استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

المصلحة العامة .. وضرورة الحوار

السبت 5 ديسمبر 2015 07:12 ص

مما لاشك فيه أن ثورة يناير 2011 في مصر قد توحد الكل معها وفيها. وهذا أحد أسباب نجاحها. ثم حدث لها ما حدث، فقامت حركة 30 يونيو من الشعب ثم 3 يوليو من الجيش. ثم جاءت أخيراً مبادرة بعقد حوار يحتكم إليه لمعرفة ماذا يريد الشعب. فهذه يمكن أن تحسم الخلاف بين الثورة ومعارضيها.

والحوار لا يخاف منه إلا من يعلم أن الشعب ليس معه. وهو اقتراح قادر على توحيد الجبهة الداخلية. وتحسين صورة الجبهة الخارجية. فلا يتغير شيء في الخارج إن لم يتغير في الداخل أولاً.

الآن قد تعلم الجميع من الدرس. فالسياسة تواجه بالسياسة. تعلموا أن مهمتهم في الدفاع عن مصالح البلاد وليس الدخول في معاركهم السياسية، فالأهم هو الملفات الاجتماعية والاقتصادية، تحديد الأسعار، وتوزيع الخضراوات، ورصف الطرق، وبناء شبكات المياه والصرف الصحي.

لا يسير الحكم بمنطق «إما... أو» على التبادل، بل بمنطق «معاً». الحكم ائتلاف ووفاق، وليس أغلبية وأقلية قد تأتي بشراء الأصوات والمصالح الشخصية. فقد خطت التجربة التونسية في الديمقراطية لهذا السبب. وبذلك يمكن توحيد الجهود ضد العدو الأول للأمة العربية وهي إسرائيل، التي ما زالت تحتل أراضي عربية منذ سبعين عاماً.

وهي المستفيد الأول من الصراعات الداخلية في الأقطار العربية وتفتيت شعوبها طائفياً ومذهبياً وعرقياً حتى تبقى هي وحدها الدولة القومية الواحدة ليهود العالم الأربعة عشر مليوناً. أصبح نصفهم تقريباً في إسرائيل. 

وتصبح الدولة القوية نموذجاً لدول «الربيع العربي» بعد أن فرقته القوميات والطوائف والمذاهب الداخلية.

كما أنه يغير المزاج العربي من حالة الإحباط إلى الرغبة في المشاركة السياسية من جديد بعد أن أظهرت الانتخابات الأخيرة أن الصوت الحقيقي هو الامتناع عن التصويت. وهو اقتراح ضد اليأس بعد أن شارك المواطن في عدة انتخابات سابقة منذ خمس سنوات والنظام السياسي لم يستقر بعد. وهي مبادرة ضد الفشل بعد محاولات المصالحة والحوار غير الناجحة.

إن حرية الرأي ليست جريمة. وما دام الشعب منقسماً فإن الحوار هي الذي يقرر أي تيار له الأغلبية وقادر على التحالف مع الأقلية في برنامج اجتماعي سياسي مشترك. والتعبير عن حرية الرأي بصراحة أفضل من السعي إلى المناصب البرلمانية أو الشهرة الإعلامية.

وقد يأتي الاتهام بالخيانة الوطنية التي تقارب الخيانة العظمى من الوصوليين الذين يظنون أنهم بمعارضة اقتراح الحوار إنما يدافعون عن النظام، وكأننا لم نتعلم من تجربة النظام السابق الذي بقي بالغش والتزوير ثلاثة عقود من الزمن حتى جرفته الثورة الشعبية في يناير 2011.

وبعض ما يقال الآن ليس صحافة وليس جدلًا صحفياً. وليس سياسة مضادة للسياسات القائمة وأنصارها من المثقفين، قانونيين، وفنانين، بل هو تطوير للنظرية السياسية في كيفية تدبير الشأن العام. ولا يشير إلى واقعة خاصة أو أشخاص معينين بل هو موقف نظري خالص، دفاعاً عن حرية الرأي والسماح لأكبر قدر من التعددية السياسية.

وتقديم رأي مقابل للنظام. فتعارض الآراء مقدمة لإثبات صحتها. فالحق متعدد. والاجتهادات فيه كثيرة. وليس طعناً في أحد أو تأييداً لأحد، بل هو دفاع عن حق الاختلاف. هو ابتعاد عن منطق «الفرقة الناجية» التي تحمل الرأي الصحيح، ودفاع عن تعدد الفرق وضرورة الحوار بينها. والتعاون لتحقيق المصلحة العامة.

والدعوة إلى حوار ليست جريمة ولا خيانة عظمى أو صغرى بل هي رأي حر في لحظة يتعين فيها التعبير وفق حرية الرأي. وهي ليست بدعة.

فكثيراً ما لجأت إليها الدول حتى تحمي نفسها من الانشقاقات التي قد تنتهي إلى حروب أهلية بين القوى المتصارعة كما يحدث في ليبيا واليمن وسوريا والعراق. وحفظ الله مصر من هذا المصير. 

لماذا لا يبدأ حوار علني الآن وطرح جميع الآراء. والحوار العلني أفضل من الحوار الصامت وحديث النفس أو الحديث السري بين المهمومين بقضايا الوطن.

  كلمات مفتاحية

مصر ثورة 25 يناير التعددية السياسية الحروب الأهلية