سلاح إسرائيلي على أبواب الإمارات.. قوة ردع أم تأجيج لنيران الحوثي؟

الأربعاء 9 فبراير 2022 07:43 م

يسابق التعاون الأمني الإسرائيلي الإماراتي الزمن، على أصعدة عدة، منذ تكثيف جماعة الحوثي اليمنية هجماتها على أبوظبي الشهر الماضي، وسط توقعات بأن تحصل الإمارات قريبا على أنظمة القبة الحديدة الدفاعية الإسرائيلية.

وبحسب مراقبين، فإن الهجوم الذي شنه الحوثيون على أبوظبي في 17 يناير/كانون الثاني، والذي تسبب في مقتل 3 أشخاص، حفز التعاون الأمني بين الإمارات وإسرائيل.

عروض دفاعية

فبعد هذا الهجوم، أرسل رئيس الوزراء الإسرائيلي "نفتالي بينيت" رسالة إلى ولي عهد أبوظبي الشيخ "محمد بن زايد آل نهيان" أكد فيها أن بلاده ملتزمة بالعمل عن كثب مع الدولة الخليجية ضد التهديدات الإقليمية المشتركة، وعرض في رسالته التعاون الأمني لصد هجمات الحوثي.

كما زار الرئيس الإسرائيلي "إسحاق هرتسوج" الإمارات والتقى قادتها في زيارة تطرقت بالأساس إلى سبل التعاون الأمني والعسكري والاقتصادي بين البلدين.

وتبنى الحوثيون 3 هجمات استهدفت الإمارات في يناير/كانون الثاني، بينها هجوم نفذ بواسطة طائرات مسيّرة وصواريخ وأوقع 3 قتلى في أبوظبي.

وإزاء تصاعد التوتر في المنطقة، أعلنت الولايات المتحدة نشر بارجة ومقاتلات في أبوظبي لمساعدة الدولة الخليجية.

ومنذ تلك الهجمات، تعمل الإمارات وإسرائيل وفق صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، على تسريع جهود التعاون الأمني والاستخباراتي فيما بينهما. ونقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين على القضية القول إن البلدين يناقشان طرقا جديدة لحماية الإمارات من تلك الهجمات، "بما في ذلك بيع أنظمة دفاع جوي إسرائيلية متقدمة".

وأشارت الصحيفة إلى أن الإمارات "رحبت سرا بالعروض الإسرائيلية للمساعدة العسكرية في الوقت الذي تحاول فيه مواجهة سلسلة من الهجمات الصاروخية وهجمات الطائرات بدون طيار".

زيارات أمنية

جهود التعاون الأمني بين إسرائيل والإمارات لم تقف عند حد الدعم عبر التصريحات المتبادلة بين البلدين الذين طبعا علاقاتهما منذ 15 شهرا، ولكنها تخطت ذلك إلى التنسيق الأمني الفعلي.

فقبل أيام، كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي، أن "مسؤولي دفاع إسرائيليين زاروا الإمارات العربية المتحدة الأسبوع الماضي لمناقشة المساعدة الدفاعية والاستخباراتية المحتملة في أعقاب هجمات الحوثيين الأخيرة التي استهدفت الدولة الخليجية".

وأوضح الموقع أن المسؤولين الإسرائيليين التقوا بمسؤولين عسكريين إماراتيين في أبوظبي، وقالوا إن الدولة الخليجية بحاجة إلى المساعدة في مجال دفاعها الصاروخي وتكنولوجيا مكافحة الطائرات بدون طيار.

القبة الحديدية

تلك الزيارة المعلنة وربما غيرها الكثير غير المعلن، يبدو أنها أثمرت بالفعل عن شبه اتفاق بخصوص نظام القبة الحديدية الإسرائيلية.

وفي هذا الصدد، قال موقع "تايمز أوف إسرائيل" قبل أيام، إن تقريرا للقناة الـ13 الإسرائيلية أشار إلى أن هناك "مباحثات جارية لبيع عدد من أنظمة التسليح للإمارات، التي يمكنها التحذير من الصواريخ واعتراضها".

وذكر أن بيع نظام "القبة الحديدية" للإمارات قد يمثل "بدايات نظام دفاع إقليمي من شأنه أن يساعد في إعطاء إسرائيل تحذيرا مسبقا من أي هجوم محتمل من جانب طهران".

لكن التقرير أكد أن إسرائيل لم تتخذ قرارا بعد بشأن بيع هذا النظام إلى الإمارات أو السعودية.

وصممت إسرائيل نظام "القبة الحديدية" لتدمير الصواريخ قصيرة المدى وقذائف المدفعية والطائرات دون طيار التي تستهدف المناطق المأهولة بالسكان، وهو مصمم للعمل في جميع الأحوال الجوية.

ويستطيع الصاروخ اعتراض قذيفة من مسافة 4 إلى 70 كيلومترا. ويمكنه تحديد ما إذا كانت الصواريخ المعادية ستسقط في مناطق مفتوحة أو مراكز مدنية، وبالتالي اختيار ما إذا كان سيتم اعتراضها.

