تصاعدت الاحتجاجات في كازاخستان لليوم الثالث احتجاجا على رفع أسعار الغاز المسال، في وقت توعد فيه رئيس البلاد برد "صارم" على المظاهرات غير المسبوقة.

والأربعاء اتسعت رقعة الاحتجاجات التي بدأت محدودة الإثنين، ووصلت إلى 12 مدينة أخرى في البلاد، وشهدت اشتباكات مع الشرطة واقتحام مبان حكومية، فيما أعلنت الحكومة حالة الطوارئ في كافة أنحاء البلاد.

نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر مطلع القول، إن المحتجين سيطروا الأربعاء على مطار ألماتي أكبر مدن كازاخستان، مضيفا أن جميع الرحلات الجوية من وإلى ألماتي ألغيت مؤقتا.

والأربعاء، هو اليوم الثالث من الاحتجاجات التي بدأت في مدن في الغرب ثم انتشرت عبر الدولة المترامية الأطراف في آسيا الوسطى.

وبداية من العام الجديد، تضاعف سعر الغاز المسال، الذي يستخدم على نطاق واسع في الطهي والتدفئة، إلى 120 تنغي (0.27 دولارا) للتر، وهي زيادة كبيرة في البلاد، التي يبلغ الحد الأدنى للأجور فيها 42500 تنغي (98 دولارا) في الشهر.

وفرضت كازاخستان، الأربعاء، حالة الطوارئ في العاصمة نور سلطان وعدد من المدن، لتشمل كافة أرجاء البلاد في وقت لاحق.

وقالت الرئاسة الكازاخية في بيان، إن الرئيس "قاسم جومرد توقاييف"، وقع على مرسوم فرض حالة الطوارئ في العاصمة.

وأضافت أن حالة الطوارئ ستستمر أسبوعين في الفترة بين 5 و19 يناير/كانون الثاني الجاري، بهدف حفظ الأمن العام بالبلاد.

وأشارت إلى فرض حظر تجوال يوميًا في العاصمة بين الساعة الحادية عشرة ليلا والسابعة صباحا.

وفي وقت سابق الأربعاء، أعلنت الحكومة الكازاخية استقالتها على خليفة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.

فيما أكد الرئيس الكازاخستاني، أن البلاد ستخرج من الأزمة التي تعيشها، مشيرا أن وقوفه إلى جانب الشعب هو واجب دستوري.

وأوضح في حديث متلفز مخاطبا شعبه، الأربعاء، أنه واثق من دعم شعبه له، وأنه سيكون في العاصمة نور سلطان رغم الأحداث الجارية.

وأضاف: "سنتغلب على هذه الأزمة معا وسنخرج منها بشكل أقوى".

وأشار إلى أن المتظاهرين هاجموا قوات الأمن على نطاق واسع خلال الاحتجاجات، لافتا إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات الأمن.

بدورها، دعت الأمم المتحدة، الأربعاء، كافة الأطراف في كازاخستان إلى ضبط النفس، معبرة عن قلقها إزاء الأحداث التي تشهدها البلاد.

وقال "ستيفان دوجاريك" المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش" في مؤتمر صحفي: "نحن نتابع بقلق بالغ الموقف في كازاخستان ومن المهم لجميع الأطراف المنخرطة في الأحداث الجارية ضبط النفس، والإحجام عن العنف وتشجيع الحوار لمعالجة كل القضايا".