إمام المسجد الحرام: الإرهاب صنيعة مخابراتية إقليمية ودولية وإسرائيل تحتل الريادة في إرهاب الدول

الجمعة 22 أغسطس 2014 11:08 ص

 

قال إمام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة الشيخ الدكتور «صالح بن حميد»، إن الإرهاب «صنيعة المخابرات الخارجية، ووقوده الخوارج وحدثاء الأسنان الذين لا يعلمون أنهم يخدمون أهدافاً ليست لهم».

وأشار إلى أن ما يحدث إرهاب «يكفّر المجتمعات المسلمة ويستبيح الدماء المعصومة، فهذه الفتن والأحداث كشّفت أوراقاً وفضحت أقواماً وأسقطت رموزاً، وأظهرت عوار الاتفاقات والمواثيق الدولية ودعاوى السلام».

وانتقد إمام الحرم «ابن حميد»، «الصمت العالمي الرهيب على جرائم القتل والإرهاب والإبادات الجماعية في سورية والعراق وفلسطين»، وأضاف: «هذه مواقف مخزية محزنة لا تلوح بوادر لنهايتها، إنه استغلال للإرهاب وتوظيفه لأجل أهداف سياسية»، كما اعتبر أن الفلسطينيين انتصروا في غزة، لأن الحرب «كشفت عن عدوان وهمجية العدو الإسرائيلي الذي يمارس دوره الريادي في قمة الإرهاب».

وأكد «ابن حميد» في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام أمس، أن "الأعداء" يشعلون الفتن «الأجل إشغال المنطقة، بإشعال الحروب الطائفية، والنزاعات الحزبية، والصراعات الإقليمية، والفتن الداخلية، فتن تهدد العالم بأسره بما تحمله من خطر الإرهاب والإرهابيين».

وأكد أن «الإرهاب صنيعة استخبارات دولية وإقليمية، يحظى بالرعاية والتسليح والتمويل، وقودُه خوارج ضالون وعملاء محترفون، ممن ارتهنوا أنفسهم لأعداء الدين والأمة والأوطان».

ولفت إلى أن هناك نوعين من الإرهاب، هما «إرهاب هيئات ومنظمات، وإرهاب دول. أما إرهاب الهيئات والمنظمات فيأتي في مقدمهم خوارج العصر الذين يقتلون أهل الإسلام ويدَعون أهل الأوثان، من حدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام، وما علم هؤلاء أنهم يخدمون أعداءهم ويهدمون بيوتهم ويقضون على وحدة أمتهم، ويزعزعون مجتمعاتهم ويشككون في ثوابت أمتهم وأصولها ومبادئها، ومن ثمّ يدفعونها إلى التناحر والتنازع والاقتتال، واستنزاف الموارد وتبديد الطاقات البشرية والمادية، وإضعاف الولاء للدين والوطن والأمة».

وانتقد الصمت العالمي الرهيب على جرائم القتل والإرهاب والإبادات الجماعية في سورية والعراق وفلسطين. وأضاف «أما النوع الثاني من الإرهاب، فهو إرهاب الدول، إذ يأتي العدو الصهيوني في موقع الريادة، فعداونه وجرائمه تمثل قمة الإرهاب والعدوان على الحقوق المشروعة لإخواننا في فلسطين المحتلة».

وقال إن إسرائيل «تنتهج نهج هذه الجماعات الإرهابية، فتجعل من العنف والقتل والإرهاب والتشريد طريقها لتحقيق غاياتها، فهي ترتكب المجازر وتمارس أفظع صور الإرهاب، وتمتلك أسلحة الدمار الشامل».

وذكر أن فلسطين وغزة «انتصرت لأنها كشفت عن عدوان العدو وإفكه وهمجيته؛ فغزة صمدت بعزم وصبرت ببأس»، مؤكداً أن «كل من صمت عن الإرهاب في دوله أو جماعاته أو منظماته سيكتوي بناره».

ودعا الشيخ ابن حميد المسلمين إلى عدم التحدث في الفتن والخوض فيها، والبعد عن سفهاء الأحلام الذين يخوضون في مثل هذه الأمور، إذ يزداد خطر تلك الفتن ويعظم شرها ويستطال شررها من كثر التكلم فيها، ومن هنا حذر السلف الصالح من الخوض فيها، محذراً من قسوة القلوب وكثرة المعاصي وزهو الدنيا.

وكان الملك «عبدالله بن عبدالعزيز» قد دعا خلال كلمة، مطلع أغسطس/آب الجاري، قادة وعلماء الأمة الإسلامية لأداء واجبهم تجاه الحق جل جلاله، وأن يقفوا في وجه من يحاولون اختطاف الإسلام وتقديمه للعالم بأنه دين التطرف، والكراهية، والإرهاب، وأن يقولوا كلمة الحق، وألا يخشوا في الحق لومة لائم، مضيفا: «أمتنا تمر اليوم بمرحلة تاريخية حرجة، وسيكون التاريخ شاهداً على من كانوا الأداة التي استغلها الأعداء لتفريق وتمزيق الأمة، وتشويه صورة الإسلام النقية».

 

(المصدر: الحياة السعودية + الخليج)

  كلمات مفتاحية

الفوزان للعلماء والخطباء: هذا وقتنا لمكافحة الإرهاب .. لن نقف مكتوفي الأيدي

الهند تمنح إمام المسجد الحرام تأشيرة دخول لأراضيها بعد رفض سابق