رئيسي في قطر.. بداية لتفعيل أولوية دول الجوار بسياسة إيران الخارجية

الاثنين 21 فبراير 2022 11:20 ص

استقبل أمير قطر الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني"، الإثنين، الرئيس الإيراني "إبراهيم رئيسي" الذي وصل إلى العاصمة الدوحة في زيارة هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من عقد، والأولى لـ"رئيسي" لدولة عربية.

وأجرى الزعيمان، اليوم، مباحثات ثنائية حول العلاقات بين البلدين وآفاق تطويرها، واستعرضا عددا من القضايا محل الاهتمام المشترك، وأشرفا على مراسم توقيع 14 اتفاقية تعاون بين حكومتي البلدين.

وتتعلق الاتفاقيات الموقعة بمجالات "الملاحة الجوية والتجارة والملاحة البحرية والإعلام المرئي والمسموع وإلغاء تأشيرات الدخول والطاقة والمعايير القياسية والثقافة والتعليم"، حسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا).

ويرافق الرئيس الإيراني وفد رفيع المستوى يضم وزراء الخارجية "حسين أمير عبداللهيان"، والنفط "جواد أوجي"، والطرق وبناء المدن "رستم قاسمي".

ومن المقرر أن يلتقي "رئيسي" أبناء الجالية الإيرانية المقيمين في قطر وكذلك التجار ورجال الأعمال الإيرانيين والقطريين.

وفي اليوم الثاني من زيارته إلى الدوحة، سيشارك الرئيس الإيراني الثلاثاء، في اجتماع القمة السادس لمنتدى الدول المصدرة للغاز "GECF".

ونقلت وكالة "إرنا" عن "رئيسي" القول، قبل مغادرة طهران إلى الدوحة، إن الزيارة "تهدف لتفعيل دبلوماسية أولوية دول الجوار، خاصة دول الخليج".

وأضاف في تصريحات صحفية: "نعتبر هذه الزيارة خطوة لتفعيل العلاقات بين دول المنطقة واستخدام طاقات وقدرات هذه الدول لتطوير العلاقات السياسية والاقتصادية، وعلى وجه الخصوص مع قطر، التي نملك حقولا غازية مشتركة معها".

وتمتلك إيران وقطر أكبر حقل مشترك للغاز في العالم.

وتابع "رئيسي": "هذه الزيارة تتم بدعوة من الشيخ تميم بن حمد أمير قطر، بهدفين: الهدف الأول هو تطوير العلاقات الثنائية مع قطر، بصفتها دولة صديقة و شقيقة وجارة، والهدف الثاني المشاركة في اجتماع الدول المنتجة والمصدرة للغاز، وهو ليس الاجتماع الأول الذي تستضيفه دولة قطر".

من جانبه، يصف سفير طهران في الدوحة "حميد رضا دهقاني"، العلاقات القطريّة الإيرانيّة بأنها "متميزة ونموذجية"، كما وصف زيارة "رئيسي" إلى قطر بـ"المهمة".

وقال إنها العلاقات بين البلدين قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، بما يعزّز الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة.

وتأتي زيارة "رئيسي"، بعد أيام من زيارة "غير معلنة" قام بها وزير الخارجية القطري الشيخ "محمد بن عبدالرحمن آل ثاني"، لإيران، بعد زيارة الشيخ "تميم" لواشنطن، نهاية الشهر الماضي.

وتضمنت زيارة وزير خارجية قطر لإيران مباحثات مع الرئيس الإيراني ووزير الخارجية.

وذكرت مصادر، أن زيارة "رئيسي" للدوحة، ستبني على زيارة "بن عبدالرحمن"، والاتصالات لإحياء الاتفاق النووي.

وخلال الأيام الماضية، ظهرت مؤشرات على تقدم في المباحثات التي تستضيفها فيينا.

وتعتبر قطر أن "التفاهم مع إيران وتوقيع اتفاق حول برنامجها النووي، يصب في صالح دول الخليج".

وتعتبر إيران من أقرب حلفاء قطر خاصة منذ فترة الأزمة الخليجية التي استمرت من يونيو/حزيران 2017 إلى يناير/كانون الثاني 2021، حينما كان الطرف القطري يتعرض لحصار رباعي من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر.

وكان "رئيسي"، أشار الشهر الماضي، وقت استلام الدعوة لزيارة قطر، إلى "أهمية التعاون الإقليمي"، وقال إن "تمتين العلاقات وزيادة التآزر بين الدول المجاورة يمكن أن يحقق الأمن في المنطقة".

واعتبر أن "أولوية السياسة الخارجية لإيران في العهد الجديد هي تطوير وتعميق العلاقات والتعاون مع دول المنطقة والدول المجاورة"، مؤكدا أن "طهران ترى أن التعاون الإقليمي يصب لصالح السلام والأمن والتنمية لشعوب المنطقة وترحب بهذا التعاون".

وتثمن إيران كذلك، موقف قطر الداعم لإطلاق حوار خليجي إيراني لبحث سبل تعزيز أمن واستقرار المنطقة وتطوير التعاون بين دولها وتأسيس منصة للحوار لحل أي خلاف.

كما تثمن دعم قطر لحل أزمة البرنامج النووي الإيراني عبر الحوار والطرق الدبلوماسية ودورها في خفض التوترات وتهدئة التصعيد بالمنطقة.

وعن فرص التعاون بين طهران والدوحة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، قال "رئيسي"، حينها: "نحن مستعدون لتفعيل كافة المجالات لتنمية التعاون الثنائي والإقليمي لصالح البلدين".

وتعد قطر أول محطة عربية لـ"رئيسي"، بعد تسلمه منصب الرئاسة، ما يشير إلى مستوى العلاقة التي تطورت بين البلدين خلال السنوات الماضية.

كما أنها أول زيارة لرئيس إيراني إلى قطر منذ أكثر من عقد، والأولى من نوعها منذ تولي الشيخ "تميم"، الحكم في يونيو/حزيران 2013.

وكانت زيارة الرئيس الأسبق "محمود أحمدي نجاد"، في سبتمبر/أيلول 2010 الأخيرة لرئيس إيراني إلى الدوحة.

وتُصادف أول زيارة لـ"رئيسي" إلى الدوحة، مرور 50 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1972، وتم افتتاح سفارة قطر في طهران عام 1973م وسفارة إيران في الدوحة عام 1974.

وكانت إيران من أولى الدول التي اعترفت باستقلال قطر، وبعد شهر من نيل الاستقلال، تم نشر الإعلان عن الاعتراف بدولة قطر وإقامة العلاقات بين البلدين

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قطر إيران العلاقات القطرية الإيرانية رئيسي الشيخ تميم تميم بن حمد آل ثاني

رئيس إيران يزور قطر نهاية الأسبوع لحضور قمة كبار مصدري الغاز

رئيسي يدعو للتعاون مع الخليج وتميم يؤكد استعداده للمساعدة في إنهاء الخلافات

رئيسي يدعو للإسراع بافتتاح بيت التجار الإيراني في قطر

أمن السواحل القطري والإيراني يعقدان اجتماعا تنسيقيا في الدوحة

كيف نجح رئيسي في تجديد علاقات إيران الإقليمية؟