أعلن "حزب الله" اللبناني تنفيذ مهمة استطلاعية وصفها بـ"الناجحة" بطائرة مسيرة داخل أراضي 48، قبل أن تنفذ دولة الاحتلال الإسرائيلي "غارات وهمية" على علو منخفض فوق العاصمة اللبنانية بيروت.

وكشف "حزب الله"، في بيان مقتضب أن "المقاومة الإسلامية" أطلقت مسيرة أسمتها "حسان" داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، في مهمة "ناجحة" استمرت 40 دقيقة، وامتدت على طول 70 كيلومترا مربعا شمال فلسطين.

وأضاف البيان أنه "رغم كل محاولات العدو المتعددة والمتتالية لإسقاطها، عادت الطائرة حسان من الأراضي المحتلة سالمة، بعد أن نفذت المهمة المطلوبة بنجاح من دون أن تؤثر على حركتها كل إجراءات العدو الموجودة والمتبعة".

من جانبه، اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، بأن قواته فشلت في اعتراض الطائرة المسيرة، التي عبرت الحدود قادمة من لبنان.

وكان جيش الاحتلال ذكر، في بيان سابق، أنه رصد طائرة مسيرة اخترقت الحدود، وأن القبة الحديدية أطلقت صواريخ عدة لاعتراضها عقب اختراقها الحدود قرب منطقة "روش بينا" في سهل الحولة بالجليل الأعلى.

وأضاف أن الطائرة المسيرة "ليست مسلحة"، ويبدو أن "حزب الله" أطلقها بهدف جمع المعلومات، حسب البيان، الذي أضاف أنه تم استدعاء طائرات ومروحيات حربية للقيام بدوريات عقب الحادث.

وقال بيان جيش الاحتلال إن صافرات الإنذار دوت في الجليل بعد إطلاق صواريخ اعتراضية إثر تسلل طائرة مسيرة معادية صغيرة من لبنان إلى منطقة الجليل.

وأفاد مواطنون إسرائيليون في منطقة صفد في الجليل، بأنهم سمعوا دوي انفجارات، بُعيد سماعهم صافرات الإنذار، وأنهم اضطروا للدخول إلى الملاجئ.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، أن هذه أول مرة تدوي فيها صفارات الإنذار شمال أراضي 48 منذ عام 2006.

هذا، ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات أو أضرار.

ونقلت مصادر إعلامية إسرائيلية عن مسؤول أمني إسرائيلي وصفته بالكبير قوله إن "التطورات لم تصل نهايتها بعد، وأنه تم رفع درجة التأهب على طول الحدود مع لبنان".

تأتي هذه التطورات، بعد يوم واحد من إعلان إسرائيل عن إسقاط طائرتين مسيرتين قدمتا من لبنان وقطاع غزة.

ولاحقا، نفذ الطيران الإسرائيلي، الجمعة، غارات وهمية على علو منخفض فوق العاصمة اللبنانية بيروت، ومناطق الجنوب.

وسمع سكان العاصمة اللبنانية بيروت أصوات تحليق كثيف للمقاتلات الإسرائيلية.

وأوضح السكان، أن الطائرات الإسرائيلية اخترقت جدار الصوت، دون وقوع أي انفجارات.

ولم يصدر عن السلطات اللبنانية أية تعليق حول هذه التطورات.

وتكررت حوداث سقوط أو إسقاط الطائرات المسيرة في الحدود الإسرائيلية اللبنانية.

فخلال السنة الماضية فقط، سقطت طائرة مسيرة إسرائيلية قرب بلدة بليدة اللبنانية في بداية فبراير/شباط، أعلن "حزب الله" إسقاطها، وأكد ذلك الجيش الإسرائيلي لاحقا.

كما سقطت مسيرة إسرئيلية أخرى من نوع راكب السماء جنوبي لبنان في 26 يوليو/تموز الماضي من السنة نفسها، وعزا الجيش الإسرائيلي سبب ذلك إلى خلل فني.

في الجولان السوري، سقطت مسيرة إسرائيلية في 22 سبتمبر/أيلول الماضي، وعزا الجيش الإسرائيلي مرة أخرى السبب إلى خلل فني.

ثم ما لبثت أن سقطت مسيرة إسرائيلية في نهاية الشهر نفسه جنوبي لبنان، أعلن "حزب الله" إسقاطها، بينما قالت إسرائيل إنها تحقق في الأمر.

في المقابل، سقطت طائرات مسيرة تابعة لـ"حزب الله" أيضا خلال العام الجاري.

وفي الرابع من يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي إسقاط إحداها على الحدود مع لبنان.

وفي 17 من فبراير/شباط الجاري أسقط الجيش الإسرائيلي مسيرة تابعة لـ"حزب الله" اخترقت الحدود من داخل لبنان.

والجمعة، وقع ثاني اختراق للحدود الشمالية لإسرائيل في ظرف 24 ساعة، أقر الجيش الإسرائيلي بفشله في اعتراضها.