ألف جنيه إسترليني سنوياً للتعليم، إلا أن المبلغ الذي حكم لهما به هو 100 ألف جنيه إسترليني في السنة.
ويقوم على خدمة الطفلين وأمهما 80 موظفاً، وفي أحد مواسم الصيف، عندما كانا متزوجين، أنفق "بن راشد" و"بنت الحسين" مليوني جنيه إسترليني على الفراولة.
ومن الأشياء التي طالبت بها الأميرة "هيا" ولم تفلح في استعادتها: ملابس من تصميم دور أزياء عالمية قيمتها 74 مليون يورو (ما يعادل 63 مليون جنيه إسترليني) ومجوهرات قيمتها 20 مليون جنيه إسترليني.
ولدى عرض مقطع فيديو للخزنة الموجودة داخل قصر الشاطئ، وهي خزنة يمشي داخلها الإنسان، قالت "هيا" أمام المحكمة إن معظم الأشياء الثمينة قد أزيلت منها، ولم يبق فيها سوى حلي ملابس قيمتها حوالي 20 ألف جنيه إسترليني. وعندما سألها القاضي إن كان ثمة داع في أن ترسل هذه الأشياء إليها أجابت: "لا".
وفي سياق التسوية أمر القاضي "بن راشد" بأن يدفع لزوجته السابقة مبلغ 13.7 مليون جنيه إسترليني عن المجوهرات ومليون جنيه عن الملابس الفاخرة (وكانت هي قد طالبت بمبلغ 32 مليون جنيه بدلاً من 74 مليون يورو).
بالإضافة إلى ذلك حكم لها القاضي بمبلغ 5 ملايين جنيه إسترليني حتى "تشتري بعض الخيول المعقولة وتعتني بها لعدة سنوات".
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن القاضي قال إنه سيبذل كل ما في وسعه من أجل "الخلوص إلى ما يمكن أن يعتبر ضمن المعقول" لتسوية الطلاق، مع التذكر دوماً بأن "الثروة الاستثنائية ومستوى المعيشة المميز الذي كان يتمتع به هؤلاء الأطفال أثناء الزواج يخرج بهذه القضية تماماً عما يمكن أن يعتبر اعتيادياً".
وتعيش الأميرة "هيا"، الأخت غير الشقيقة للعاهل الأردني، حاليا في لندن؛ خوفا من تعرضها للخطف من قبل زوجها السابق، وتسعى - برفقتها طفليها - للحصول على الطلاق، ونيل حق اللجوء السياسي.
وتستعين ابنة العاهل الأردني الراحل الملك "الحسين بن طلال" بشركة أمنية خاصة لحراسة منزلها؛ خشية تعرضها للاختطاف من قبل عناصر تابعة لـ "بن راشد"، الذي طالته مؤخرا انتقادات متزايدة بشأن معاملته للنساء.
