قال رئيس الوزراء الإسرائيلي "نفتالي بينيت" إن منظومة جديدة تعمل بالليزر للتصدي للصواريخ والطائرات المسيرة التي قد يطلقها الفلسطينيون أو جماعات موالية لإيران على دولة الاحتلال، ربما سيبدأ تشغيلها في غضون عام، متعهدا بأن "تقلب هذه المنظومة المعادلة لحماية إسرائيل بشكل أكثر فعالية وأقل تكلفة".

وقدم "بينيت"، في كلمة ألقاها أثناء افتتاح المؤتمر السنوي لمركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، قبل يومين، هذا المشروع الذي سيسمح، بحسب قوله، "على المديَين المتوسط والطويل بإحاطة إسرائيل بجدار من الليزر يحميها من الصواريخ والطائرات المسيّرة والتهديدات الأخرى".

وفي يوليو/تموز الماضي، توقع مسؤولون إسرائيليون، عندما كشفوا عن نماذج أولية لصواريخ اعتراضية تستخدم أشعة الليزر لإحداث تسخين هائل للطائرات المسيرة القادمة وأنواع الصواريخ التي يحبذ استخدامها "المسلحون المدعومون من إيران"، بأن مثل هذه النظم ستكون جاهزة للاستخدام في عام 2025، بحسب "رويترز".

لكن "بينيت" أعلن عن مدى زمني أقل من ذلك بكثير، وأكد أنها ستكون جاهزة خلال عام، وقال "ستنقلب الآية، سيستثمرون الكثير وسنستثمر القليل".

وكان "بينيت" يتحدث عن جهود إسرائيل للتصدي لما ترى أنها مساع إيرانية لتطويقها بمسلحين قادرين على شل البنية التحتية الإسرائيلية بوابل من المقذوفات القليلة التكلفة.

وقال: "في غضون عام ستشغل قوات الدفاع الإسرائيلية بالفعل نظام اعتراض يعمل بالليزر، تشغيلا تجريبا أولا قبل استخدامه في العمليات في الجنوب أولا ثم في الأماكن الأخرى".

من جهته، أوضح رئيس قسم البحث والتطوير في وزارة الدفاع الإسرائيلية "يانيف روتيم" أن المنظومة الجديدة التي تعمل بالليزر ويتمّ تثبيتها على متن طائرة مدنية صغيرة، تتيح استهداف أي جسم طائر بما في ذلك "الطائرات المسيرّة والقذائف والصواريخ والصواريخ البالستية".

وشرح "روتيم" للصحفيين أن هذه التكنولوجيا التي صمّمتها وزارة الدفاع وشركة "إلبت سيستمز" (Elbit Systems)  الإسرائيلية، تستخدم تقنيات الجيش للرصد الجوي ثمّ تطلق شعاع ليزر بقدرة 100 كيلوواط في اتجاه الهدف.

وأوضح أن نظام "القبة الحديدية" للدفاع الصاروخي المستخدم حاليًا يكلّف عشرات آلاف الدولارات، مشيرًا إلى أن التقنية الجديدة ستسمح بتقليص التكاليف وتعزيز أمن إسرائيل.

وأكد بينيت أن "مع خيار اعتراض صاروخ بمجرّد شعاع كهربائي يكلّف بضع دولارات، سنتمكن من إزالة التهديد الإيراني على حدودنا".

وأشار إلى أن هذه التقنية يمكن أن تخدم دولًا أخرى في المنطقة "معرّضة أيضًا للتهديدات الخطيرة من جانب إيران وحلفائها".

وسبق أن تحدث مسؤولون عسكريون إسرائيليون عن التكلفة الباهظة لتشغيل منظومة "القبة الحديدية" للتصدى لصواريخ المقاومة الفلسطينية في غزة، حيث يتكلف كل صاروخ اعتراضي إسرائيلي آلاف الدولارات لإسقاط صاروخ فلسطيني مصنوع بإمكانيات محلية في غزة.

وعمدت المقاومة الفلسطينية، خلال الحرب الأخيرة في غزة، والتي أسماها جيش الاحتلال بـ"حارس الأسوار"، إلى إطلاق أعداد كبيرة من الصواريخ بشكل متزامن، مما شكل إرهاقا لـ"القبة الحديدية" واستنزافا سريعا لمخزونها من الصواريخ الاعتراضية باهظة الثمن، ليفكر جيش الاحتلال بتسريع تشغيل منظومة الليزر المرتقبة.