أوضح الرئيس الموريتاني، «محمد ولد عبدالعزيز»، إنه لا وجود لموريتانيين يقاتلون في صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية».

وقال في مؤتمر صحفي، عقده الليلة قبل الماضية، في مدينة نواذيبو «لا علم لسلطاتنا الأمنية بوجود أي مواطن يحمل الجنسية الموريتانية ينتمي لتنظيم الدولة الإسلامية».

وأكد أن الأنباء التي ترددت عن وجود شبكات تقوم بتجنيد مقاتلين لـ«الدولة الإسلامية» في موريتانيا لا أساس لها من الصحة.

ووضع «ولد عبدالعزيز» هذه «الشائعات في خانة محاولة تشويه صورة موريتانيا في الداخل والخارج، من خلال بث ما أسماها شائعات تخدم «أهدافا شخصية».

وكان الحاكم العسكري السابق، العقيد «أعل ولد محمد فال»، الذي ينافس الرئيس «ولد عبدالعزيز» على رئاسة البلاد، قد صرح لصحف فرنسية أخيرا بأن شبكات تعمل في موريتانيا على تجنيد مقاتلين لـ«الدولة الإسلامية»، وبأن الحكومة تغض الطرف عن هذه الأنشطة.

وفي سياق متصل، نفى «ولد عبدالعزيز» ما أشيع مؤخرا حول مفاوضات جرت بينه مع حكومة الرياض بخصوص إرسال جنود موريتانيين للقتال ضمن التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن.

وأكد خلال مؤتمر صحفي بمناسبة احتفال موريتانيا بذكرى استقلالها الـ55 أن هناك جهات عديدة تحدثت عن إرسال جنود موريتانيين لليمن، إلا أنه قال إن «وزارة الدفاع الوطني والحكومة لا علم لهما بمثل هذا التدخل، فكل ما أشيع في هذا الشأن عار عن الصحة ولم يسبق أن تم نقاشه لا على المستوى الثنائي ولا المتعدد».

جدل بعد استعراض علم فرنسا في ذكرى الاستقلال

في غضون ذلك، أثارت أضواء سيارات عسكرية ظهرت بألوان العلم الفرنسي شاركت في العرض العسكري الذي نظمته موريتانيا بمناسبة الذكرى 55 لعيد الاستقلال غضب الكثير من الموريتانيين الذين اعتبروا أن ظهور العلم الفرنسي في احتفالية وطنية تخلد الخلاص من الاستعمار الفرنسي أمرا غير مقبول.

وحظيت صور السيارات العسكرية التي ظهرت بأعداد كبيرة مزينة بأضواء بألوان العلم الفرنسي، باهتمام المدونين في مواقع التواصل الاجتماعي الذين اعتبروا أن القوات المسلحة لم تكن موفقة في اختيار سيارات بهذا العدد بألوان علم فرنسا في عرض عسكري يخلد الذكرى 55 لعيد الاستقلال عن فرنسا.

وذهب بعض المعلقين إلى حد وصف الحدث رسالة من قبل بعض المتآمرين أرادوا إفساد فرحة الموريتانيين بسيارات مزينة بأضواء العلم الفرنسي، وعلق آخرون على المشهد بأنه إهانة للشعب الموريتاني ومقاومته الوطنية، بينما اعتبره البعض الآخر خطأ غير مقصود سببه الألوان التي اختارتها الشركة المصنعة لسيارات الدرك الوطني.

ونظمت القوات المسلحة الموريتانية عرضا عسكريا ناجحا بمناسبة ذكرى الاستقلال الخامسة والخمسين، وقالت الحكومة إن العرض رسالة للمشككين في كثير من الأمور وخاصة المشككين في قدرات موريتانيا الأمنية.

انتداب موريتانيا في المجلس التنفيذي لـ«برنامج الغذاء العالمي»

على صعيد آخر، انتدبت منظمة «الأمم المتحدة للأغذية والزراعة»، موريتانيا لعضوية المجلس التنفيذي لـ«برنامج الأغذية العالمي» لتمثيل المجموعة «أ» لدول غرب أفريقيا .

وبحسب بيان وزعته وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الموريتانية، أمس الأحد فقد تم انتداب موريتانيا بالإجماع وفقا للقرار 7/2011 الصادر عن مؤتمر المنظمة الدولية التابعة لـ«ألأمم المتحدة»، حيث ستبدأ المأمورية اعتبارا من مطلع يناير/كانون الثاني القادم لمدة سنة.

واعتبر البيان أن انتداب موريتانيا في هذه المنظمة جاء تتويجا لديناميكية دبلوماسية غير مسبوقة، تمثلت في العمل على تفعيل سياسية خارجية متوازنة للبلاد، وتوسيع تمثيلها الدبلوماسي على المستوى الدولي، وتعزيز وتكثيف حضورها الفعال في الأنشطة الدولية الهادفة إلى تعزيز السلام ودفع التعاون الدولي.

وأضاف أن موريتانيا على المستوى الثنائي أو المتعدد الأطراف، قامت بأدوار ريادية في مجال التدخل لحل الأزمات السياسية والصراعات الإقليمية والدولية، تكللت بمستوى كبير من النجاح، إضافة إلى تطوير الاهتمام بشؤون الموريتانيين في الخارج، على حد تعبير البيان.

وأشاد البيان بما أسماه المجهود الدبلوماسي المتميز الذي قامت به سفارة موريتانيا في إيطاليا من أجل تحضير المصادقة على هذا القرار من طرف مجلس «منظمة الأمم المتحدة  للأغذية والزراعة» الذي ستنعقد دورته الـ153 في روما اليوم الإثنين.