استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

"الصواريخ" مقابل الغاز والماء!

الأحد 2 يناير 2022 05:19 م

"الصواريخ" مقابل الغاز والماء

غزة محاصرة والدول العربية لن تغامر بخوض حرب لرفع الحصار وتقديم الغاز والديزل للقطاع.

المقارنة الدقيقة بغزة تحديداً تقول إن على الاردن أن يحصل على الماء مقابل الصواريخ التي سيهدد بإطلاقها على الكيان الاسرائيلي؟

الأردن دولة ذات سيادة لا تتعرض للحصار وتملك الإرادة المطلقة للاختيار لكن قطاع غزة يتلقى الديزل مقابل صواريخ يطلقها لا مقابل شيء آخر.

هل انتقاد غزة لتلقيها الديزل يعني أن ذلك مبرر للأردن لعقد اتفاقية الماء مقابل الكهرباء؟ وهل على الاردن أن يجعل الاتفاق "الماء مقابل صواريخ وقصف مدفعي على الكيان"؟

*      *      *

مقال جميل تحدث فيه صاحبه عن الإخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الإسلامي ودورهم في المشهد الأردني.. نظر الكاتب إليهم على أنهم عبء سياسي على الدولة الأردنية.. المقال مثير ومليء بالمواقف والآراء، ولا شك أنه مقال مثير للجدل والنقاش بما فيه من آراء، وهذا حق ديمقراطي للجميع، ووجهة نظر من الممكن أن تكون صحيحة أو خاطئة.

في هذه العجالة لا يراد مناقشة ما قاله الكاتب حول الاخوان المسلمون وحزب جبهة العمل، فذلك أمر يخص أصحاب الشأن للدفاع عن موقفهم، لكن لفت الانتباه في المقال القول: "إن قطاع غزة يأخذ الديزل من الكيان الإسرائيلي".

وهي حقيقة، بل ويأخذ الكهرباء والماء والغاز والكثير من السلع، بل هناك رعاية صحية تدفع الفلسطينيين في القطاع للانتقال إلى الأراضي المحتلة عام 48 للحصول على الرعاية الصحية من مستشفيات الكيان ومؤسساته الصحية.

غزة محاصرة، والدول العربية لن تغامر لتخوض حرباً لرفع الحصار وتقديم الغاز والديزل للقطاع.. لذلك فإن مقارنة اتفاقية الماء والطاقة الشمسية بين الأردن والكيان الاسرائيلي والامارات العربية مع الاتفاقات لتوريد الكهرباء والديزل إلى القطاع؛ أمر غاية في الغرابة وبعيد عن الواقعية.

مقارنة غير دقيقة؛ أو علمية؛ فالأردن دولة ذات سيادة لا تتعرض للحصار، وتملك الإرادة المطلقة للاختيار، كما ان المقارنة غير واقعية؛ فالقطاع يتلقى الديزل مقابل الصواريخ التي يطلقها، وليس مقابل شيء آخر.

المقارنة غير منطقية، فهل انتقاد قطاع غزة لتلقيه الديزل يعني أن ذلك مبرر للأردن لعقد اتفاقية الماء مقابل الكهرباء؟ وفي المقابل؛ هل يعني أن على الاردن أن يجعل الاتفاق "الماء مقابل الصواريخ والقصف المدفعي على الكيان"؟

المقارنة الدقيقة في هذه الحالة تحديداً تقول إن على الاردن أن يحصل على الماء مقابل الصواريخ التي سيهدد بإطلاقها على الكيان الاسرائيلي؟ النقاش سينقلنا الى مربعات لا نهاية لها من الجدل العقيم.

الدقة مطلوبة عند تناول القضايا السياسية والاستراتيجية الحساسة، وأن تكون المقارنات علمية ومنطقية وبعيدة عن المواقف السياسية والايدولوجية والثقافية، ومن قبل متخصصين واستراتيجيين، وأن لا يُخلط الحابل بالنابل؛ فمناقشة مصالح الدولة الاردنية العليا لا يجب أن تتحول إلى مهاترات سياسية محلية، بل يجب أن ترتقي إلى أعلى مستويات التفكير والفكر، وبمشاركة مجتمعية معقولة من أصحاب الفكر والرأي.

هنا تظهر الحاجة إلى مجلس أمن قومي، ولكن بقانون، وليس بنص دستوري؛ لتقديم المشورة للحكومة وللسلطات التنفيذية، وكلما كان أكثر حيادية ومهنية؛ كان أكثر فاعلية وإقناعا لمؤسسات الدولة التنفيذية والتشريعية، ولا يحتاج الأمر إلى دسترة.

نعم؛ الأردن بحاجة لمجلس أمن قومي، ولكن بصلاحيات محدودة لتقديم المشورة فقط، بعيداً عن المهاترات السياسية.

* حازم عياد كاتب وباحث سياسي

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

الأردن، غزة، الديزل، الغاز، الصواريخ، الماء، مجلس أمن قومي،