الانفصاليون يهددون بتعطيل أكبر بطولات كرة القدم في أفريقيا.. ماذا يحدث؟

السبت 15 يناير 2022 05:44 م

يهدد متمردون بطولة كأس الأمم الأفريقية، المقامة في الكاميرون، وسط تبادل لإطلاق نار مع القوات الأمنية.

ونفذ المتمردون تهديداتهم، لليوم الرابع من بطولة كأس الأمم الأفريقية، حيث أطلق نحو 10 رجال نيران رشاشات الكلاشينكوف في الهواء على بُعد أقل من 400 متر من مقر تدريب منتخب مالي، ليُثيروا ذعر اللاعبين الذين خرجوا من الملعب، بينما ردت قوات الأمن بتبادلٍ لإطلاق النار راح ضحيته سائق وراكب سيارة أجرة.

وحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فإن الأربعاء الماضي، وبمدينة بويا الجنوبية الغربية، ألقى أحدهم قنبلةً منزلية الصنع من نافذة سيارة أجرة، ليجرح 3 ضباط شرطة، مما أثار ذعر اللاعبين في حافلة منتخب غامبيا التي عادت سريعاً للفندق.

ونجحت جهود الجماعات الانفصالية، التي وعدت بتعطيل كأس الأمم الأفريقية، لفترة وجيزة، حيث إنّ هدفهم المعلن هو: "تذكير العالم بمظالمهم على يد حكومة الكاميرون".

لكن بعد ساعات من هدوء الأوضاع، تحرك منتخب مالي لخوض لقاء تونس وفاز بهدفٍ دون رد، ليتحوّل الانتباه عن نزاعهم المستمر منذ 5 سنوات، والذي عادةً ما يُوصف بالنزاع "المنسي أو المُهمل"، وهذا رغم تعهّد المتمردين بشن المزيد من الهجمات.

وقال المتحدث باسم الانفصاليين "كابو دانيال"، في فيديو على "يوتيوب"، الخميس، أعلن خلاله مسؤوليتهم عن الرصاص والقنابل: "سنواصل تنفيذ العمليات المناهضة لكأس الأمم الأفريقية. وسوف نحافظ على كرامتنا".

من جانبها، دعت جماعات حقوق الإنسان إلى "وقف إطلاق نار كروي"، أملاً في الاستفادة من الأضواء المسلطة على البطولة.

وكتبت مجموعة الأزمات الدولية، إنّ "هدنةً من هذا النوع قد تكون بمثابة خطوةٍ أولى لإعادة بناء الثقة والمضي قدماً في المحادثات بين السلطات وبين قادة الانفصاليين، بعد سنواتٍ من سفك الدماء".

ويتنافس 24 فريقاً في البطولة، التي تقام كل عامين، وذلك على 6 ملاعب في جميع أنحاء الكاميرون، وتتواجد بعض الملاعب في مدن مثل بويا وليمبي- الناطقة باللغة الإنجليزية- حيث يضغط المتمردون من أجل إنشاء دولتهم الخاصة: أمبازونيا.

وقال الخبير الكاميروني في مجموعة الأزمات الدولية "أري إلفيس نتوي": "لن تلاحظ روح كرة القدم في هذه الملاعب، فالناس الذين يعيشون هنا- ولا يمكنهم الرحيل- يخشون أن تكون لهم أي علاقة بالكأس، نحن نحب كرة القدم، لكننا نفضل البقاء على قيد الحياة".

وقال المتحدث باسم الانفصاليين في تصريحاته: "لا تُعرِّضوا حياة جمهور كرة القدم للخطر، معتقدين أن أكثر نظامٍ فاسد في أفريقيا سيضمن سلامتهم".

وكان من المفترض أن تستضيف الكاميرون كأس الأمم الأفريقية عام 2019، لكن مسؤولي الكرة الأفريقية، رأوا أن الكاميرون لم تكُن جاهزة بسبب الاضطرابات وقلة البنية التحتية.

وحينها تدخلت مصر لاستضافة البطولة.

لهذا سارعت حكومة "بول بيا"، لإنهاء الملاعب لتجذب الانتقادات القائلة، إنّ الحكومة كان عليها التركيز أكثر على إنهاء القتال.

وبعد عامٍ من التأجيلات بسبب الجائحة، انطلقت البطولة أخيراً في التاسع من يناير/كانون الثاني بالعاصمة ياوندي، وسط إجراءات أمنية مشددة شملت قوات أمن بالآلاف.

بينما حاولت بعض الأندية الأوروبية منع لاعبيها الأفارقة من السفر إلى الكاميرون بحجة المخاوف من العنف وفيروس "كورونا"، مما أثار جدلاً كبيراً حول المخاطر التي يُواجهها الرياضيون بالفعل داخل أوروبا التي يعصف بها أوميكرون.

في يوم الافتتاح بياوندي، التقطت عدسات الكاميرات صور جماهير الكاميرون وهي تهتف وتصفق بألوان بلادها الأخضر والأحمر والأصفر.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الكاميرون كأس العالم القوات الأمنية جماعات حقوق الإنسان كأس الأمم الأفريقية متمردون