نعته حماس.. وفاة الأسقف الجنوب أفريقي توتو الحائز على نوبل للسلام

الأحد 26 ديسمبر 2021 01:14 م

توفي المطران الأنجليكاني "ديزموند توتو"، أحد أبرز رموز الكفاح ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، والحائز على جائزة نوبل السلام، الأحد، عن 90 عاما.

وعبر رئيس جنوب أفريقيا "سيريل رامابوزا"، في بيان نيابة "عن الشعب برمته"، عن "عميق الحزن" بوفاة وجه بارز من وجوه التاريخ في جنوب أفريقيا.

وقال إن "وفاة كبير الأساقفة الفخري ديزموند توتو هو فصل جديد من فصول حداد أمتنا على جيل مذهل من أبناء البلد الذين تركوا لنا جنوب أفريقيا محررة".

وأضاف أن "توتو" كان "رجلا يتميز بذكاء لافت ونزاهة ولم تقوَ عليه قوات الفصل العنصري (الأبارتايد)، وكان على قدر كبير من الرقة في تعاطفه مع الذين كابدوا القمع والظلم والعنف في نظام الفصل العنصري ومع المظلومين والظالمين على حد سواء في العالم أجمع".

وتراجع الوضع الصحي لـ"توتو" في الأشهر الأخيرة، ولم تعد له إطلالات علنية، لكنه كان يوجه دوما تحية إلى الصحفيين الذين يتابعون تنقلاته، ببسمة أو نظرة معبرة، كما حدث مثلا خلال تلقيه اللقاح المضاد لـ"كورونا" في أحد المستشفيات، أو خلال قداس في مدينة الكاب، احتفاء ببلوغه 90 عاما في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وكان الأطباء اكتشفوا إصابة "توتو" بسرطان البروستاتا في أواخر التسعينات، ودخل المستشفى عدة مرات في السنوات الأخيرة للعلاج من التهابات تتصل بعلاجه من السرطان.

ولد "ديسموند توتو"، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1931 لعائلة متواضعة في كليركسدورب وهي بلدة صغيرة غنية بالمناجم في جنوب غرب جوهانسبرج، وقد أصيب خلال طفولته بشلل الأطفال.

وكان يحلم بأن يصبح طبيبا لكنه تخلى عن هذا الطموح لنقص الإمكانيات، ليصبح مدرسا، قبل أن يستقيل احتجاجا على التعليم المتدني المخصص للسود ودخوله إلى الكنيسة.

في سن الثلاثين رُسم كاهنًا ودرس ودرّس في بريطانيا وليسوتو ثم استقر في جوهانسبرج في 1975.

في تلك الفترة وفي أسوأ أوقات الفصل العنصري نظم مسيرات سلمية ودعا إلى فرض عقوبات دولية على نظام البيض في بريتوريا، ولم يحمه من السجن سوى صفته كرجل دين.

و"ديسموند توتو" الذي عين رئيسا لأساقفة كيب تاون وللطائفة الأنغليكانية في بلده، كان متزوجا منذ 1955 من "ليا"، وأنجب منها 4 أطفال.

وعمل "توتو" بلا كلل، وإن كان بشكل غير عنيف، ضد نظام الفصل العنصري والاضطهاد الوحشي في جنوب أفريقيا للأغلبية السوداء.

واستخدم رجل الدين الصاخب الصريح منبره كأول أسقف أسود لجوهانسبرج، ولاحقا كرئيس أساقفة كيب تاون بالإضافة إلى مظاهرات عامة متكررة لتحفيز الرأي العام ضد عدم المساواة العرقية في الداخل وعلى الصعيد العالمي.

وفي 1984 حصل "توتو" على جائزة نوبل للسلام لمعارضته السلمية لنظام الفصل العنصري، لكن آماله تبددت بسرعة إذ حصلت الأغلبية السوداء على حق التصويت لكنها بقيت فقيرة إلى حد كبير.

وبعد 10 سنوات شهد نهاية ذلك النظام، ورأس لجنة للبحث عن الحقيقة والمصالحة تشكلت للكشف عن الفظائع التي ارتكبت في ذلك العهد.

وتولّى "توتو"، الذي ابتكر لقب "بلد قوس قزح" لجنوب أفريقيا، بعد إرساء أسس الديمقراطية في 1994، وانتخاب صديقه "نيلسون مانديلا" على رأس البلد، رئاسة لجنة الحقيقة والمصالحة، على أمل طيّ صفحة الحقد بين الأعراق.

وبعد ذلك تصدى لتجاوزات حكومة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، بدءا من أخطاء الرئيس السابق "ثابو مبيكي" في محاربة الإيدز، حتى أنه وعد في عام 2013 بعدم التصويت أبدًا للحزب الذي انتصر على الفصل العنصري مرة أخرى.

من جانبها، نعت حركة "حماس" الفلسطينية، وتقدمت لعائلته، ولحكومة ولشعب جمهورية جنوب أفريقيا بالتعازي ‏الحارة لرحيله.‏

وقالت الحركة في بيان: "لقد خسرت فلسطين كما جنوب أفريقيا، مناضلا عنيدا، وقامة كبيرة في الدفاع عن ‏حقوق الإنسان، ومناهضة العنصرية، ومدافعا صلبا عن القضية الفلسطينية، في العديد ‏من المحافل والمنابر الدولية".‏

وكان "توتو"، معروفا بمواقفه الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، والرافضة للممارسات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

جنوب أفريقيا الفصل العنصري ديزموند توتو نيلسون مانديلا جائزة نوبل