استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

حادثة الطائرة الروسية لن تتحول إلى «مافي مرمرة» لـ«أردوغان»

الثلاثاء 1 ديسمبر 2015 08:12 ص

لا يوجد في حكومة (إسرائيل) من هو غير سعيد من العقوبات التي فرضتها روسيا على تركيا. فمن المعروف أن «مهمة الصدّيقين ينفذها الآخرون». اضافة إلى ذلك، هناك في (إسرائيل) من يحسب الفائدة الاقتصادية من هذه العقوبات: سياح روس أقل في أنطاليا وسياح أكثر في إيلات، هذا ما يأملونه. الغريب في الأمر هو عدم سماع موقف سلاح الجو الإسرائيلي الذي يتابع حركة التحالف الغربي والروسي عن كثب في سماء سوريا، هل توجد لديه أدلة على ادعاءات تركيا بأن الطائرات الروسية بقيت في مجالها الجوي؟ أم أن الرواية الروسية هي الصحيحة؟.

إن المقارنة مع سفينة «مافي مرمرة» مطلوبة إلى حد ما.

فمن جهة تصرفات «أردوغان» في قضية إسقاط الطائرة الروسية تؤكد أنه تعلم من «نتنياهو» ثلاثة أشياء على الأقل في أعقاب تلك القضية. «أردوغان» يأسف ولا يعتذر، وتركيا لم تقترح بعد التعويض بسبب الضرر الذي لحق بروسيا من تحطم الطائرة أو تعويض عائلة الطيار. ومثل (إسرائيل) فإن تركيا لا تنوي محاكمة المسؤولين عن إسقاط الطائرة.

من حق (إسرائيل) الآن محاكمة تركيا بسبب سرقة اختراع سياسي، وبقي بند واحد فقط لإكمال التشابه بين القضيتين. إذا طلبت روسيا من تركيا تغيير سياستها نحو «الأسد» كشرط لرفع العقوبات ـ كما طلبت تركيا من (إسرائيل) إلغاء سياسة الحصار على غزة ـ وكما هو متوقع أن ترفض تركيا ذلك، فلن تكون هناك حاجة إلى دليل آخر.

من جهة أخرى، التشابه بين قضية «مرمرة» وبين إسقاط الطائرة الروسية قد يكون مضللا، وكذلك أيضا الشماتة المبكرة. فبين تركيا وروسيا علاقات استراتيجية لا يريد أي طرف تحطيمها. روسيا تُصدر لتركيا أكثر من نصف كمية الغاز التي تحتاجها، ومستوى التجارة بين الدولتين بلغ في السنة الماضية 33 مليار دولار، وفي نهاية 2014 تم توقيع عدد من الاتفاقات في محاولة لزيادة التبادل التجاري ليصبح 100 مليار دولار في سنة 2020. وتركيا شكلت حتى الآن دولة التفافية للعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي على روسيا. وفي 2014 باعت تركيا لروسيا إنتاج زراعي بلغ 4 مليارات دولار. أيضا أنبوب الغاز الذي يربط روسيا مع اوروبا يفترض أن يمر عن طريق تركيا مثلما هي روسيا محطة عبور للبضائع التركية إلى جميع الجمهوريات المستقلة والتي يوجد فيها تأثير كبير لتركيا مثل كازاخستان وطاجاكستان.

في إطار هذه المصالح الاستراتيجية لا تحاول روسيا إلحاق الضرر. فهي لم تطلب تقليص كميات الغاز التي تبيعها لتركيا أو قطع الطريق أمام عبور البضائع من تركيا إلى روسيا ومنها إلى دول اخرى. وتوصية مواطني روسيا بعدم السفر إلى تركيا والأوامر التي صدرت لوكالات السفر بعدم تقديم عروض للسفر إلى تركيا هي عمليا عقوبات كلامية، وعند بدء موسم السياحة، بعد نصف سنة، من المتوقع أن تتحسن العلاقات بين الدولتين. أكثر من 3.3 مليون سائح روسي وصلوا في السنة الماضية إلى تركيا، وهم يُشكلون عُشر السياح الذين يذهبون إلى تركيا، لكن هذا العدد أقل بنسبة 20% قياسا بالسنة السابقة.

صحيح أن روسيا جمدت طيرانها إلى تركيا، لكن الشركات التركية تستمر في الطيران إلى روسيا. أيضا نية روسيا إلغاء الاتفاق الذي يسمح للأتراك بالسفر إلى روسيا بدون تأشيرات، تشير إلى أنه ليس «المخاطر الأمنية المستعجلة» هي التي تنتصب أمام الروس، بل السعي إلى العودة إلى علاقات سليمة في الشهر القادم.

إضافة إلى العلاقات الاقتصادية المتشعبة بين الدولتين، فإن تركيا وروسيا شريكتان استراتيجيتان في العملية السياسية لحل الأزمة السورية. صحيح أن مواقفهما مختلفة تماما حول مستقبل الأسد، لكنهما تتفقان على إمكانية التوصل إلى حل سياسي، وقد انضمتا إلى الاجماع الدولي الذي تم انجازه في محادثات فيينا في نهاية تشرين الاول والذي جاء فيه أن تبدأ الأمم المتحدة في وضع قائمة ممثلين من قبل المتمردين ومن قبل النظام للبدء في المفاوضات من أجل تشكيل حكومة مؤقتة.

في نفس الوقت، التعاون العسكري الذي تم وقفه بشكل علني من قبل روسيا بعد إسقاط الطائرة، فإن التعاون الميداني مستمر، وأعلنت تركيا أنها على استعداد لتوسيع نطاق التعاون الاستخباري مع روسيا في كل ما يتعلق بالعمليات الجوية ضد داعش. تركيا القلقة من التقارب بين روسيا وبين المتمردين الأكراد في سوريا، لا ترغب في أن يستفيد الأكراد من الشرخ بين الدولتين من أجل انشاء منطقة مستقلة في سوريا على الحدود التركية. يبدو أنه توجد للدولتين أسباب كثيرة لاحتواء الأزمة وإعادة العلاقات. والتصريحات الكلامية لـ«أردوغان» تؤكد أنه يحاول عدم تكرار قضية سفينة «مافي مرمرة» مع روسيا.

  كلمات مفتاحية

تركيا أردوغان (إسرائيل) العقوبات الاقتصادية إسقاط الطائرة الروسية روسيا بوتين سيادة تركيا

«أردوغان» يرفض مزاعم «بوتين»: لسنا عديمي الكرامة لنتعامل مع منظمات إرهابية

«أردوغان» ينصح روسيا بـ«عدم اللعب بالنار» وموسكو تعيد فرض التأشيرة على الأتراك

«أردوغان» لـ«بوتين»: من المخجل اتهامنا بأسلمة الدولة فـ99% من الأتراك مسلمون

«بوتين» يطلب اعتذارا أو تعويضا من تركيا عن إسقاط الطائرة و«أردوغان» يرفض

«أردوغان»: سنرد على الانتهاكات وسنستمر في دعم المظلومين .. والمنطقة العازلة قريبا

تركيا: لا تطبيع مع (إسرائيل) قبل تعويضات «مرمرة» ورفع حصار غزة

تركيا: المفاوضات مع (إسرائيل) مستمرة ونصر على شروطنا

«هآرتس»: جلسة مفاوضات تركية إسرائيلية في جنيف

«أردوغان» يصادق على قانون بخصوص تعويضات «مافي مرمرة»