عقبات في الطريق

ورغم الإعلان رسميا عن استعداد إسرائيل تقديم المساعدة الأمنية والاستخباراتية للإمارات للتصدي لهجمات وتهديدات جماعة الحوثي، فإن هناك بعض العقبات قد تحول دون إتمام بعض الصفقات العسكرية الدفاعية.

إذ كشفت صحيفة "معاريف" النقاب عن رفض الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بيع الإمارات منظومات دفاعات جوية، أبرزها "القبة الحديدية" و"مقلاع داود".

ووفقا لصحيفة "معاريف"، رفض الجانب الإسرائيلي بيع الإمارات المنظومات الدفاعية على الرغم من قيمة الصفقة التي تقدر بـ3.5 مليار دولار، والتي من الممكن أن "تقلل من تكلفة إنتاج هذه المنظومات، وتوفر الكثير من فرص العمل للصناعات العسكرية الإسرائيلية".

وعزت التقديرات الأمنية الإسرائيلية هذا الرفض إلى الخشية من تسريب معلومات تكنولوجية وعسكرية بشأن صناعة وتطوير المنظومات الدفاعية الجوية الإسرائيلية وهي "القبة الحديدية" و"مقلاع داود"، إلى أطراف أخرى، في إشارة إلى إيران التي بدأت هي والإمارات في اتخاذ خطوات تطبيعية مؤخرا، والتي تُوجت بزيارة مستشار الأمن القومي الإماراتي "طحنون بن زايد" إلى طهران مؤخرا.

وفي الوقت نفسه، نقلت "معاريف" عن المحلل العسكري الإسرائيلي "ألون بن دافيد"، أن إسرائيل أعطيت فرصة أخرى لتقديم إمداد سريع لأنظمة الدفاعات الجوية والصواريخ الاعتراضية والرادارات، حيث إن تركيب رادارات إسرائيلية متطورة في الخليج يمكن أن يكون حجر الزاوية لبناء نظام دفاع إقليمي قرب إيران، ما يتيح لإسرائيل تحذيرا مبكرا من أي عمليات أو هجمات قد تنطلق من طهران.

العقبة الإيرانية

وعلى الجانب الآخر من الصورة، يرى مراقبون أنه في حال إتمام الصفقة وحصول الإمارات على أنظمة دفاعية إسرائيلية، فإن ذلك قد يؤجج غضب الحوثيين ومن قبلهم إيران، التي تعتبر إسرائيل عدوها الأول بالمنطقة.

هؤلاء المراقبون استندوا في تحليلهم إلى ما جاء في اتصال هاتفي قبل أسبوع بين وزير الخارجية الإيراني "حسين أمير عبداللهيان" ونظيره الإماراتي "عبدالله بن زايد".

وفي هذا الاتصال، أكد "عبداللهيان" أن الوجود الإسرائيلي في المنطقة يشكل تهديدا للجميع، مشيرا إلى ضرورة بذل الجهود لمنع إسرائيل من الحصول على موطئ قدم في المنطقة.

والأحد، أعلن قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال "كينيث ماكينزي" أن بلاده زودت الإمارات "بواحد من أفضل رادارات المراقبة في العالم".

جاء ذلك في إثر وصوله إلى الإمارات، الأحد؛ لبحث جهود تعزيز التعاون الدفاعي بين بلاده وأبوظبي في أعقاب الهجمات التي شنتها جماعة الحوثي في اليمن ضد منشآت في الإمارات.

وشدد "ماكينزي" على أن مقاتلات "إف-22" ستزود الإمارات "بواحد من أفضل رادارات المراقبة في العالم"، القادرة على تحديد الأهداف، ومنها صواريخ كروز الهجومية البرية والطائرات المسيرة.

وكانت الإمارات قد أعلنت في أعقاب الهجمات التي تعرضت لها مؤخرا عن رغبتها في تحديث دفاعاتها، رغم أن لديها بالفعل "واحدة من أكثر شبكات الدفاع الجوي تطورا".

وتمتلك الإمارات نظام الدفاع الجوي "ثاد" المخصص للدفاع الجوي من ارتفاعات عالية، وكذلك نظام "باتريوت" الأمريكي، ونظام "بانتسير" الروسي وجميعها أنظمة دفاع متقدمة.

ومنذ القرار التاريخي للإمارات وإسرائيل، في 2020، بتطبيع العلاقات، اتخذ البلدان سلسلة إجراءات لتعزيز العلاقات  الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الإمارات إسرائيل الحوثي القبة الحديدية رادارات الحوثيين بن زايد نفتالي بينيت إسحاق هرتسوج

ماكينزي: أمريكا ستساعد الإمارات على تجديد دفاعاتها

لماذا تتردد إسرائيل في مساعدة الإمارات ضد الحوثيين؟

إسرائيل والخليج.. هل تفتح التطورات الأخيرة الباب أمام شراكة أمنية واسعة؟

بنك المشرق الإماراتي يستخدم تكنولوجيا إسرائيلية لرصد الجرائم المالية

وزير الاستخبارات الإسرائيلي: مستعدون لمساندة السعودية والإمارات ضد الحوثيين