استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

ثنائيات محيّرة

الاثنين 10 يناير 2022 03:32 م

ثنائيات محيّرة

المنطق يقول بوجوب احترام حق الناس في اتخاذ ما هم مقتنعين به من مواقف، لكن يبقى السؤال: ماذا عن واجباتهم تجاه الآخرين؟

ماكرون لم يكن موفقاً في اختيار مفرداته وهو يخاطب الرافضين للقاح كورونا حين قال، في صيغة تهديد واضحة، إنه مصمم على «تنغيص حياتهم»!

نظرة رافضي لقاح كورونا باعتبار حرية الإنسان في تلقي علاج أو لقاح ولا حقّ لأحد أن يجبره على ذلك بما في ذلك الدولة.. هل تنطوي على تناقض بين الحرية والمسؤولية؟

*      *      *

«الحرية والمسؤولية»، «الحقوق والواجبات»، تحت هاتين الثنائيتين وما هو قريب منهما أو ذي صلة بهما، تندرج التصريحات المثيرة للجدل التي كررها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غير مرة في الفترة الأخيرة، وهو يحث مواطنيه رافضي تلقي اللقاحات المضادة لفيروس «كورونا» على الإسراع في تلقيها، والإقلاع عن ترددهم أو رفضهم لذلك.

مخاطباً هؤلاء قال ماكرون ما معناه: إن الحرية لا يجب أن تناقض المسؤولية، قاصداً أن نظرتهم لرفضهم تلقي اللقاح على أنها وجه من وجوه الحرية، حرية الإنسان في تلقي علاج أو لقاح ما، حيث لا حقّ لأحد أن يجبره على ذلك، بما في ذلك الدولة نفسها، هي، برأيه هو ومن يرون رأيه، تُناقض في أحد وجوهها مبدأ المسؤولية لا تجاه الذات فحسب، وإنما أساساً تجاه الآخرين، لأن عدم تلقيهم اللقاحات المضادة للوباء يجعل قابلية الفيروس للانتشار قائمة دونما نهاية، طالما وجد الأجسام القابلة لاختراقها، ومن ثم ينتقل للآخرين بمن فيهم من تلقوا اللقاحات.

بعض الساسة والإعلاميين رأوا أن ماكرون لم يكن موفقاً في اختيار المفردات المناسبة وهو يخاطب هؤلاء الرافضين للقاح كورونا حين قال، في صيغة تهديد واضحة، إنه مصمم على «تنغيص حياتهم»، طالما ظلوا متمسكين بموقفهم الرافض للتطعيم!

وفي نوع من الاستدراك لتصريحه هذا قال ماكرون في مؤتمر صحفي عقده في قصر «الإليزيه» مع رئيسة المفوضية الأوروبية إنه «يتحمل بشكل كامل» مسؤولية تصريحاته، مقراً بأنها «بدت بلغة عامية» حملت البعض على التأثر بها، لكنه مستاء من الوضع في البلاد والذي وصفه بالانقسام الحقيقي.

وفي شرح إضافي لموقفه أردف «أقولها بكثير من الإرادة والقوة: علينا أن نفعل ذلك من أجل مجمل مواطنينا الذين يبذلون جهداً لتلقي اللقاح والذين يُصابون بسبب عدم مسؤولية البعض. كان من مسؤوليتي أن أدقّ ناقوس الخطر قليلاً، وهذا ما فعلته هذا الأسبوع، كي تتقدم الأمور بشكل أسرع».

حين يدور الحديث عن الموقف من تلقي اللقاحات، فيما جائحة «كورونا» ما زالت تطوف العالم من أقصاه إلى أقصاه، عبر متحوراتها المتتالية، التي ما إن تتم السيطرة على أحدها، حتى يفتح الباب لمتحور تالٍ له، مثيرة الرعب والقلق ومنغصة للحياة الطبيعية للبشر.

فإننا جميعاً في حيرة من أمرنا، لأن المنطق يقول بوجوب احترام حق الناس في اتخاذ ما هم مقتنعين به من مواقف، لكن يبقى السؤال: ماذا عن واجباتهم تجاه الآخرين؟

هناك ثنائية ثالثة تنطوي على قدر كبير من الوجاهة دعا إليها أحد المرشحين الفرنسيين للرئاسة، جان لوك ميلنشون، في معرض رفضه لتصريحات ماكرون التي وصفها ب«الصادمة»، وهي ثنائية «الإقناع بدل الإكراه».

* د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

المصدر | الخليج

  كلمات مفتاحية

ثنائيات، الحرية والمسؤولية، الحقوق والواجبات، لقاح، كورونا، ماكرون، الإقناع، الإكراه،