الحريري يستعد لإعلان مقاطعة الانتخابات البرلمانية

الاثنين 24 يناير 2022 12:22 م

من المتوقع أن يعلن السياسي اللبناني السني البارز "سعد الحريري"، الإثنين، أنه لن يخوض الانتخابات البرلمانية في مايو/أيار وأن حزبه قد يقاطع الانتخابات حسبما قال أعضاء في تياره.

وقد يصبح قرار "الحريري" زلزالا سياسيا في وقت تعاني فيه البلاد من انهيار مالي.

وشغل "الحريري" منصب رئيس الوزراء 3 مرات منذ أن ورث العباءة السياسية لوالده "رفيق الحريري" بعد اغتياله عام 2005؛ لكن رغم أنه لا يزال يعد السياسي السني صاحب أكبر قاعدة شعبية في طائفته فقد تضاءلت حظوظه السياسية في السنوات الأخيرة مع إضعاف موقعه بسبب فقدان الدعم السعودي.

ولدى وصوله إلى لبنان يوم الخميس عقد "الحريري" سلسلة اجتماعات مع أعضاء في تيار المستقبل وكبار السياسيين اللبنانيين، ومن المقرر أن يعلن موقفه عصر الإثنين.

ويأتي إعلان "الحريري" المرتقب في الوقت الذي يعاني فيه لبنان من أزمة مالية وصفها البنك الدولي بأنها واحدة من أشد الأزمات التي سجلها العالم على الإطلاق.

وفشلت النخبة الطائفية في اتخاذ خطوات لمعالجة الأزمة حتى مع سقوط غالبية السكان في براثن الفقر.

وقال النائب عن تيار المستقبل "محمد الحجار": "أتوقع أن الحريري سيعلن الإثنين عدم مشاركته في الانتخابات المقبلة، أغلب الظن أن الرئيس الحريري لن يشارك وتيار المستقبل أيضاً لن يشارك ولكن فيصل الكلام ما سيقوله الرئيس سعد الحريري غداً عند الساعة 4، وإذا كان هذا هو القرار فالخروج يكون من البرلمان والسلطة وليس من الحياة السياسية".

ويحكم لبنان نظام طائفي لتقاسم السلطة وتوزع المناصب على 18 طائفة معترف بها رسميا ويتولى منصب رئيس الوزراء سياسي سني.

ولم يصرح "الحريري" علانية بعد بأي أسباب للمقاطعة المحتملة، على الرغم من أن مصادر سياسية تقول إنه أعرب عن سخطه مما وصفه بأنه إعاقة لجهوده السابقة للحكم.

وقال نائب رئيس تيار المستقبل "مصطفى علوش" إنه "أصبح من المعروف الآن أنه لن يرشح نفسه" في الانتخابات البرلمانية، مردفا ومع ذلك، لا يزال الباقي قيد المناقشة حتى الآن".

وفازت جماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران وحلفاؤها بالأغلبية في انتخابات 2018 ويأمل خصومها في تغيير هذا الوضع في التصويت المقرر إجراؤه في مايو/أيار. 

وتقول الدول الغربية إن الانتخابات يجب أن تتم في موعدها.

ويقول بعض المحللين إن مقاطعة أكبر حركة سنية في لبنان، والتي من شأنها أن تفضي إلى حالة من الفوضى في المشهد السياسي السني، قد تؤدي إلى دعوات للتأجيل.

وتميزت السنوات الأولى من حياة "الحريري" بالمواجهة مع حزب الله وحلفائه، لكن في السنوات اللاحقة اتهمه منتقدوه بالمساومة مع الجماعة.

وتراجعت علاقاته مع السعودية، الخصم الإقليمي الرئيسي لإيران، في عام 2017 عندما تم احتجازه أثناء زيارته للمملكة وأجبر على إعلان استقالته من منصب رئيس الوزراء، وهي حادثة تم تداولها على نطاق واسع على الرغم من نفيها من قبل الرياض و"الحريري".

وابتعد "الحريري" عن المشهد السياسي اللبناني بشكل شبه كلي، منذ مغادرته إلى الإمارات قبل أشهر، حيث يقوم بمشاريع خاصة باستثناء بعض المواقف التي كان يطلقها على حسابه عبر "تويتر" ويطغى على غالبيتها طابع إدانة مواقف "حزب الله" تجاه السعودية، واعتذاره عن الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس "ميشال عون".

كما ابتعد عن تياره السياسي الذي خصّه قبل فترة قصيرة بلقاء عبر "زووم" ومن ثم لقاءات مع شخصياته السياسية خلال زيارتهم للإمارات، قبل عودته إلى لبنان، يوم الخميس الماضي.

يشار إلى أن لـ"الحريري" غيابات كثيرة، كان أبرزها عام 2011 مع إسقاط حكومته، الأمر الذي شكل ضربة قاسية لـ"تيار المستقبل"، قبل أن يعود عام 2014 ويعقد التسوية الرئاسية الشهيرة مع "عون" وصهره رئيس "التيار الوطني الحر" النائب "جبران باسيل".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الحريري الانتخابات اللبنانية لبنان أزمة لبنان حزب الله تيار المستقبل

الحريري يعلق مشاركته بالحياة السياسية ويدعو حزبه للسير على دربه 

جنبلاط: اعتزال الحريري يطلق يد حزب الله والإيرانيين بلبنان