تتوقع الولايات المتحدة هجومًا روسيًا على أوكرانيا، خلال الأيام القليلة المقبلة، يمكن أن يشمل مجموعة واسعة من الطائرات المقاتلة والدبابات والصواريخ الباليستية والهجمات الإلكترونية، بحسب ما أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن "احتمالات تجنب الحرب تبدو الآن قاتمة للغاية"، مع التأكيد أن إدارة الرئيس "جو بايدن" ستواصل محاولة إبقاء نافذة الدبلوماسية مفتوحة.
وتقدر السلطات الأمريكية حشد روسيا الآن ما بين 169 و190 ألفًا من الجنود بالقرب من أوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم، ارتفاعًا من قوة قوامها 100 ألف في 30 يناير/كانون الثاني الماضي.
يقول سفير الولايات المتحدة لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا "مايكل كاربنتر": "هذه أهم تعبئة عسكرية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية"، مشيرًا إلى أن التقديرات الأمريكية تشمل القوات الروسية ووحدات الأمن الداخلي الروسية والقوات التي تقودها روسيا في دونباس.
كما يلفت مسؤولون غربيون آخرون، إلى أن التعزيز الروسي نما إلى 110 كتائب تكتيكية، ارتفاعا من 83 مجموعة مماثلة في وقت سابق من هذا الشهر، لافتين إلى أن الهجوم يمكن أن يأتي في أي وقت.
ويضيف المسؤولون الغربيون أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" لا يزال لديه مجموعة من الخيارات العسكرية والدبلوماسية، ولا يزال من غير الواضح أيها قد يختار.
يشير المسؤولون أيضا أن "بوتين" وضع الأساس لسلسلة من عمليات "العلم الكاذب"، والتي تهدف إلى جعل الأمر يبدو كما لو أن أوكرانيا قد استفزت روسيا في صراع، وبالتالي تبرر روسيا غزوها.
وتؤكد واشنطن وحلفاؤها أن روسيا حشدت عشرات الآلاف من الجنود حول أوكرانيا، استعدادا لمهاجمتها خلال أيام، وهو ما تعتبره موسكو دعاية غربية، حيث تنفي أن تكون لديها نية لغزو أوكرانيا، لكنها حذرت من أن ضم جارتها الغربية للناتو قد يؤدي إلى نزاع عسكري مباشر.
في الأثناء، تؤكد الولايات المتحدة والغرب، أن أي غزو روسي لأوكرانيا سيواجه بعواقب وخيمة.
ووسط تحذيرات أمريكية من تدخل عسكري روسي وشيك في أوكرانيا، يجري الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، الجمعة، للمرة الثانية خلال أسبوع، محادثات بشأن الأزمة الأوكرانية مع عدد من القادة الغربيين.
ومن المقرر أن يتحدث "بايدن"، عبر تقنية الفيديو، مع قادة كل من بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا ورومانيا والاتحاد الأوروبي، ومع الأمين العام للحلف الأطلسي "ينس ستولتنبرج".
وفي حين سُجلت حوادث إطلاق نار عديدة خلال الـ24 ساعة الماضية في إقليم دونباس، أكد وزير الخارجية الأوكراني "دميترو كوليبا"، التزام بلاده بشكل كامل بالحل الدبلوماسي للنزاع، مؤكدا أنه ليست لدى كييف أي خطط لشن هجمات في دونباس.
ونفى "كوليبا" بشكل قاطع ما وصفها بالتقارير الروسية المضللة عن قيام أوكرانيا بعمليات هجومية مزعومة في إقليم دونباس.