دبلوماسي أمريكي: قطر صديق قريب وحليف استراتيجي منذ 50 عاما

السبت 5 فبراير 2022 05:38 ص

أكد مسؤول أمريكي بارز، أن قطر "صديق قريب وحليف استراتيجي للولايات المتحدة منذ 50 عاما واستضافت قوات أمريكية منذ عدة سنوات كذلك"، معلقا على وصف "بايدن" قرار تصنيف الدوحة حليفا رئيسيا من خارج حلف الشمال الأطلسي "ناتو" بأنه "تأخر كثيرا".

وقال نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الخليج "دانييل بنايم"، في حوار مع قناة "الحرة: "عملنا يداً بيد في قضايا تتعلق بأمننا القومي والأمن الدولي وأمن الخليج مع القيادة الأمريكية الوسطى".

والثلاثاء، أبلغ الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، الكونجرس رسميا، بتصنيف قطر حليفا رئيسيا من خارج حلف شمال الأطلسي "ناتو"، لافتا إلى أن هذا التصنيف هو "اعتراف بمصلحتنا الوطنية في تعميق التعاون الدفاعي والأمني معها".

وحول توقيت القرار، قال "بنايم": "ما رأيناه خلال العام الماضي، هو أن كل دول الخليج هبت على نطاق واسع لمساعدة الولايات المتحدة في عملية الإخلاء من أفغانستان".

وتابع: "عندما انتهى هذا العمل كانت مسألة شرفنا الوطني أننا كنا قادرين على مساعدة الأفغان الذين ساعدوا الأمريكيين على العثور على الأمان في الولايات المتحدة وبدء حياة جديدة، وإخلاء أمريكيين وآخرين من دول ثالثة الذين كانوا جزءاً من الجهد الدولي في أفغانستان، وكان عليهم الخروج من أجل سلامتهم".

وزاد المسؤول الأمريكي: "كل الدول كانت مساعدة في هذا الجهد، ولكن لم يكن أحد أكثر مساعدة من قطر، منذ البداية التزمت بالعمل عن قرب مع الولايات المتحدة وساعدت على العمل على تسهيل عملياتنا الدبلوماسية قبل وخلال وبعد سقوط كابل".

وأوضح أن "قطر فتحت أراضيها بسخاء أمام عملية الإخلاء الضخمة المستمرة والمتواصلة، وعملت ذلك بروح من الشراكة والصداقة يحتذى بها".

وتابع "بنايم" أن ذلك "يتطابق فعلاً مع روح القانون وكذلك مع الحليف الرئيسي من خارج الناتو، والتي هي تعبير في القانون الأمريكي يوفر فوائد إضافية في مجال التعاون الأمني والدفاعي، وأكثر من ذلك إنه اعتراف بدول لها شراكات طويلة وقيمة مع الولايات المتحدة".

واستطرد: "قطر هي بالتأكيد كذلك، وقد أظهر اللقاء هذا الأسبوع بين الرئيس والأمير (تميم بن حمد آل ثاني) بأن علاقاتنا في أعلى المستويات".

وشهد لقاء "بايدن - تميم"، إجراء محادثات تشمل ملفات ثنائية وقضايا إقليمية ودولية، بينها الملف الأفغاني والأمن الإقليمي وضمان استقرار إمدادات الطاقة العالمية، مع تصاعد المخاوف من قطع إمدادات الغاز الروسية عن أوروبا على خلفية الأزمة المتصاعدة بين روسيا وأوكرانيا.

ويعد الأمير "تميم" أول زعيم دولة يزور واشنطن عام 2022، وتتزامن زيارته مع الذكرى الخمسين لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين عام 1972.

وكانت قطر طلبت الحصول على طائرات من دون طيار وطائرات "إف-35" طلبتها من قبل، لكن "بنايم" قال إن هذا التصنيف لن يؤثر على هذه المبيعات بالتحديد، التي ما زالت قيد الدراسة.

ولكن ما يفعله، حسب المسؤول الأمريكي، هو "تسهيل التعاون في مجالات عديدة بين قطاعي الدفاع في البلدين وأنواع أخرى من المبيعات، ولكن هذه المبيعات ما زالت قيد الدرس".

ويأتي تصنيف قطر حليفا رئيسيا دون قرار مماثل لباقي بلدان الخليج خاصة السعودية والإمارات، لكن "بنايم" أوضح تعليقا على ذلك أنه "من العدل القول إنه سنتطلع إلى سبل مناسبة لكل دولة للاعتراف بقيمة شراكتنا مع كل دولة من هذه الدول وتعزيزها وتقويتها.. وسنواصل عمل ذلك مع كل بلد في الخليج".

