أبرز جزاري محاكم الأسد.. وفاة سفاح سوريا فايز النوري

الجمعة 11 فبراير 2022 05:37 ص

توفي الخميس، "فايز النوري"، الرئيس السابق لمحكمة أمن الدولة في سوريا والشهير بأحكام الإعدام التي كان يصدرها بحق كل من يعارض نظام "حافظ الأسد".

وقالت شبكة "فرات بوست"، إن "النوري" (ابن لبوبة)، توفي مساء الخميس في دمشق، بعدما قضى السنوات الأخيرة من عمره، وهو يعاني من الشلل النصفي.

فيما تداولت حسابات أخرى صورة لنعي "النوري"، الرئيس التاريخي لمحكمة أمن الدولة، منذ أواخر سبعينات القرن الماضي، وحتى صدور قرار حلها في 21 أبريل/نيسان 2011.

خلال تلك الفترة، كان "النوري" يتباهى علناً بأنه الشخص الذي أصدر أكبر عدد من أحكام الإعدام والمؤبد بالسوريين ويلقب بـ"قراقوش أمن الدولة"؛ لكثرة أحكامه الجائرة التي قتلت آلاف السوريين الأبرياء والمعارضين لنظام "حافظ الأسد"، ومقصلة الأخير التي سلّطها على رقاب السوريين كرئيس لمحكمة أمن الدولة العليا "سيئة الصيت".

و"فايز النوري" أو "ابن لبوبة" كما يفضل أهالي محافظة الدير التي ينحدر منها نعته تحقيراً واستخفافاً، ظهر من قبل بصورة قال متناقلوها إنه "عاجز مشلول معزول منبوذ يتمنى الموت ولا يدركه".

وقبل صورته تلك، كان آخر ظهور له في إعلان لبرنامج يحمل نفس اسم محكمته "أمن الدولة" عام 2019، يتبجح بالإعدامات التي نفذها ومحاكمة كل من يعارض حزب البعث.

وقال: "في فترة أعدمت 19 شخصاً" دفعة واحدة، واعترف أن المحكمة التي كان يرأسها لبتر رؤوس السوريين أسست مع بداية حكم "حافظ الأسد"، لأغراض سياسية أهمها المحافظة على "حزب البعث"، وأشاد بما يرتكبه نظام "الأسد"، من مجازر بحق السوريين.

وحسب المعارض والمعتقل السابق "صلاح الدين الحموي"، فقد ذاع صيت "النوري" في أول محاكمة علنية أجراها عام 1979 كرئيس لـ"محكمة أمن الدولة" وأعدم خلالها 17 سورياً دفعة واحدة، كان من بينهم "جهاد ذباح البقر" و"مهدي علواني".

وتذكر بعض المصادر، أن الأخير رد على "النوري"، عندما سأله إذا ما كانوا يريدون اغتياله، فأجاب "علواني"، وهو يبتسم: "لا.. لأنك مجرد صعلوك تافه وحذاء عند رئيسك ليس لك قيمة عندنا".

وكان "النوري"، وفقاً لـ"الحموي"، مشاركاً قبل ذلك في المحاكمات التي سبقت تأسيس محكمة أمن الدولة (في سبعينيات القرن الماضي)، إلا أنه ونتيجة للمحاكمة العلنية المشهورة أصبح رئيساً لدولة الإعدام.

وكان له اليد المطلقة بإصدار الأحكام التي يراها خلال دقائق ووفقاً لمزاجيته، دون محاكمات حقيقية، وفق مراقبين.

وفي دير الزور ذات الطبيعة العشائرية، يكنى الرجل بأمه للإشارة إلى أنه ليس من نسب معروف؛ بغرض التحقير والازدراء.

ويكشف مصدر محلي سبب نعته بـ"ابن لبوبة" من قبل أهالي محافظة دير الزور، كناية بأمه "لبيبة علاوي"؛ الأمر الذي جعله يحقد على دير الزور وأهلها ويضاعف أحكام من يقع بين يديه من أبنائها، عدا عن أنه كان على اطلاع وداعم لعمليات ميليشيا "حافظ الأسد" ومخابراته في قمع الحراك السلمي في دير الزور.

نشأ "النوري" في عائلة مغمورة إلى أن أصبح مدرساً يتنقل بين مدارس ريف دير الزور، قبل أن ينتسب إلى "حزب البعث"، وتجمعه أحد الاجتماعات الحزبية بـ"رفعت الأسد" خلال زيارة كان الأخير يجريها إلى المحافظة، فأوصى به ليبدأ رحلة الصعود في المناصب الحزبية من "أمين فرقة" إلى "أمين شعبة" إلى "أمين فرع دير الزور".

وبعد أن أوصله "رفعت الأسد" إلى القيادة القطرية للحزب في دمشق، عيّنه قاضياً في محكمة أمن الدولة، إثر تأسيسها عام 1979 لمحاكمة المتهمين بعضوية جماعة الإخوان المسلمين، ثم أصبح رئيساً لها.

وبعد سنوات، انقلب "النوري" على "رفعت"، وانحاز إلى "حافظ" في النزاع بين الشقيقين على السلطة، والذي انتهى بنفي "رفعت" من سوريا، وإكمال "النوري" في الصعود بتعزيز حكم "حافظ" بإعدام معارضيه.

ووفق اللجنة السورية لحقوق الإنسان، إن "فايز النوري تسبب بقتل عشرات الآلاف من السوريين الأبرياء، خصوصاً من فئة الشباب، وشرد آلاف الأسر، إرضاء لرؤسائه رفعت الأسد ثم حافظ الأسد بعد إبعاد الأول عن سوريا، ومن بعده لوريث حكمه بشار، بأحكام لا علاقة لها لا بالقضاء العادل أو النزيه أو المهني، حتى إنه حكم على مسيحيين بالإعدام بتهمة الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين".

وصفت اللجنة "النوري" بأنه كان "فاسداً مرتشياً، فلقد روى العديد من المعتقلين الذين كتب لهم النجاة من مقصلته أنهم دفعوا له رشاوى كبيرة جداً لتخفيف الأحكام عليهم"، حسب اللجنة.

وقالت اللجنة إن "فايز النوري لم يكن إلا أداة مطيعة منفذة لحكم حافظ الأسد ثم وريثه بشار من بعده، وكانت الأحكام تصدر للنوري معدة مسبقاً من أجهزة مخابرات نظام الأسد، ليضيف عليها من سماجاته واستهزائه بقيم الإنسانية والحياة".

وأصيب "النوري"، في أواخر حياته بالشلل النصفي، "وأهمل من قبل النظام الذي استخدمه 30 سنة لقتل عشرات آلاف المواطنين الأبرياء، وساءت حالته حتى قضى اليوم وهو في أسوأ حال وأسوأ سمعة منبوذاً حتى من أبناء مدينته الذين لقوا منه ظلماً مضاعفاً أثناء حياته"، حسب اللجنة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

فايز النوري سوريا حافظ الأسد بشار الأسد

تقرير أممي يتهم روسيا بارتكاب جرائم حرب في سوريا