رؤى متناقضة.. الجدل يتصاعد حول المستقبل السياسي للأردن

الأربعاء 16 فبراير 2022 01:34 ص

قوبلت اللجنة التي شكلها العاهل الأردني العام الماضي لتحديث النظام السياسي في البلاد بعاصفة من الشك. ومع ذلك أصدرت اللجنة قبل عدة أشهر مجموعة من التوصيات المتعلقة بالانتخابات والأحزاب السياسية من شأنها أن تسمح بتمكين أكبر للشباب والمرأة في السياسة.

وبالرغم من المعارضة الشعبية، فإن الخطوات الأخيرة أدت إلى حركة هائلة في المشهد السياسي الأردني. وكان هناك نشاط مكثف بين التيارات السياسية الشبابية، فيما انخرطت الأحزاب في نقاشات حول الاستفادة من التعديلات الدستورية التي توسع الهامش السياسي في البلاد.

وفي الوقت نفسه، تبقى هناك تساؤلات مشروعة حول مصداقية الوعود الرسمية للوصول إلى نموذج ديمقراطي خلال عقد من الزمن.

ولكن المفارقة هي أن الجبهة المناهضة لتحديث النظام السياسي ليست منسجمة، بل إنها تضم تيارات متناقضة وعدائية، إلى جانب شرائح مجتمعية واسعة فقدت الثقة في أي أمل في ديمقراطية أردنية تؤدي إلى تغيير سياسي حقيقي.

ويأتي المعارضون والمشككون في اللجنة الملكية من كافة التيارات من اليمين إلى اليسار. ويتركز جزء من العداء على العواقب المحتملة على الوضع الفلسطيني، وسط مخاوف من أن يكون برنامج التحديث مقدمة لإنشاء وطن بديل للفلسطينيين في الأردن، وهو فزاعة تقليدية لكثير من الأردنيين.

وتجدر الإشارة إلى أن اليمين الأردني الذي يخشى تغيير هوية الدولة أصبح لاعبًا مهمًا في المشهد السياسي، حتى لو لم يكن منظمًا. وقد حذر الأمير "حمزة بن الحسين" من حالة القلق التي تعيشها القبائل الأردنية اليوم، وسط استياء وغضب من الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة.

ويقف إلى جانب اليمين الأردني نخبة من رجال الدولة التقليديين، من الحرس القديم والتيار المحافظ، الذين وقفوا تاريخياً ضد الإصلاح السياسي. وبالنسبة لهم، فإن مخرجات اللجنة الملكية تمثل تهديدًا للاستقرار.

على الجانب الآخر من الطيف السياسي، هناك تيار من القوى الإصلاحية - يساريون وإسلاميون وليبراليون - إما يعارضون مخرجات اللجنة أو يلتزمون الحياد حيث يشك الكثيرون في جدية الدولة ومصداقية المشروع الإصلاحي لأن المحاولات السابقة انتهت كلها بشكل سيئ.

إذن من الذي يقف مع اللجنة؟ في الحقيقة فإن ميزان القوى الداخلي في صالحها، حيث يبدو أن الملك سيلتزم بنتائجها، وسيقوم بتنفيذ الإصلاحات الموصى بها. 

إلى جانب الملك، هناك شريحة كبيرة من الشباب الأردني المتعطش للعمل السياسي ولمنبر للتعبير عن همومه وطموحاته. وقد تلقى العديد من الشباب الأردني دورات تدريبية في السياسة والعمل العام وهم حريصون على المشاركة. إننا نشهد حالة غير مسبوقة من الاستعداد للعمل السياسي.

ولا تزال معارضة حملة التحديث حاضرة، حيث يروج البعض لرواية الخوف من المشاكل التي يمكن أن تجلبها الديمقراطية للاستقرار الاجتماعي. لكن هناك تيار قوي بين دوائر صنع القرار يؤمن بأهمية التغيير والتنمية.

المصدر | محمد أبو رمان | ميدل إيست آي – ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السياسة الأردنية اليمين الأردني الملك عبدالله الإصلاح في الأردن الشباب الأردني النظام السياسي

الأردن: «كتلة حرجة» تتشكل لـ«معارضة جديدة»

لماذا أصر العاهل الأردني على إحياء مجلس الأمن القومي؟

الأعيان الأردني يقر الصيغة النهائية لمشروع تعديل الدستور