الجارديان: الدواعش يسافرون إلى أوروبا وأمريكا عبر شبكة جوازات مزيفة

الاثنين 31 يناير 2022 04:30 م

أفاد تحقيق، نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، الإثنين، بأن تجارة الجوازات المزيفة تسمح لعناصر من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بدخول أمريكا ودول أوروبا وكندا.

وأكد التحقيق وجود سوق مزدهرة على الإنترنت متخصصة في بيع الجوازات المزيفة وعليها تأشيرات رسمية وطوابع سفر، تعطي أشخاصا على علاقات مع تنظيم "الدولة الإسلامية" فرصة للسفر إلى بريطانيا والاتحاد الأوروبي وكندا والولايات المتحدة.

وذكرت الصحيفة البريطانية أن السوق يديرها أوزبكي يعيش في تركيا، وترتبط بعلاقات مع من وصفتهم بـ"المتطرفين"، مشيرة إلى أن مدير الشبكة يبيع الآن جوازات مزورة بشكل متقن، الواحد منها  يصل ثمنه إلى 15 ألف دولار ويزعم أنها من دول مختلفة.

وكشفت الصحيفة وجود 10 حالات على الأقل قام فيها أشخاص بعبور الحدود من سوريا إلى تركيا واستخدموا الجوازات لعبور مطار إسطنبول.

تجارة الرجل الأوزبكي انتعشت بدرجة كبيرة لدرجة أنه فتح قناة جديدة على التطبيق المشفر "تليجرام"، حسبما أكدت "الجارديان"، مشيرة إلى أن نمو هكذا تجارة يعني إمكانية تسلل المتطرفين الخطيرين تحت سمع ونظر السلطات الأمنية حول العالم، حيث يهربون من مواجهة العدالة على الجرائم التي ارتكبوها في سوريا.

وفي تواصل معه، قال الأوزبكي: "لا أسأل الشخص عن الجماعة التي ينتمي إليها، وأنا مستعد للعمل مع أي شخص"، و"ليست مهمتي اكتشاف إن كان سيئا أم لا، على سلطات الأمن التعامل مع المشكلة".

وأضاف أن سقوط أفغانستان أدى لظهور سوق جديد للمهاجرين الأفغان، مع أن خدماته غالية الثمن بالنسبة للعديد من المشردين الأفغان، لكنه قال إن عملاءه يستخدمون جوازاته لركوب الطائرات باتجاه الدول الغربية ثم طلب اللجوء.

وكان المسؤولون الأمنيون قد حذروا في عام 2015 من أن تنظيم الدولة استطاع الحصول على جوازات سفر فارغة وطابعات لإصدار جوازات سفر سورية وعراقية استخدمها لإخفاء ناشطين بين مليون لاجئ فروا إلى أوروبا في ذروة أزمة اللاجئين.

وأعلن التنظيم عن سلسلة من الهجمات التي نفذت في أوروبا بعد الأزمة، منها الهجوم على مسرح باتكلان في باريس وقاعة مانشستر في بريطانيا عام 2017.

ومنذ ذلك الوقت، قامت سلطات الحدود باستثمار أموال في التكنولوجيا والموظفين المدربين على اكتشاف الجوازات المزورة.

وفي 2020، أعلنت طاجيكستان عن تغيير طاقمها ونظام إصدار الوثائق في قنصليتها بإسطنبول في محاولة للحد من استخدام الجوازات الطاجيكية المزورة.

ورد تجار الجوازات المزورة بزيادة قواعد اللعبة حيث عرضوا أنواعا من الجوازات بناء على رغبة العميل.

وأرسل الرجل الأوزبكي عددا من لقطات الفيديو عن الجوازات المتوفرة لديه منها جوازات جديدة فرنسية وبلجيكية وبلغارية وروسية، وتحمل على ما يبدو علامات مائية وهولوجرامات أصيلة. وعندما وضعت تحت ضوء أسود، ظهرت على جوازي سفر روسيين عناصر فوق بنفسجية حساسة مصممة لمنع تزوير الجواز.

وفي الوقت نفسه عندما وضع جواز سفر أوكراني على ماسح يشبه تلك المستخدمة في المطار أظهر كل المعلومات عن حامله والتي ظهرت على جهاز المراقبة.

وبحسب باعة الجوازات فمن الصعب تزوير الرقاقة البيومترية، إلا أن المسؤولين في معظم نقاط الحدود غالبا ما يلوحون لمن لا تقرأ الأجهزة جوازاتهم بالمرور ولا يقومون بفحصها.

وقال مسؤول في وزارة الأمن الوطني الأمريكية: "هناك بائع في إسطنبول متخصص ببيع الجوازات إلى عناصر تنظيم الدولة وتزويدهم بوثائق على درجة عالية من التقنية، ولديه موظفون يتحدثون العربية والروسية ولغات أخرى لكي يقدم الخدمات للزبائن من جنسيات مختلفة.

وأضاف: "نعرف أن عناصر من تنظيم الدولة يستخدمون جوازات مزورة في أوروبا ولم تنجح سلطات الأمن بالقبض عليهم".

ويشتري المقاتلون من الصفوف الدنيا في تنظيم الدولة جوازا وبالكاد، إلا أن قادة التنظيم يشترون عدة جوازات مزيفة بجنسيات مختلفة لاستخدامها في التنقل ما بين بلد وآخر، حسبما يقول بائع جوازات مزيفة روسي.

وقال البائع الذي قاتل إلى جانب تنظيم الدولة حتى عام 2015: "لم يكن معي سوى حفنة من الدولارات عندما جئت من سوريا ولهذا اشتريت أرخص جواز، جواز طاجيكي بنوعية متدنية، ولم ينجح واعتقلت في مطار إسطنبول، ثم جمعت عائلتي كمية كافية من المال لشراء جواز أفضل. ولهذا حصلت على جواز روسي أفضل وبصورتي عليه واستطعت الوصول به إلى أوكرانيا. وكان جوازا جيدا. ولم يتم توقيفي سوى مرة واحدة وأخذته الشرطة ثم أعادته لي بعد أسبوع وقالوا إن كل شيء على ما يرام. ولسوء الحظ فصلاحية الجواز ستنتهي وأبحث حاليا عن طرق لشراء آخر".

وأرخص الوثائق للذهاب إلى أوروبا هي الجوازات الروسية والقيرغيستانية والكازخستانية والتي تكلف 5 أو 6 آلاف دولار وتعتبر جزءا من نظام تأشيرة شنيجين، بحسب التحقيق، الذي أشار إلى أن الوثيقة الأوكرانية والمولدوفية هي أعلى ثمنا؛ لأنها تسمح بحرية حركة في أوروبا، والخيار الأغلى هو جواز الاتحاد الأوروبي الذي يكلف 8000 دولار أحيانا ويطلبه غربيون وعرب ممن لديهم معرفة قليلة بالفرنسية ويستخدمونه لدخول فرنسا عبر بلجيكا.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

أوروبا أمريكا تنظيم الدولة