جاويش أوغلو يكشف سر العلاقات التركية مع دول أفريقيا.. ماذا قال؟

الأحد 13 فبراير 2022 10:55 ص

قال وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو"، إن نموذج الشراكة بين بلاده ودول أفريقيا "مستدام لأنه صادق"، لافتا إلى أنهم يريدون "تعاونًا متساويًا مع شركائنا الأفارقة على أساس الاحترام المتبادل".

جاء ذلك، في حوار مع "haberturk" التركي، كشف فيه أن التجارة الخارجية لتركيا مع أفريقيا زادت بنسبة 6 مرات تقريبا، كما ارتفع عدد المكاتب التمثيلية في 12 دولة إلى 43.

ولفت إلى وجود "مكتب دبلوماسي أفريقي" قوي وواسع في أنقرة، يمثل أفريقيا مع 37 سفارة، مما جعل أنقرة "مركزًا أفريقيًا" فعالاً.

وحول استدامة الشراكة التركية الأفريقية، قال "جاويش أوغلو": "نموذج الشراكة بين تركيا وأفريقيا مستدام لأنه صادق. نحن لسنا من يقول إنه مستدام، بل تقوله دول أخرى".

وأضاف: "تبدأ دول كثيرة في تنظيم اجتماعات قمة مشتركة مع الاتحاد الأفريقي، ثم تختفي هذه المنصة.. لكن تركيا كانت موجودة دائمًا، وهي تعمل باستمرار على تطوير التعاون".

وتابع: "تتجلى النتائج الملموسة لهذا التعاون في شكل زيادة أرقام التجارة والمساعدات والاستثمارات، ويشعر الجمهور مباشرة بنتائج هذا التعاون، لهذا السبب تحبنا أفريقيا".

وكشف "جاويش أوغلو" أن الشراكة التركية في أفريقيا تقدر قيمتها بنحو 80 مليار دولار.

وقال: "استثماراتنا تجاوزت 6 مليارات دولار، وحجم تجارتنا تصل إلى ما يقرب من 35 مليار دولار".

وفي عام 2003، كان إجمالي تجارة تركيا مع القارة الأفريقية 5.4 مليارات دولار فقط.

وتابع الوزير: "بالإضافة إلى نهجها الإنساني، فإن تركيا شريك يكتشف إمكانات أفريقيا ويحاول تطوير هذه الإمكانات لصالح الأفارقة".

وتابع: "لا نهدف إلى تهريب الموارد الطبيعية لأفريقيا من القارة، أو تشجيع الإرهاب والانقلابات، نحن، كتركيا، نريد تعاونًا متساويًا مع شركائنا الأفارقة على أساس الاحترام المتبادل".

وزاد: "نشارك خبراتنا وننتج معًا ونكسب معًا.. باختصار، تقوم علاقاتنا مع أفريقيا على مبدأ الربح للجميع".

واستطرد: "باختصار، تركيا تغير قواعد اللعبة في أفريقيا.. ليس لدينا أجندة خفية.. لهذا السبب تحب أفريقيا تركيا، فالناس في أفريقيا يظهرون تفضيلًا لتركيا".

وحول الإمكانيات التي تكملها أفريقيا، أجاب "جاويش أوغلو": "يعرض الإعلام الغربي أفريقيا بشكل متحيز على أنها قارة تهيمن عليها الحرب والجوع والعطش.. نظرًا لأن جزءًا من الجمهور التركي لا يعرف إلا هذه المشاكل لهذه القارة العظيمة، فإنهم يميلون إلى تقييد علاقاتنا مع أفريقيا لتقديم المساعدة فقط".

وأضاف قائلا: "نواصل مساعدتنا الإنسانية والإنمائية للتخفيف من مشاكل أصدقائنا وإخواننا الأفارقة".

وحول رأي بعض الدول في الوجود التركي في أفريقيا، قال "جاويش أوغلو": "من الواضح أن بعض الدول غير مرتاحة للتعاون التركي الأفريقي، وهذه الدول تدعي أن لدينا أجندة خفية، لأن لديهم أجندة خفية ولا يمكنهم تخيّل أن البلدان الأخرى تريد إقامة شراكة صادقة ومتساوية مع أفريقيا".

