إيكونوميست: فاجنر أداة بوتين لحماية الأنظمة الديكتاتورية في أفريقيا

السبت 15 يناير 2022 06:50 م

اعتبرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية أن المرتزقة الروس من مجموعة فاجنر هم أداة الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" في حماية الأنظمة الديكتاتورية في أفريقيا. 

وأشارت المجلة إلى حدث وقع في 14 ديسمبر/كانون الأول، سلم فيه عقيد فرنسي وبطريقة رمزية مفتاحا خشبيا لقاعدة عسكرية في تمبكتو لنظيره المالي.

وتم استبدال العلم الفرنسي ذي الألوان الثلاثة الذي رفرف فوق القاعدة العسكرية منذ إرسال باريس آلافا من الجنود لمواجهة "المسلحين الجهاديين" عام 2013 بالعلم المالي.

وكان الاحتفال بمثابة حجر الأساس في الخطة الفرنسية لتخفيض نصف قواتها البالغ عددها 5100 جندي لمكافحة الإرهاب بالمنطقة، والتركيز على تدريب ودعم القوات المحلية في معركتهم ضد المسلحين الذين سيطروا على مناطق واسعة في مالي والنيجر وبوركينا فاسو.

وبعد خروج القوات الفرنسية من القاعدة بفترة قصيرة حضرت كتيبة من الروس. وكانوا كما قال مسؤول عسكري فرنسي جزءا من قوة روسية مكونة من 450 شخصا من المرتزقة العاملين في شركة فاجنر. وهي الشركة التي أنشأها "يفجيني بيرجوجين"، أحد المقربين من "بوتين".

وحصل المرتزقة كما قيل على 10 ملايين دولار في الشهر، ومعظمه بناء على عقد القتل مقابل المال، مع أن الحكومة المالية تصر أنهم مسؤولون أرسلتهم الحكومة الروسية لتدريب قوات الحكومة.

وتعلق المجلة بأن "بوتين" ليس مهتما بتحويل أفريقيا إلى منطقة ديمقراطية وأكثر سلما. وأهم ملمح للوجود الروسي هو "إغضاب" الغرب كما يقول "أوليج إجناتوف"، المحلل المقيم في موسكو لمجموعة الأزمات الدولية.

ويبدو أن "بوتين" يقوم بنشر أعداد صغيرة من المقاتلين لدعم الأنظمة الديكتاتورية المترنحة أو الحكومات الساخطة على الغرب. 

هدف مثالي

ويعتقد المسؤول الفرنسي أن روسيا تهدف إلى إخراج فرنسا وحلفائها من مالي، بحيث تكون "وحدها القادرة على استغلال ونشر التأثير"، وكيفية الرد هو "السؤال الأكبر". وجزء من المشكلة في مالي هي أنها الهدف المثالي للتأثير الروسي.

فالعقيد "أسيمي جويتا" الذي يقود البلاد إطاحته بالرئيس المنتخب منتصف عام 2020، ثم نصب نفسه رئيسا بانقلاب ثان العام الماضي. وجزء من الطغمة التي يقودها تلقت تدريبها في روسيا.

ووعد بعقد انتخابات في فبراير/شباط مع أنه قال إنه سيؤجلها حتى ديسمبر/كانون الأول 2025.

وكانت خطوة مبالغ فيها لجيران مالي أو ما يعرف بالمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، الذين أعلنوا في 9 يناير/كانون الثاني عن إغلاق حدودهم وفرضوا عقوبات مالية عليها.

وعم القرار بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة. ودعمت روسيا النظام العسكري في مالي واستخدمت الفيتو ضد قرار في مجلس الأمن لفرض العقوبات.

هزيمة الجهاديين

وترى المجلة أن روسيا تستخدم في مالي نفس الخطة التي استخدمتها في جمهورية أفريقيا الوسطى، الدولة الفاشلة التي كادت أن تنزلق في حرب إبادة عام 2013، لو لم ترسل فرنسا قواتها، وبعدما سلمت المهمة لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة سحبت قواتها عام 2016.

