استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

حكومات من المريخ!

الأحد 9 يناير 2022 02:11 م

حكومات من المريخ!!

المفارقة أن سبب بدعة مجلس الأمن القومي ذاك هو الحكومات البرلمانية! ورغم أننا شهدنا مولده، فربما لن نشهد ولادة من كان سببًا في وجوده!

فكرة مجلس الأمن القومي تأسست، للأسف، على فلسفة أنه "لا أحد غيري يعرف مصلحة الأردن، ولا أحد غيري يمكن أن يسير بالأردن نحو بر الأمان"!

لا يخفي أنصار المجلس العتيد أنه يأتي لحماية السياسة الأردنية والأجهزة السيادية من حكومة حزبية برلمانية يحظى برنامجها بثقة الشعب عبر صناديق الاقتراع.

ثمة دولتان وحكومتان: حكومة تمثل الشعب قاصرة ولا يحق لها تناول شؤون السياسة العليا ولا شأن لها بالأجهزة السيادية؛ وحكومة سيادية لها القول الفصل وتتحكم بالأجهزة السيادية!

*      *      *

دخلنا عهد مجلس الأمن القومي! هذا أمر شبه مؤكد بعد إقرار مجلس النواب له، وإقرار الأعيان له مضمون أيضا.

لكن دخولنا في عهد الحكومات الحزبية البرلمانية أمر مشكوك فيه؛ ففي أحسن الأحوال إن خلصت النوايا، ولم يحدث أي طارئ، فنحن موعودون بها بعد عشر سنوات!

المفارقة الطريفة أن سبب وجود مجلس الأمن القومي ذاك هو الحكومات البرلمانية! ورغم أننا شهدنا مولده، فربما لن نشهد ولادة من كان سببًا في وجوده!

لا يخفي أنصار المجلس العتيد أنه يأتي لحماية السياسة الأردنية والأجهزة السيادية من حكومة حزبية برلمانية تحظى برنامجها بثقة الشعب عن طريق صناديق الاقتراع.

وكأننا هنا نتحدث عن دولتين وحكومتين: حكومة تمثل الشعب وهي حكومة قاصرة ولا يحق لها تناول الشؤون السياسية العليا، ولا يجب أن تتحكم بالأجهزة السيادية، وحكومة سيادية لها القول الفصل وتتحكم بالأجهزة السيادية!

لا يخفي أنصار المجلس العتيد أنهم لا يثقون بالأحزاب ولا بالبرلمان الذي سينتج الحكومة البرلمانية. والحقيقة أنهم لا يثقون بغيرهم أبدًا.

فكرة مجلس الأمن القومي تأسست، للأسف، على فلسفة أنه "لا أحد غيري يعرف مصلحة الأردن، ولا أحد غيري يمكن أن يسير بالأردن نحو بر الأمان"!

وهو ما يعني أنهم يعتقدون أن كل من سِواهم قادم من المريخ؛ يحق له أن يأكل ويشرب ويتعلم ويعمل ويؤسس مصانع ومزارع ومصالح تجارية، لكن لا يحق له أن يحكم أو حتى يشارك بالحكم؛ لأنه ببساطة قاصر عن إدراك مصالح الأردن العليا!

للعلم، فإن دولًا كثيرة لديها من مثل ذاك المجلس أو شبيه له، لكنها تنقسم إلى قسمين؛ دول ديمقراطية وتلك المجالس تتغير تماما إذا تغيرت نتيجة الانتخابات، وتصبح معبرة عن سياسة الحزب الحاكم.

ودول شمولية لكنها تجري انتخابات برلمانية دورية، وتكون تلك المجالس فيها بمثابة "صمام أمان" لنزع الصلاحيات من أي حكومة لا تروق لأهل الحكم!

* عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

الأردن، مجلس الأمن القومي، الحكومة البرلمانية، صناديق الاقتراع، السياسة الأردنية، الأجهزة السيادية،