هيومن رايتس: فيديو وادي النطرون محاولة مصرية لغسل انتهاكات السجون

الجمعة 24 ديسمبر 2021 06:09 ص

انتقدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" ما وصفته بـ"محاولات الحكومة المصرية إسكات انتقادات لسجلها الحقوقي عبر تدخلات تجميلية بدلا من الالتزام الحقيقي بمعالجة القمع المتفشّي في البلاد"، وذلك تعليقا على مقطع فيديو نشرته السلطات، قبل نحو شهرين، عن افتتاح أكبر مجمع سجون في مصر بمنطقة وادي النطرون.

واعتبرت المنظمة، في بيان، أن هذا المقطع جاء كمحاولة من السلطات لـ"غسل الانتهاكات" في السجون؛ حيث جاء الفيديو براقا، وخضع لقدر كبير من الإنتاج السمعي والبصري لمجمع السجون الجديد الضخم المعروف باسم "مركز الإصلاح والتأهيل بوادي النطرون".

وسيكون هذا المجمع، وفق السلطات، بديلا لـ12 سجنا تأوي حاليا 25% من إجمالي السجناء في البلاد، المقدّر عددهم بـ114 ألفا؛ منهم عشرات آلاف من السجناء السياسيين القابعين في الحبس الاحتياطي بلا نهاية، أو الصادرة بحقهم أحكام جائرة.

ووصفت "هيومن رايتس" الفيديو بأنه "صورة  كاريكاتورية لحياة تأهيليّة شاعريّة في السجون المصريّة، تحجب الواقع الكارثي لنظام السجون المزري في مصر الذي يعج بالانتهاكات، وهو محاولة فجّة للتغطية على الصّدمة التي يعيشها آلاف السجناء وعائلاتهم".

وأوضحت أن بينما أشادت وسائل الإعلام الحكوميّة المصريّة بتزلّف بهذا الفيديو– الذي جاء للمفارقة الشائنة تحت عنوان "الحق في الحياة"– وجّه إليه  النشطاء الحقوقيون المصريون انتقادات شديدة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتابعت المنظمة في بيانها: "يبدو أنّ مشاهد السجناء المبتهجين في فصول دراسيّة نظيفة ومتلألئة هدفها أن تقلب الواقع الموثق لنظام العقوبات المنتهِك، المليء بالتعذيب المنهجي، وتفشّي الإهمال الطبّي، والمرافق القذرة".

وقالت إن الفيديو المذكور جاء مع ترجمة إلى الإنجليزية، وبدا أنّه جزء من استراتيجية علاقات عامة أوسع تتبناها الحكومة ردّا على انتقادات المجتمع المدني المصري و"مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة"، ويأتي في أعقاب إعلان الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" في سبتمبر/أيلول عن "استراتيجية وطنيّة لحقوق الإنسان".

وأردف: "يزعم الفيديو أنّ هذه الاستراتيجية واقع حي، لكنّه لا يشبه أبدا الواقع الذي يعيشه سجناء مصر".

وتناول البيان تحليلا للفيديو، فقال إنه يصور وجود أحدث المرافق التأهيلية والصحية للسجناء، لكن هذا يتناقض مع وقائع الإهمال الطبي التي أدت لوفاة مئات السجناء، وأبرزهم الرئيس المصري المنتخب السابق "محمد مرسي" في 2019، وكذلك الخطر الذي يتهدد حياة السياسي البارز المحتجز "عبدالمنعم أبو الفتوح"، الذي أصيب بنوبة قلبية داخل محبسه وتجاهل الحراس استغاثاته.

ولفت البيان إلى أن هذا الفيديو ليس الأول في إطار جهود الدعاية المكثفة التي تقوم بها الحكومة المصرية في ما يتعلّق بسجونها.

ففي 2019، قبل "الاستعراض الدوري الشامل" من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، سُمح لمجموعة مختارة من الصحفيين المصريين والأجانب بجولة داخل سجن طرة سيئ السمعة جنوب القاهرة.

وأفاد الصحفيون بأنهم شمّوا رائحة الجدران المطليّة حديثا، وشاهدوا مباريات لكرة قدم تبدو غير عفويّة، وحُرموا من أيّ فرصة للتحدث مباشرة مع السجناء، والكثير منهم ما كان يجب حبسهم أصلا، بحسب البيان.

وختم البيان بالقول: "تهدف استراتيجية العلاقات العامة الأوسع للحكومة المصريّة إلى إسكات انتقادات سجلّها الحقوقي المروّع.  يُظهر هذا الفيديو أنّ الحكومة مهتمّة بالنقد، لكنها تفضّل محاولة إسكاته عبر التدخلات التجميلية، وإن كانت مكلفة، بدلا من الالتزام الحقيقي بمعالجة القمع المتفشّي في البلاد".

وتابع: "سيكون جميلا الاعتقاد بأنّ السجناء سيحظون حقا بزيارات وكتب، بل أيضا لن يتم تعذيبهم، لكن إذا أردنا أخذ العبرة من الماضي، فإنّ مصر لا نيّة لها في معاملة معارضيها بشكل أفضل".

وطالب البيان "حلفاء مصر" بتغيير نهجهم، واتخاذ الإجراءات التي طال انتظارها للضغط على السلطات المصرية أكثر بكثير؛ بحيث "يحصل المصريون على إصلاحات حقوقية حقيقية للوضع المزري الذي يحاول هذا الفيديو التستّر عليه".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

القمع في مصر حقوق الإنسان السجون المصرية مجمع سجون وادي النطرون عبدالفتاح السيسي هيومن رايتس ووتش

السيسي يعلن افتتاح أكبر مجمع سجون بمصر قريبا.. ومغردون يسخرون

مصر.. نزاع بين الداخلية والصندوق السيادي على ملكية أراضي السجون

مصر تنقل سجينات إلى مجمع وادي النطرون ذو الأسوار الفرعونية