وفتح هذا الباب أمام "بوتين"، وبعدما عارضت موسكو في الماضي تسليح قوات الحكومة، غيرت موقفها وزودت السلاح لها. وظهر مرتزقة "فاجنر" في البلاد؛ حيث حصلت شركة مرتبطة بالمجموعة الروسية على مميزات في مناجم الذهب والماس.

ورغم اتهامات الأمم المتحدة المرتزقة الروس بارتكاب قتل وتعذيب واغتصاب، إلا أن هذا لم يطفئ حماس النظام هناك. وفي نوفمبر/تشرين الثاني جعلت الحكومة اللغة الروسية مقررا إجباريا على طلاب جامعة بانجي، العاصمة. 

وهذه هي المرة الأولى منذ الحرب الباردة يفرض فيها تعليم اللغة الروسية، خارج حدود الاتحاد السوفييتي السابق.

وتوسع روسيا من علاقاتها العسكرية مع دول الصحراء التي تعد من أكبر مستوردي السلاح الروسي. وفي العام الماضي وقعت اتفاقيات تعاون عسكري مع إثيوبيا ونيجيريا، أكبر بلدين في أفريقيا تعدادا للسكان.

ودفع إثيوبيا على التعاون هو النقد الغربي للحرب الأهلية. وأبدى قادة نيجيريا تذمرا من تعليق الولايات المتحدة صفقة سلاح بسبب انتهاكات حقوق إنسان قام بها الجيش النيجيري.

واستفادت روسيا من الاضطرابات في السودان وعقدت اتفاقية لبناء قاعدة بحرية، مع أن الاتفاقية لم تنفذ بعد.

وتعد بوركينا فاسو على قائمة روسيا المقبلة، حيث أعلنت الحكومة هناك في 11 يناير/كانون الثاني أنها أحبطت مؤامرة انقلابية. وهي من المشترين للسلاح الروسي، مثل المروحيات والمعدات العسكرية الأخرى، ولكنها أصبحت ساحة للحملات الدعائية الروسية على منابر التواصل الاجتماعي.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني، تعرضت قافلة عسكرية بشكل متكرر لتوقف بسبب متظاهرين حمل بعضهم الأعلام الروسية وهتفوا "تسقط فرنسا".

وتقول المجلة؛ إن مرتزقة فاجنر سيجدون صعوبة في هزيمة الجهاديين كما حاول الغرب من قبل. وسجل المرتزقة واضح، ففي عام 2019 أرسلت فاجنر مرتزقتها لقتال الجهاديين شمال موزمبيق. وقررت الانسحاب بعد مقتل عشرة من أفرادها، بعضهم ذبح.

وفي ليبيا قاتل حوالي 1200 من المرتزقة الروس إلى جانب الجنرال "خليفة حفتر" الذي شن حملة ضد الحكومة التي دعمتها الأمم المتحدة، لكن حملته فشلت واتهم مرتزقة فاجنر بارتكاب جرائم حرب بما في ذلك قتل السجناء والمدنيين.

وحتى لو ينجح مرتزقة فاجنر بهزيمة الجهاديين في مالي، فالعقيد "جويتا" بحاجة إليهم لحماية انقلابه (فقد نجا من عملية طعن في يوليو/تموز)، ولكن دعمه وفشلهم في هزيمة الجهاديين يحمل مخاطر تحول السكان ضدهم وضد روسيا، وفقا للمجلة. 

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

روسيا بوتين فاجنر مالي جهاديين

العشرات من مرتزقة فاجنر يغادرون أفريقيا الوسطى إلى حدود أوكرانيا

بوتين: أسقطنا ديونا بـ 20 مليار دولار عن الدول الأفريقية.. وقمحنا لها بالمجان

ماكرون يتهم بوتين بزعزعة استقرار دول أفريقيا