وأضاف المسؤول قوله: "حليف رئيسي من خارج الناتو، هو أحد هذه الأدوات وهناك أدوات أخرى، وكل واحدة من هذه العلاقات مهمة جداً للولايات المتحدة وكل علاقة مختلفة".

وزاد: "كانت زيارة أمير قطر إلى واشنطن فرصة لتقرير السير بالتصنيف".

وعن موقف السعودية والإمارات من هذا التصنيف، قال "بنايم"، إنه لم يسمع بعدم رضا البلدين، مضيفا: "لكن ما أعتقد أنه من المنصف القول إننا سنعمل مع كل بلد للتأكد من أنه يشعر بالاعتراف والتقدير من قبل الولايات المتحدة".

وتابع: "في وضع السعودية والإمارات هذا يشمل عملا يوميا وساعة بساعة للتأكد من أنهما آمنين من تهديد صواريخ ومسيرات الحوثيين".

وردا على الانتقادات من البعض بسبب دعم قطر لحماس والقاعدة وطالبان وبسبب علاقاتها مع إيران، أوضح "بنايم"، أن "هناك عملا مع قطر، ونجري محادثات مكثفة حول كل واحدة من هذه العلاقات".

وتابع: "صحيح أنه لدى قطر علاقات مختلفة عن الولايات المتحدة، ننخرط بشكل مكثف مع قطر للتأكد من أن هذه العلاقات تسير بطريقة نرتاح إليها بشكل متبادل. والاستفادة من علاقة قطر مثلا مع طالبان عبر تكليفها برعاية مصالحنا والانخراط في دبلوماسية ضرورية".

واستطرد: "لقد رأينا نفس الأشياء عندما تعلق الأمر بالقتال الذي وقع بين إسرائيل وحماس في وقت سابق من العام الماضي والسعي نحو وقف إطلاق النار".

وأضاف "بنايم": "من المهم أن يتم التعامل مع هذه العلاقات الفريدة بشكل مسؤول، ولدينا حوار جيد جداً مع قطر حول كيفية القيام بذلك".

وتطرق المسؤول الأمريكي، لهجمات الصواريخ والمسيرات على الإمارات، وعن أي دور لإيران في ذلك، وأوضح أن "هذه الهجمات غير مقبولة تماماً. إنها تعرض للخطر عشرات الآلاف من الأميركيين في السعودية والإمارات".

وقال إن "الهجمات استهدفت مدارس وجوامع ومباني وبنى تحتية مدنية. إنها غير مقبولة على الإطلاق. ونعمل بشكل مكثف وبشتى الوسائل الممكنة مع شركائنا للتأكد من أن لديهم ما يحتاجونه للدفاع عن أنفسهم إلى أقصى حد ممكن من المسؤولية".

واستطرد: "ترى ذلك الآن من خلال إرسال قوات عسكرية إلى الإمارات في الأيام الأخيرة ومدمرة وحاملة صواريخ موجهة يو أس أس كول وجيل خامس من الطائرات".

وعن التقارير التي تقول إن الموجة الأخيرة من المسيرات ضد الإمارات انطلقت من العراق، أوضح "بنايم"، أنه علم بهذه التقارير، مشيرا إلى أن "هذه التقارير تؤكد مخاوفنا الكبيرة من أن إيران تلعب دوراً مدمراً وسلبياً في ما يتعلق بالأمن الإقليمي".

وتابع: "هذا ما نراه في اليمن دائماً عبر توفير المعدات الإيرانية للحوثيين وغيرها من أشكال الدعم، إنه قلق متواصل، وإذا كانت التقارير صحيحة فهذا سيكون تطورا إضافيا مقلقا حيال ديناميكية نحن على علم جيد بها ونعمل للرد عليها".

والأربعاء، أعلنت الولايات المتحدة، أيضا، أنها قررت إرسال مساعدات عسكرية إلى الإمارات لتوفير دعم إضافي ضد هجمات الحوثيين.

وسترسل واشنطن إلى أبوظبي "المدمرة حاملة الصواريخ الموجهة للبحرية الأمريكية (يو إس إس كول) للتعاون مع البحرية الإماراتية، إضافة إلى طائرات مقاتلة من الجيل الخامس".

والإثنين الماضي، قال الحوثيون إنهم استهدفوا أبوظبي ودبي بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة، فيما أعلنت وزارة دفاع الإمارات اعتراض وتدمير صاروخ باليستي أطلقته الجماعة تجاه أراضيها "دون وقوع أية خسائر".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قطر أمريكا أفغانستان حليف أمريكي إجلاء الأمريكيين العلاقات القطرية الأمريكية

قطر والناتو يبحثان في بروكسل العلاقات الثنائية

رسميا.. بايدن يعلن تصنيف قطر حليفا رئيسيا للولايات المتحدة من خارج الناتو