استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

متى يظهر الخلاف الروسي الإيراني؟

الأربعاء 2 ديسمبر 2015 04:12 ص

يثير استمرار التدخل العسكري الروسي في سوريا، والذي دخل شهره الثالث، سؤالاً كبيراً عن احتمالات تأثيره في مستقبل العلاقات بين موسكو وطهران، وفي دور كل منهما في الأزمة التي ساندتا نظام بشار الأسد فيها منذ البداية. فقد جمعت روسيا وإيران طول هذه الفترة مصلحة مشتركة في منع تغيير النظام السوري، والحيلولة دون حصول المعارضة المعتدلة على مساحة تسمح بإيجاد بديل مقبول دولياً.

لعبت إيران الدور الرئيسي في المساندة العسكرية المباشرة لنظام الأسد عبر إرسال ضباط في «الحرس الثوري» آلت إليهم قيادة العمليات الميدانية رغم تسميتهم «مستشارين»، وأشرفوا على تشكيل ميليشيات ضمت مقاتلين من لبنان والعراق وأفغانستان وباكستان، إلى جانب وحدات سورية غير نظامية، ثم دمجها في «قوات الدفاع الوطني». كما قدمت مساعدات مالية منتظمة إلى النظام كان لها أكبر الأثر في تعويمه اقتصادياً.

وتكفلت روسيا بإرسال معظم الأسلحة والذخائر وقطع الغيار، سواء لما بقي من جيش النظام أو لهذه الميليشيات، إلى جانب توفير غطاء دولي قوي في الأمم المتحدة وخارجها، ومنع اعتراف مجلس الأمن بـ «الائتلاف الوطني السوري» في ذروة تمتعه بشرعية واسعة في المنطقة وخارجها.

غير أن هذا التعاون الذي استمر لأكثر من أربع سنوات لم يضمن تحقيق أهدافهما المشتركة، لذلك عندما وصل تراجع نظام الأسد إلى مستوى يُنذر بالخطر، قررت موسكو أن تلقي بثقلها وتتدخل عسكرياً.

وكانت إيران بحاجة لهذا التدخل حتى لا يظهر فشلها في سوريا، بعد أن فقدت زمام المبادرة في اليمن منذ إعلان التحالف العربي عملية «عاصفة الحزم». غير أن هناك ما يدل على وجود بوادر قلق لدى بعض أجنحة النظام الإيراني. وكان حديث قائد «الحرس الثوري» على جعفري في نهاية أكتوبر الماضي، عن أن «موسكو ليست معنية بمستقبل الأسد»، أول تعبير علني عن هذا القلق الذي يُرجح أنه كان موضوعاً رئيسياً في مباحثات الرئيس الروسي مع قادة طهران على هامش قمة الدول المصدرة للغاز الأسبوع الماضي.

ومع ذلك فالأرجح أن تفرض المصالح المشتركة تأجيل أي خلاف بين الجانبين، فمازالت الأولوية لدى كل منهما هي تعديل ميزان القوى في الحرب السورية، وفرض وقائع جديدة على الأرض قبل أن تغادر إدارة أوباما البيت الأبيض.

وربما يتوقف ظهور الخلاف بينهما على نجاح تدخل موسكو العسكري في وقف تراجع النظام، وتمكينه من أن يكون طرفاً رئيسياً في أي حل سياسي. فالمتوقع أن يظهر في هذه الحالة الخلاف المرتبط بطبيعة مشروعي الدولتين، مشروع إيران إقليمي تُمثل سوريا ركيزته الأولى سواء لأهميتها في ذاتها، أو لكون أراضيها هي المعبر الآمن الوحيد لدعم «حزب الله» بالأسلحة الضرورية للمحافظة على سطوته في الوضع اللبناني الهش. أما مشروع روسيا فهو عالمي تُعد سوريا واحدة فقط من ركائزه.

وهذا التباين بين المشروعين هو المصدر الأساسي للخلاف الذي تبدو بوادره الآن على موقع الأسد في أي حل سياسي جاد. فروسيا أكثر استعداداً للاعتماد على ترتيب سياسي معين يضمن مصالحها حتى إذا لم يشمل الأسد، بينما تخشى إيران عدم وجود بديل عنه يضمن لها نفوذها في سوريا الجديدة.

ومن المنطقي أن يمتد هذا الخلاف ليشمل دور ما بقي من جيش النظام والميليشيات التابعة لإيران، فالمتوقع أن تكون روسيا راغبة في إعادة تأهيل هذا الجيش ليكون جزءاً من قوات نظامية جديدة ضمن أي اتفاق للحل السياسي.

أما إيران التي استثمرت كثيراً في الميليشيات المحلية والأجنبية، وجمعت معظمها في إطار واحد، فالأرجح أنها ستصر على إبقاء السوريين المنضمين لهذه الميليشيات إما في صورتها الراهنة أو في شكل آخر.

وربما يكون الخلاف على هذه القضية جزءاً من تعارض مصالح الدولتين في حالة وجود حل سياسي. فالأرجح أن روسيا ترغب في إعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس قوية، بينما تُفضل إيران أن تكون هذه المؤسسات هشة على النمط اللبناني أو العراقي.

غير أن هذا الخلاف سيظل مؤجلاً على الأرجح إلى أن تتوفر إمكانات حل سياسي لا يبدو حتى الآن أن مخرجات مباحثات فيينا يمكن أن تضع أساساً كافياً له.

  كلمات مفتاحية

سوريا إيران روسيا التدخل الروسي العسكري العلاقات الإيرانية الروسية

«أردوغان»: روسيا وإيران لا تحاربان «الدولة الإسلامية»

«أوباما»: أزمة سوريا لن تحل دون تنحي «الأسد» وعلى روسيا وإيران تحديد موقفيهما

السعودية تطرح مشروع قرار يدين تدخل إيران وروسيا في سوريا

«ستراتفور»: إيران وروسيا لا تحملان نفس الالتزام تجاه «الأسد»

دراسة: تناقض الأهداف بين روسيا وإيران في سوريا يمنح (إسرائيل) نفوذا سياسيا

إيران: روسيا لا تحتاج إلى اتفاقيات لاستخدام مجالنا الجوي

الاحتلال الروسي الإيراني لسورية