ناشيونال إنترست: إيران الخاسر الرئيسي في انتخابات العراق

الأحد 26 ديسمبر 2021 10:09 ص

تسعى إيران حاليا، إلى "تقليل الأضرار التي لحقت بها إثر هزيمة حلفائها في الانتخابات الأخيرة العراق"، حيث تدفع بشكل مباشر لوقف الاضطرابات الداخلية بالعراق.

واعتبرت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، أن إيران كانت "الخاسر الرئيسي في تلك الانتخابات".ن خاصة بعد صعود نجم زعيم التيار الصدري "مقتدى الصدر".

ورأت المجلة أن الانتخابات أدت لتغيير كبير في تكوين المعسكرات الفائزة، وتبين أن الخاسرين الرئيسين، هم الفصائل الشيعية المقربة من إيران، التي دخلت السباق الانتخابي تحت مظلة "إطار التنسيق الشيعي".

وأشارت إلى أنه بعد يوم واحد من الانتخابات، وبينما كانت فصائل المجلس الأعلى للثورة، تثير تساؤلات حول طريقة تعامل الحكومة العراقية مع التصويت، هنأ المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية "سعيد خطيب زاده"، الحكومة والأمة والممثلين المنتخبين للشعب العراقي على إجراء الانتخابات بنجاح.

وأضافت المجلة: "في أوائل الشهر الجاري، فيما بدا أنه محاولة من طهران لإبعاد نفسها عن الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات في العراق، قال، "خطيب زاده"، إن كل ما تهتم به طهران هو "انتقال ديمقراطي وسلمي للسلطة" في العراق، وأن إيران تدعم "بشكل قانوني العملية التشريعية في العراق".

وقالت إنه "في غضون ذلك، كانت هناك مؤشرات عديدة تشير إلى أن إيران تحاول بالفعل، تهدئة حلفائها العراقيين من خلال إرسال مسؤولين رفيعي المستوى لبغداد، بما في ذلك قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري اللواء إسماعيل قاآني".

وحمل "قاآني" رسالة للمليشيات الرافضة للاعتراف بنتائج الانتخابات البرلمانية، التي جرت في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفاز بها تيار "الصدر"، ومفادها ضرورة "تقبل النتائج".

وتعد التوترات بين الشيعة في العراق، بمثابة تشتيت غير مرحب به بالنسبة لطهران.

وتابعت المجلة: "هذه التناقضات الظاهرة بين معادلات القوة المتغيرة في العراق على حساب الجماعات المدعومة من إيران، ونهج طهران الحذر في عراق ما بعد الانتخابات، قد تثير تساؤلات حول حسابات إيران الفعلية وإستراتيجيتها فيما يتعلق بالوضع الجديد".

وزادت: "في الواقع، في ظل الظروف الحالية، تواجه طهران العديد من التحديات الدقيقة التي تتطلب إستراتيجية حذرة للغاية".

ورأت "ناشيونال إنترست"، أنه بالنسبة لإيران، فإن مَن فاز في الانتخابات العراقية هو "مصدر قلق أكثر ممن خسرها"، مشيرة إلى أن رجل الدين والسياسي الشيعي المؤثر "مقتدى الصدر"، الذي حصلت كتلته على أكبر حصة من المقاعد في البرلمان الجديد، كان يعتبر ذات يوم أقرب حليف لإيران في العراق.

وأضافت أن "الصدر على مدى الأعوام الماضية بدأ في النأي بنفسه عن إيران والجماعات العراقية المدعومة من طهران، لدرجة أنه أصبح فعليّا أحد أشد التحديات التي تواجه مصالح إيران طويلة الأجل في العراق".

وأوضحت أنه "قبل كل شيء، استغل الصدر موجة الوطنية العراقية وتزايد المشاعر المعادية لإيران في العراق خلال العامين الماضيين، من خلال تقديم نفسه كشخصية وطنية مستقلة، إذ لم يتردد قط في انتقاد الميليشيات المدعومة من إيران علنًا، فضلا عن تصاعد المنافسة على الأرض العراقية بين إيران والولايات المتحدة".

وبحسب المجلة، فإنه وبغض النظر عن انعدام ثقة طهران المتزايد تجاه "الصدر"، لا تريد إيران أن ترى فردًا واحدًا أو فصيلًا واحدًا يسيطر على السياسة الشيعية في العراق.

ولفتت إلى أنه على مدى العقدين الماضيين، نظرت إيران للفجوات السياسية بين الشيعة العراقيين على أنها مساحة للمناورة وتأمين مصالحها، لا سيما من خلال لعب دور الوسيط النزيه أو حتى المنسق فيما بينهم.

وأوضحت أنه "لهذا السبب، لا تريد طهران للصدر، أن ينجح في طموحاته في تشكيل حكومة أغلبية".

وترفض الكتلة الصدرية تشكيل حكومة توافقية، وترى أن الحكومات التوافقية جُربت لمدة أكثر من 15 عاما دون أن تقود البلاد إلى الإصلاح السياسي والاقتصادي.

ورأت المجلة في تقريرها أن "وجود حكومة أغلبية بقيادة الصدر، سيعني أن جميع الجماعات المدعومة من إيران ستطرَد من الحكومة؛ الأمر الذي سيكون، في السياسة العراقية، مساويًا تقريبًا لمحوها من الخريطة السياسية".

وقالت إنه "مع الأخذ في الاعتبار تلك المخاطر المحتملة، مع التسليم بأن نفوذ الصدر، هو واقع حتمي، فإن إستراتيجية إيران الحالية في العراق تستند إلى ركيزتين أساسيتين، أولاهما، منع تشكيل حكومة أغلبية، والأخرى، الحفاظ على وحدة الجماعات الشيعية المتحالفة، مع ثنيها عن اللجوء إلى العنف لدفع أجندتها السياسية".

وتصدر "التيار الصدري" نتائج الانتخابات بواقع 73 مقعدا بفارق أكثر من النصف عن أبرز منافسيه وهو تحالف "دولة القانون"، بزعامة "نوري المالكي".

بينما جاءت الأحزاب الأخرى الحليفة لطهران متأخرة في قائمة الكتل الفائزة حيث حظي تحالف "الفتح"، الجناح السياسي لـ"الحشد الشعبي"، بواقع 17 مقعدا فقط.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العراق انتخابات العراق الصدر النفوذ الإيراني إيران إيران

العراق: قوى موالية لإيران تندد بحصول احتيال في الانتخابات التشريعية

العراق: نرفض استخدام أراضينا للاعتداء على أي دولة

العراق يدعو إيران لتغليب لغة الحوار لتحقيق أمن واستقرار المنطقة

العراق.. رئيس تحالف الفتح ⁧يعلن التزامه بقرار المصادقة على الانتخابات