أثار استهداف جماعة "أنصار الله" في اليمن، لمطار أبوظبي، مخاوف إسرائيل، التي تعالت فيها تحذيرات من أن قدرات الحوثيين باتت تهدد ميناء إيلات، جنوبي الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وحذّر "عاموس يادلين" الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، من أن الهدف القادم لجماعة الحوثيين اليمنية، قد يكون ميناء إيلات.

ولفت "يادلين"، في مقال نشره موقع قناة "12" العبرية، السبت، إلى أنّ "الحوثيين أثبتوا أنّ لديهم قدرات في كل ما يتعلّق بالترسانة الصاروخية والمسيّرات الهجومية، مما يزيد من خطورة استخدام إيران لهذه القدرات في استهداف مدينة إيلات".

وأضاف أنه "على الرغم من أنّ لدى إسرائيل قدرات استخبارية ومنظومات دفاعية أكثر تطوراً من الإمارات، إلا أنّ أحداً ليس بوسعه أن يضمن نجاح هذه القدرات في منع الحوثيين من استهداف العمق الإسرائيلي".

وحثّ "يادلين" دوائر صنع القرار في تل أبيب، على تزويد الإمارات بمنظومات دفاع جوي متطورة، بهدف تعزيز التعاون والتحالف معها.

وأشار إلى أنّ إسرائيل تحرص على عدم تزويد دول المنطقة بمنظومات الدفاع الجوي المتطورة التي تنتجها، من منطلق حرصها على الحفاظ على تفوّقها النوعي، "إلا أنّها مطالبة حالياً بإعادة النظر في هذا الموقف"، وفق قوله.

وشدد الجنرال الإسرائيلي على أنه يتوجب على تل أبيب أن تعرض على الإمارات والسعودية إمكانية تزويدها بمنظوماتها الدفاعية، على اعتبار أنّ هذا يفتح المجال لتعزيز التعاون والتحالف بين الجانبين، ويمنح الصناعات العسكرية الإسرائيلية فرصاً كبيرة من ناحية اقتصادية.

وسبق أن كشفت هيئة البث الإسرائيلية، أن حكومة تل أبيب اقتربت من التوصل إلى اتفاق توطد بموجبه "العلاقات الاستخبارية" مع أبوظبي.

وأشارت إلى أن هذا الأمر مرده الهجوم الحوثي الأخير الذي استهدف عاصمة الإمارات أبوظبي، الإثنين الماضي.

كما كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، أن الإمارات تسعى حاليا لتوسيع اعتمادها على تكنولوجيا الدفاع الجوي الإسرائيلية، حيث استشارت رؤساء الشركات التي تتخذ من إسرائيل مقراً لها والمتخصصة في مكافحة الطائرات بدون طيار، حول الحلول الممكنة لمنع هجمات مماثلة باستخدام نظام دفاع مضاد للطائرات بدون طيار.

وعقب الهجوم، عرض رئيس الحكومة الاحتلال الإسرائيلية "نفتالي بينيت"، تقديم دعم أمني واستخباراتي لدولة الإمارات.

وندد "بينيت" في رسالة وجهها لولي عهد أبوظبي الشيخ "محمد بن زايد"، بالهجوم، مؤكدا أن إسرائيل "ملتزمة بالعمل مع أبوظبي في المعركة المستمرة ضد القوى المتطرفة في المنطقة، وسنواصل الشراكة معكم لهزيمة أعدائنا المشتركين"، معلنا أنه أعطى أمرا للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية بتزويد نظيرتها في الإمارات بأي مساعدة، يمكن أن تسهم في الحماية من الهجمات المستقبلية.

وعرضت جهات أمنية إسرائيلية على أبوظبي المساعدة في عمليات التحقيق حول ملابسات الهجمات الحوثية، في إطار العمل على استخلاص العبر للحيلولة دون تعرض أبوظبي لهجمات مماثلة في المستقبل.

وتبنى الحوثيون، الاعتداء الذي استهدف أبوظبي، الإثنين الماضي، وأوقع 3 قتلى، مشيرين إلى أنهم استخدموا فيه صواريخ وطائرات مسيرة.