الجارديان: الاتفاق النووي الجديد سيكون أسوأ على إسرائيل من سابقه

الجمعة 25 فبراير 2022 03:04 م

"الاتفاق الجديد سيكون أسوأ من سابقه".. هكذا رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية، تداعيات الاتفاق النووي الإيراني الذي اقترب التوصل إليه مع الولايات المتحدة والدول الكبرى، على إسرائيل.

ولفتت الصحيفة، في تقرير لها الجمعة، إلى أن الاتفاق المرتقب سيكون بمثابة تهديد جديد لإسرائيل في حربها الخفية مع إيران.

وقالت الصحيفة: "كان قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018، إنجازا شخصيا هائلا لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، فوفق فيديو مسرب، ظهر الأخير وهو يقول إنه نجح في إقناع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالخروج من الاتفاق".

وأضافت بقولها: "ولكن بعد مرور 4 سنوات، ورحيل رئيس الوزراء الإسرائيلي عن منصبه، وكذلك ترامب، فإن الكونجرس والكنيست يضمنان الآن أصواتاً أكثر اعتدالاً، أما إيران فلديها رئيس متشدد وهو إبراهيم رئيسي، على عكس سابقه المعتدل حسن روحاني".

ومضت تقول: "يقترب المفاوضون الدوليون في فيينا مما يمكن اعتباره نسخة أقل تشدداً من الاتفاق النووي السابق، وفي هذه العملية، فإن ما تم اعتباره في السابق داخل إسرائيل انتصاراً جيوسياسياً كبيراً لنتنياهو، أصبح الأن مصدراً هائلاً للقلق في المؤسسة الأمنية والسياسية الإسرائيلية".

ونقلت الصحيفة، عن مدير وحدة البحث الاستخباراتية في الجيش الإسرائيلي في الفترة من 2013 إلى 2016 "داني سيترينوفيتش"، قوله: "حاولت الولايات المتحدة استخدام الضغط الأقصى على إيران من خلال العقوبات، وقامت إسرائيل باغتيال علماء نوويين، بهدف تقويض النشاط النووي الإيراني، ولكن هذا لم يكن ناجحا".

وأضاف "سيترينوفيتش": "كل ما حدث بعد ذلك يتمثل في أن إيران مضت قدما في برنامجها النووي، والآن لا توجد لدينا خيارات، وأخشى أن تكون إسرائيل وإيران على حافة المسار التصادمي خلال المستقبل القريب".

ومنذ انهيار الاتفاق النووي في عام 2018، سارعت إيران في تخصيب اليورانيوم.

ورغم أن الحكومة الإيرانية تصرّ على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية، فإن خبراء يرون أن طهران تستطيع امتلاك أسلحة نووية فعالة في غضون عامين.

ومن المقرر أن يحافظ الاتفاق النووي الجديد على الأطر الزمنية الأصلية، ما يعني أن القيود المفروضة على تخصيب اليورانيوم ستنتهي بحلول عام 2025.

وبالنسبة لإسرائيل، فإن هذه النتيجة أسوأ بكثير من الاتفاق السابق الموقع عام 2015.

ورأت "الجارديان"، أن إيران لم تنجح فقط في تحقيق تقدم تقني هائل، وهو ما ستتم مراقبته فقط خلال السنوات الثلاث المقبلة، ولكنها سوف تحصل أيضاً على 7 مليارات دولار، في صورة أصول سيتم فك التجميد عنها، إضافة إلى تخفيف القيود على صادرات مثل النفط.

وتابعت: "إن إسرائيل تعتقد أن هذه الأموال سيتم نقلها إلى عملاء إيران في المنطقة، ويمكن أن تؤدي الشرعية الدولية التي ستكسبها طهران من الاتفاق النووي الجديد إلى جعلها أكثر جرأة في طموحاتها الإقليمية".

وتُجمع الأوساط السياسية والأمنية والإعلامية في إسرائيل، على أن البرنامج النووي الإيراني، يمثل تهديداً وجودياً لمستقبل دولة الاحتلال، وفي هذا الإطار ينبغي النظر إلى الرؤية الإسرائيلية الرافضة للبرنامج النووي الإيراني.

ويتضح ذلك من تأكيد رئيس الوزراء "نفتالي بينيت"، أن إسرائيل غير معنية بأي اتفاق يتم التوصل إليه في فيينا بين إيران والقوى الدولية.

وانطلاقاً من هذه الرؤية، تقوم استراتيجية إسرائيل تجاه الملف النووي الإيراني على التخلص منه، إن لم يكن بالمفاوضات، فمن خلال الخيار العسكري.

وتزايدت وتيرة الحديث في تل أبيب عن هذا الخيار، وخصوصا ضرب المفاعلات النووية الإيرانية، في ظل الخطوات التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية مؤخراً في هذا الشأن، مثل اقتناء مزيد من الأسلحة المتطورة، وتخصيص ميزانية ضخمة للضربة العسكرية المُحتملة.

بيد أن إسرائيل تدرك جيداً حجم الصعوبات التي تعترض ذلك الخيار العسكري، لأسباب تتعلق بطبيعة المفاعلات النووية الإيرانية الكثيرة، فضلاً عن قوة الردع التي تمتلكها طهران، ودور أذرعها الإقليمية، لاسيما "حزب الله" اللبناني في ظل قدرته على إطلاق آلاف الصواريخ ضد إسرائيل.

كما أن إسرائيل، باتت ترى في الرهان الأمريكي على المفاوضات مع إيران للتوصل إلى اتفاق نووي جديد ليس سوى عبث، وعليه تركز جهودها على إقناع الإدارة الأمريكية بعدم جدوى المفاوضات مع طهران إلى ما لا نهاية، وضرورة الانتقال إلى الخيار العسكري ضدها؛ لأن الوقت لم يعد لصالح تل أبيب والغرب عموماً، وإنما لصالح إيران التي خصبت كميات كبيرة من اليورانيوم بدرجة عالية من النقاء، وهو ما وضعها على حافة النووي، وربما المُضي نحو إنتاج سلاح نووي خلال فترة قصيرة إذا قررت ذلك.

وعليه، يمكن القول إن النقاش في إسرائيل ليس عن الخيار العسكري، وإنما عن كيفية تنفيذ هذا الخيار، وعن كيفية إشراك الولايات المتحدة فيه من أجل تأمين الحماية اللازمة لإنجاح الضربة العسكرية، كي لا تكون الردود مدمرة لإسرائيل.

وفي المُجمل، ثمة قناعة إسرائيلية بأن الولايات المتحدة والغرب عموماً لن يتركوا إسرائيل لوحدها إذ اندلع حرب بينها من جهة، وإيران والوكلاء التابعين لها من جهة ثانية.

وبالتالي هناك من يرى أنه حتى لو نجحت المفاوضات النووية في فيينا،  فإن اللحظة التي ستلي هذا الاتفاق قد تكون مُحملة بتطورات أمنية كبيرة، ربما تغير وجه المنطقة، فإسرائيل ترى أنه لا يمكن التعايش مع إيران نووية، وأن تكلفة الخيار العسكري ضدها ستكون أقل من هذا التعايش المُهدد لإسرائيل ولباقي دول المنطقة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إيران إسرائيل برنامج إيران النووي الاتفاق النووي

جيروزاليم بوست: إيران تبني منشأة نووية يصعب على إسرائيل تدميرها 

بكين: معظم النقاط الخلافية حول الاتفاق النووي حسمت

رئيس الشورى الإيراني يطالب بضمانات غربية قبل إحياء الاتفاق النووي

هل تستغل إسرائيل حرب أوكرانيا لمهاجمة إيران؟