وأضاف: "لهذا السبب، فإنهم يبذلون جهودًا كبيرة للتعرف على هذه الأجندة الخفية المزعومة لتركيا".

وتابع: "يجب ألا نقارن علاقات تركيا مع أفريقيا مع الدول الأخرى.. نحن لا نتنافس مع أي شخص.. وليس لدينا ماض استعماري ولا حدبة من هذا الماضي".

وكشف الوزير التركي أن "هناك زيادة كبيرة في عدد الدول وحتى المنظمات الدولية التي ترغب في التشاور مع بلدنا بشأن أفريقيا.. كلهم يحاولون معرفة سر نجاحنا في أفريقيا".

وتابع: "إجابتنا بسيطة: نحن نجري تعاونًا صادقًا ومتساويًا ومحترمًا ومربحًا للجانبين، لا يستطيع بعض نظرائنا الغربيين الإيمان بمبدأ الفوز للجميع، وبالتالي لا يمكنهم فهم ما نقوم به في أفريقيا".

وحول تأثير الانقلابات والأوضاع السياسية في عدد من دول أفريقيا على العلاقات، أجاب الوزير: "كل انقلاب يحدث في أفريقيا يوجه ضربة قوية للديمقراطية وكذلك لتنمية البلاد.. وبالتالي، فإن البلدان عالقة في حلقة مفرغة".

وتابع قائلا: "من ناحية أخرى، فإن العقوبات التي يتعرض لها الناس بسبب الانقلابات تؤذي الناس للأسف وتدفعهم إلى الشعور بالوحدة. لذلك، نعتقد أن النزاعات يجب حلها من خلال الحوار".

وزاد: "نحن على استعداد للمساهمة في إقامة هذا الحوار عند الطلب".

وختم حديثه بالقول: "نحن نؤمن بأفريقيا، بالتعاون مع أفريقيا، ونحن مصممون على مواصلة هذا التعاون حتى لو أصبحت الظروف صعبة من وقت لآخر، لذلك، فإن التطورات في القارة لا تقلل من حبنا وإيماننا بأفريقيا، على العكس من ذلك، يظهر الأصدقاء الحقيقيون في الأوقات الصعبة، نحن أصدقاء حقيقيون لأفريقيا".

وسبق أن وصف الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، العلاقات التي تربط بلاده بالدول الأفريقية بأنها "استراتيجية".

وخلال عقدين من الزمان، أدى 38 زيارة إلى 28 دولة أفريقية، كرئيس للوزراء ورئيس للجمهورية.

ومنذ عام 2017، نظمت الحكومة التركية زيارات عمل إلى المسارح الأكثر أهمية من الناحية الجيوستراتيجية والسياسية في غرب أفريقيا، مثل تشاد وساحل العاج وجامبيا وغينيا الاستوائية ومالي وموريتانيا والنيجر ونيجيريا وتوجو، مع التركيز على افتتاح السفارات، التي نمت من 12 إلى 42 سفارة بين عامي 2002 و2019.

واكتسبت تركيا جزءًا كبيرا من النفوذ الحالي بفضل وكالة التعاون والتنسيق التركية التي اخترقت أراضي غرب أفريقيا الأكثر تضررًا من ندرة المياه، مثل السنغال وتشاد والنيجر، من خلال بناء آبار وأنظمة من أجل تنقية المياه.

كما قامت بإقراض شركات المقاولات بأسعار معقولة في مواقع البناء الكبرى وإنشاء مجالس أعمال بهدف زيادة التجارة التركية والاستثمارات التركية المباشرة التي تدخل هذا الجزء من القارة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا القاة الأفريقية التجارة الخارجية وزارة الخارجية التركية رجب طيب أردوغان أفريقيا مولود جاويش أوغلو

هل يمكن للعلاقات التركية الأفريقية أن تصمد أمام أزمة العملة في أنقرة؟

تركيا: نرغب بإقامة علاقات استراتيجية مع القارة الأفريقية

إيكونوميست: تركيا تعزز نفوذها الدبلوماسي ونشاطها الاقتصادي والعسكري بأفريقيا