قال وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن"، الخميس إن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي الإيراني "أحرزت تقدما متواضعا"، وبلغت مرحلة حاسمة، لافتا إلى أنه في الإمكان إعادة إحياء الاتفاق.

ولفت "بلينكن" بعد محادثات مع نظرائه الأوروبيين: "يمكنني القول إننا شهدنا تقدماً متواضعاً في الأسابيع الأخيرة من المحادثات" الجارية في فيينا بين إيران والقوى الكبرى، وبالتالي "تقييمي بعد محادثاتي مع الزملاء، أن العودة إلى الامتثال المتبادل لا تزال ممكنة".

وأضاف: "ثمة إلحاح حقيقي والأمر بات حاليا مسألة أسابيع، لنحدد إذا كان بإمكاننا العودة أم لا إلى الامتثال المشترك للاتفاق النووي لعام 2015".

غير أن وزير الخارجية الأمريكي حذر من أنه سيكون من الضروري سلوك مسار مختلف مع طهران إذا لم يُحرز تقدم.

وكانت الولايات المتحدة قد انسحبت بشكل أحادي من اتفاق 2015 في عام 2018 إبان عهد إدارة الرئيس السابق "دونالد ترامب"، وأعادت فرض عقوبات مشددة على طهران، وهو ما دفع إيران إلى التراجع التدريجي عن العديد من التزاماتها في الاتفاق النووي.

من جانب آخر، قالت وزيرة خارجية ألمانيا "أنالينا بيربوك"، إن الوقت ينفد أمام مفاوضات فيينا، "لأن إيران تعمل -للأسف- بالتزامن مع المحادثات على تشغيل دوامة التصعيد النووي".

ولفتت الوزيرة إلى أن إيران وصلت في تخصيب اليورانيوم إلى 60%، و"هي نسبة غير مسبوقة لدولة لا تمتلك أسلحة نووية، وليس هناك تفسير معقول لهذا، كما أن إيران لم تقدم أيضا تفسيرا معقولا لهذا".

وأضافت الوزيرة الألمانية، أن الهدف ما زال الحفاظ على الاتفاق النووي ووقف تخصيب اليورانيوم، "والمفاوضات في فيينا لم تدخل في مرحلة حاسمة، بل إنها دخلت في المرحلة الحاسمة".

فيما رأى وزير الخارجية الفرنسي "جان إيف لودريان"، أنه لا يمكن للمفاوضات المنعقدة في جنيف بين القوى الكبرى وإيران أن "تمضي بهذا البطء" الذي سيجعل من إعادة إحياء الاتفاق النووي أمرا مستحيلا.

ووصف الوزير "لودريان"، التقدم الذي أحرز في المفاوضات النووي بأنه "جزئي وخجول وبطيء"، في حين لفت إلى وجود "حاجة ملحّة إلى تغيير الوتيرة، وإلا فستكون نهاية خطة العمل الشاملة المشتركة حتمية".

في الجهة المقابلة، قالت إيران قبل أيام إن جزءا كبيرا من نقاط الخلاف قد تم حله في مفاوضات فيينا النووية، وإن الاجتماعات ستستأنف يوم الاثنين، مع التركيز على إلغاء العقوبات عن طهران.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية "سعيد خطيب زاده"، إن جزءا كبيرا من نقاط الخلاف تم حله في الجولة الحالية من المفاوضات، معتبرا أن "الموضوعات العالقة مهمة، ويتطلب حلها قرارا سياسيا من جانب واشنطن".

وأضاف أن هناك مماطلة من الغرب في رفع الحظر والعقوبات، كما حمّل الحكومة الأميركية مسؤولية سياساتها، وتبعات تنصلها من التزاماتها في الاتفاق النووي وإلحاق الضرر بإيران، حسب تعبيره.

تجدر الإشارة إلى أن الاتفاق النووي مبرم بين إيران و6 قوى كبرى هي: الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، ألمانيا، ووُصف بالاتفاق التاريخي بعد سنوات من التوتر والمفاوضات الشاقة والعقوبات على طهران.

وأتاح الاتفاق رفع العديد من العقوبات التي كانت مفروضة على إيران، في مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.