اعتقلت حركة "طالبان" الأفغانية، المحاضر الجامعي "فيض الله جلال"، بعدما انتقد علنا سياساتها في مناظرة تلفزيونية مباشرة، العام الماضي.

وقالت "مسعودة جلال" زوجة الأستاذ بجامعة كابل، إن "ضباط جهاز الأمن التابع لطالبان اعتقلوا زوجها من منزله، السبت، واقتادوه إلى مكان مجهول".

و"مسعودة جلال"، سبق أن ترشحت لانتخابات الرئاسة عامي 2002 و2004.

وبعد ساعات من ردود الفعل المحلية والدولية واسعة الانتشار، أعلن "ذبيح الله مجاهد" المتحدث باسم "طالبان" عملية اعتقال الأستاذ الجامعي، واتهمه بـ"تحريض الناس ضد حكومة طالبان والتلاعب بكرامة المواطنين".

ونشرت "طالبان" لقطات مصورة لحساب غير موثق على "تويتر"، قالت إنه يعود لـ"جلال"، وأشارت إلى تعليقات بصفتها دافع لعملية الاعتقال.

ومع ذلك قالت عائلة "جلال" إن حساب "تويتر" المنسوب إلى المحاضر "مفبرك".

وسبق أن انتقد الأكاديمي سياسات النظام في مناظرة صريحة مع متحدث باسم "طالبان" على الهواء مباشرة، في 21 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد نحو شهرين من سيطرة الحركة على السلطة في أفغانستان.

وانتقد "جلال" خلال المناظرة "طالبان" لقمعها منتقدي النظام، ووصف المتحدث باسم الحركة بـ"لفظ مهين".

وحينها تلقى "جلال" إشادة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، لشجاعته في انتقاد "طالبان" علنا، بل وأُطلق عليه "صوت الشعب الأفغاني" في ذلك الوقت.

وشارك "جلال" في مناظرات على القنوات التلفزيونية الأكثر شعبية في أفغانستان لسنوات، وهو معروف بانتقاده الصريح لقادة البلاد، الذين كان من بينهم في الماضي الرئيسان السابقان "حامد كرزاي" و"أشرف غني".

واستبدل الكثيرون صورتهم الشخصية بصورة لـ"جلال" على مواقع التواصل، بينما أعرب آخرون عن قلقهم على سلامته.

وقالت "باتريشيا جوسمان" المديرة المساعدة لقسم آسيا في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، إن "طالبان" لم تكن أبدا متسامحة مع الانتقادات وحرية التعبير، مضيفة: "يجب إطلاق سراح جلال فورا".

وقد تم احتجاز أعداد متزايدة من موظفي الحكومة وازداد عدد عمليات القتل خارج نطاق القضاء منذ سيطرة "طالبان" على السلطة العام الماضي.