رجحت وكالة "بلومبرج" حصول الجزائر على مزايا مادية ودبلوماسية كبيرة في قارة أوروبا حال إقدام روسيا على غزو أوكرانيا، لكنها حذرت في الوقت ذاته أن ذلك يخاطر بتقويض خطط إقامة علاقة أعمق بين الدولة المغاربية وموسكو.

وذكرت الوكالة أن غزو روسيا لأوكرانيا قد يتسبب فى أزمة طاقة فى أوروبا، وربما تكون الجزائر بديلا مناسبا لروسيا لتوفير الغاز للقارة العجوز.

ولفتت إلى أن الجزائر هي المورد الرئيسي للغاز إلى إيطاليا وإسبانيا وأكبر مصدر للطاقة للاتحاد الأوروبي بعد روسيا والنرويج، وتستطيع الدولة المغاربية أن توفر حلا مناسبا لأزمة الطاقة في أوروبا حال اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية. 

وعقبت "بلومبرج" أن هذه الخطوة ستؤدي إلى إنعاش خزائن الجزائر وسوف تمنحها نفوذًا دبلوماسيًا في أوروبا، لكنها قد تؤدي أيضا إلى اضطراب العلاقات المتنامية مع روسيا.

ونقلت الوكالة عن المحلل بشؤون الطاقة "سيريل ويدرسهوفن" إن مساعدة الجزائر أوروبا "أمر منطقي" لكنه سيضع الدولة العربية في موقف صعب مع روسيا.

وأضاف: "إذا أرادت الجزائر أن تظل مصدرًا رئيسيًا للطاقة في أوروبا، فإن ذلك يخاطر بتقويض خطط إقامة علاقة أعمق مع موسكو".

ويستورد الاتحاد الأوروبي نحو 40% من احتياجاته على صعيد موارد الطاقة من روسيا، وتعمل واشنطن مع حلفائها على البحث في الأسواق العالمية عن مصادر بديلة.

وقال "ويدرسهوفن" إن الجزائر يمكنها زيادة إمدادات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، لكن الكميات المتاحة لن تقترب من سد الفجوة الناجمة عن توقف الإمدادات الروسية.

وفي أواخر أكتوبر/ تشرين الأول، أغلقت الجزائر خط أنابيب غاز رئيسي إلى إسبانيا كان يمر عبر المغرب بعد تصاعد الخلاف مع المملكة المجاورة في شمال أفريقيا حول علاقاتها مع إسرائيل وحول مطالبات المغرب بالسيادة على الصحراء الغربية. 

ومع ذلك، تمكنت الجزائر من الحفاظ على استقرار الإمدادات إلى إسبانيا عبر طرق أخرى.

كما أدى الخلاف إلى قطع الغاز الجزائري الذي كان يستقبله المغرب، ما قد يؤدي إلى توفير نحو مليار متر مكعب سنويا.