عبر الاستيلاء على أراض للكنيسة.. الاحتلال يستعد لتوسيع مشروع استيطاني مقابل الأقصى

الاثنين 21 فبراير 2022 09:02 ص

كشفت صحيفة إسرائيلية، الأحد، أن المسؤولين الإسرائيليين يستعدون لتطوير مشروع استيطاني غير مسبوق لتوسيع حديقة على أراضٍ مملوكة للكنيسة ومواقع مقدسة مسيحية في مدينة القدس المحتلة، ما أثار معارضة شرسة وانتقادات واسعة من القادة المسيحيين الفلسطينيين.

وذكرت "تايمز أوف إسرائيل" أن هذه الخطوة لن تقتصر على نزع الحيازة من ملاك هذه الأراضي، بل ستُعطي الحكومة الإسرائيلية سلطةً على أراضي الفلسطينيين وأراضي الكنيسة والمواقع الدينية.

وترمي الخطة الإسرائيلية إلى توسعة حدود حديقة "أسوار القدس الوطنية" لتشمل جزءاً كبيراً من منطقة جبل الزيتون وأجزاء أخرى في واديي كيدرون وبن هنوم، بحسب الصحيفة.

ويتضمن توسيع حديقة "أسوار القدس"، بحسب الخطة، إمكانية تنفيذ مشروعاتٍ فوق ممتلكات الكنيسة في جبل الزيتون، مثل مشروع نقل الركاب بالتلفريك، الذي يواجه انتقادات بشأن تحويل المناطق التاريخية الثمينة في القدس المحتلة إلى "حديقة ألعاب".

وأوقفت خطة مشروع التليفريك بين القدس الشرقية والغربية، أواخر العام الماضي بسبب معارضة وزيرة النقل "ميراف ميخائيلي"، رئيسة حزب العمل اليساري.

ومن المقرر أن تُطرح خطة المشروع على لجنة التخطيط والبناء المحلية التابعة لبلدية القدس يوم 2 مارس/آذار المقبل من أجل الحصول على موافقة مبدئية. وكانت الجلسة ستُعقد في الأصل يوم 10 أبريل/نيسان (أحد الشعانين، وهو الأحد الأخير قبل عيد الفصح) قبل أن يُعدّل الموعد.

وسبق أن اطّلع وفد زائر من الديمقراطيين بمجلس النواب الأمريكي على الخطة الإسرائيلية قبل أن يعرب عن قلقه إزاء المشروع لرئيس الوزراء الإسرائيلي "نفتالي بينيت"، وذلك أثناء اجتماع انعقد يوم الخميس 17 فبراير/شباط.

غير أن "بينيت" لم يبدُ على علم بالخطة التي لم تكن مُعلنة بعد، لكنه أخبر المشرعين الأمريكيين أنه يفعل كل ما بوسعه لتخفيف حدة التوترات في القدس المحتلة، ومنع المُضي في إجراءات يمكن أن تُشعل أعمال عنف جديدة، حسبما أفاد به مصدران من الكونجرس للصحيفة الإسرائيلية.

وسلط معارضو المشروع الإسرائيلي الضوء على العلاقات التي تربط الهيئة الحكومية القائمة على المشروع بالجماعات القومية التي تعمل على ترسيخ الوجود اليهودي في مناطق القدس الشرقية المتنازع عليها، بما فيها حي الشيخ جراح.

ووصف كبار مسؤولي الكنيسة ومجموعات حقوقية هذا الإجراء بأنه "استيلاء بوضع اليد"، مشدّدين على أن تلك الخطوة تعد تهديداً للوجود المسيحي في الأراضي المقدسة.

وتعتقد المجموعات الحقوقية أن التوسعة المُخطط لها هي جزء من استراتيجية قوية أكبر تهدف لـ"تطويق" البلدة القديمة بالقدس، من خلال السيطرة على المناطق الملاصقة للقدس الشرقية المحتلة.

بدورهم، أرسل قادة الكنيسة -الذين يؤكدون أن مجتمعاتهم مهددة من قِبل الجماعات الإسرائيلية المتطرفة- خطاباً إلى القنصليات العامة في القدس لكل من فرنسا وتركيا وإيطاليا واليونان وإسبانيا والمملكة المتحدة وبلجيكا والسويد، من أجل الحصول على دعم دولي لمعارضتهم.

