اتهم  الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" أمريكا بأنها تتخلى بسهولة عن أي اتفاقيات وأي وثائق توقعها، وذلك خلال افتتاحه اجتماعا استثنائيا موسعا لمجلس الأمن الروسي.

وربما كان "بوتين" يشير إلى انسحاب واشنطن من اتفاقية الأجواء المفتوحة في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، عندما كان "دونالد ترامب" رئيسا للولايات المتحدة، وأيضا من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية في 2002.

وذكر "بوتين" بأن الرئيس الأمريكي "جو  بايدن" أكد له أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) "لن يضم أوكرانيا غدا وأنه يمكن فرض حظر على ذلك حاليا".

وتابع الرئيس الروسي أن نظيره الفرنسي "إيمانويل ماكرون" أبلغه بحدوث تغيير في موقف واشنطن إزاء المطالب الأمنية الروسية لكنه لا يعرف ما هو التغيير.

وجاء اجتماع مجلس الأمن الروسي الذي عقد الإثنين، لمناقشة تطورات الأوضاع في شرق أوكرانيا وتحديد الخطوات التي ستتخذها موسكو فى دونباس.

وفي هذا الإطار، قال "بوتين": "لقد اجتمعنا لمناقشة الوضع الذي يتطور اليوم في دونباس. وسأقول بضع كلمات بإيجاز عما يحدث هناك وكيف يتطور الوضع..".

وأضاف: "الغرض من اجتماعنا اليوم هو الاستماع إلى زملائنا وتحديد خطواتنا التالية على هذا المسار، أعني نداء زعيمي جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوجانسك الشعبية إلى روسيا بطلب الاعتراف بسيادتهما".

ونوه الرئيس الروسي إلى أن "الاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوجانسك يرتبط بشكل وثيق بالمشاكل العالمية لضمان الأمن في العالم وفي أوروبا على وجه الخصوص". 

وأكد "بوتين" أن سلطات كييف لن تنفذ اتفاقيات مينسك، مشيرا إلى أن أوكرانيا صرحت بذلك علنا.

وشدد "بوتين"، على أنه في حال ضم أوكرانيا إلى حلف "الناتو"، فإن التهديدات التي تتعرض لها روسيا ستزداد كثيرا.

وتابع: "هناك تهديد بأن تبدأ كييف باستعادة شبه جزيرة القرم.. والناتو سيشارك في هذه الأحداث".

ولفت الرئيس الروسي إلى أن الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوجانسك بحاجة للدراسة.

وكان وزير الخارجية الأوكراني "دميترو كوليبا"، أكد في وقت سابق أن  اعتراف روسيا باستقلال دونيتسك ولوجانسك، يعني خروج موسكو من اتفاقية "مينسك" التي تم توقيعها فى 2014. 

ومؤخرا، صدق مجلس النواب الروسي "الدوما"، على قرار بتقديم مقترح لرئيس البلاد للاعتراف باستقلال "دونيتسك ولوجانسك".

وكان الانفصاليون المدعومون من روسيا أعلنوا من جانب واحد استقلال مقاطعتي دونيتسك ولوجانسك عن أوكرانيا ربيع 2014.

وتقع منطقتا دونيتسك ولوغانسك في حوض دونباس الشرقية التي مزقتها النزاعات، والمحتلة جزئيا من قبل الانفصاليين المدعومين من روسيا منذ 2014.

وتوترت العلاقات بين كييف وموسكو منذ نحو 7 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".