وفي المقابل، زعمت هيئة الطبيعة والحدائق الإسرائيلية، الداعمة للمشروع، في بيان، أن "خطة التوسع مُصممة لترميم الأراضي المهجورة منذ وقتٍ طويل وحفظ الأراضي التاريخية بشكلٍ أفضل، وإن التوسع لن يضر ممتلكات الكنيسة الموجودة داخل الحديقة الوطنية".

وأكدت متحدثة باسم الهيئة أن هدف المشروع هو إصلاح الأراضي "التي هُجرت لسنوات وتعرضت لأعمال التخريب والحرائق المتعمدة" في وادي ابن هنوم، مؤكدة أن "إعلان تحويل بعض المناطق إلى حدائق وطنية سمح بتنفيذ مشروعات تهدف لتجميل تلك المناطق".

وأضافت: "ندير ضمن الأنشطة التي نعمل بها، مشروعاً مشتركاً مع مؤسسة مدينة داوود (خارج أسوار المدينة القديمة) حيث تعمل المدارس والشباب وغيرهم على تنظيف وإصلاح المدرجات وزراعة الأشجار، ونتيجة تلك المشاريع عن نفسها؛ صارت المناطق المهجورة فاتنة وتخدم أولاً وأخيراً مواطنيها".

وذكرت المتحدثة الإسرائيلية أن الهيئة تأمل في التواصل مع كل قادة الكنيسة قبل اجتماع لجنة التخطيط في الشهر القادم، وذلك للتحاور في المسألة.

لكن المتحدثة أصرت على أن "المخطط لن يضر بالكنائس، وأنه مُصمم لحماية الأراضي التاريخية، وهو صميم عمل الحدائق الوطنية"، حسب قولها.

وافتتحت حديقة "أسوار القدس الوطنية" في السبعينيات من القرن الماضي، عندما شرعت الحكومة الإسرائيلية في رسم حدود المشروع، إلا أنها تجنبت بحرص إدخال أغلب مناطق جبل الزيتون حيث تتواجد عشرات المواقع المسيحية التاريخية المقدسة، ومنها دير الراهبات بريدجيتين وكنيسة ويري الجليلي مغارة جثسيماني وحديقة الرسل.

ولاحقاً، نظرت السلطات الإسرائيلية في خطة "المرحلة الثانية" لتوسعة الحديقة، لكنها رفضتها في النهاية نظراً لحساسية الأراضي التي تسعى لضمها.

ويخشى منتدقو المشروع من تدخل "مؤسسة مدينة داوود" فيه، نظراً لأسلوب عملها الدعم للاستيطان الإسرائيلي.

وفي هذا الإطار، أوضح بيان مشترك لمنظمات "بيمكوم"، "عيمق شافيه"، "عير عميم" و"سلام الآن" اليسارية أن "هناك صلة مباشرة بين ما يحدث في الشيخ جراح وخطة التوسع" الاستيطاني.

فمن خلال نقل العائلات اليهودية تدريجياً إلى أحياء الشيخ جراح وسلوان شمال، وجنوب البلدة القديمة وتوسيع حديقة أسوار القدس الوطنية لتشمل جبل الزيتون شرق البلدة القديمة، ستتمكن مؤسسة مدينة داود من "تطويق المنطقة"، بحسب المنتقدين اليساريين.

ولذا شددت المنظمات اليسارية الثلاثة على رفضها لـ "سوء الاستخدام الساخر للتراث وحماية البيئة كأداة من قبل السلطات الإسرائيلية لتبرير التوسع الاستيطاني" بحسب البيان.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الاحتلال الإسرائيلي القدس الشيخ جراح استيطان الكنسية فلسطين إسرائيل

حماس تشيد بحملة أوروبية لوقف التعامل التجاري مع المستوطنات

في ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي.. الأزهر يحذر من تكرار المخطط الصهيوني بالأقصى

فلسطين تدين التصديق على بناء 730 وحدة استيطانية جديدة بالقدس

تزامنا مع "عيد المساخر".. عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى المبارك

لعزل القدس عن محيطها الفلسطيني.. إسرائيل تشرع في بناء مستوطنة جديدة

50 عضو كونجرس يطالبون بلينكن بمنع إسرائيل من هدم قرية الولجة الفلسطينية